البيهقي وموقفه من الإلهيات

أحمد بن عطية الغامدي ت. 1432 هجري
146

البيهقي وموقفه من الإلهيات

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٣ هـ/٢٠٠٢ م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

وهو القديم فلم يزل بصفاته سبحانه متفردًا بل دائم الإحسان فإنه ليس قصدهم إطلاق هذا اللفظ على سبيل التسمية أو الوصف، بل على سبيل الإخبار، وباب الأخبار أوسع من باب الصفات، كما ذكر ذلك الشيخ محمّد بن مانع ابن القيم في "البدائع" وقال بعد ذلك: وأهل العلم لم يذكروا لفظة القديم في الأسماء الحسنى ولكنهم يخبرون عنه سبحانه بذلك. وجعل قول ابن القيم السابق من هذا النوع١. والحاصل أن إطلاق لفظ القديم على الله سبحانه بقصد التسمية غير سديد، لافتقاره إلى دليل يجوز لنا ذلك الإطلاق. صلة الأسماء بالصفات لقد سبق أن ذكرت المذاهب في أسماء الله تعالى، وعرفنا أن هناك من ينفيها وينفي الصفات معها وهم الجهمية، وأوضحت أنه لا مجال للحديث حينئذ في العلاقة بين معدومين. وهناك من يثبت الأسماء وينفي الصفات، وهم المعتزلة، وهنا أيضًا لا علاقة، إذ أن أحد الأمرين لا وجود له، أما من يثبت الأسماء والصفات جميعًا لله ﷾، مع وجود الاختلاف في طريق الإثبات، والمقصود منه، فإن أصحاب هذا الرأي هم الذين بحثوا العلاقة بين الأسماء والصفات. ولا ريب أن شيخنا البيهقي- ﵀ من أبرز أولئك المثبتين وقد بحث هذه العلاقة، وأثبت وجود صلة وثيقة بين أسماء الله ﷾ وبين صفاته، حيث قال: " ... فلله ﷿ أسماء وصفات وأسماؤه صفاته، وصفاته أوصافه"٢.

١ انظر: تعليق الشيخ محمّد بن مانع على العقيدة الطحاوية ص: ٦، وشرح الشيخ الألباني عليها ص: ١٩. ٢ الاعتقاد ص: ٢١.

1 / 173