البيهقي وموقفه من الإلهيات

أحمد بن عطية الغامدي ت. 1432 هجري
126

البيهقي وموقفه من الإلهيات

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٣ هـ/٢٠٠٢ م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

لائقة المعنى بالنسبة لله تعالى، وإن تصور العقل ذلك، ويكفينا الاقتصار على الوحي فالله تعالى لم يترك المجال لعقولنا في هذه التسميات، بل أخبر بأسمائه في كتابه، وعلى لسان نبيه ﷺ. والعقل الذي يعتبر ركيزة القياس قد يستطيع أن يصل إلى إثبات بعض العقائد كما تقدم في إثبات وجود الله، وكما سيأتي في الصفات العقلية، إلا أنه لا يستطيع الاستقلال بذلك فيرشده الوحي ويقدم له تصورًا كاملًا لذلك الاعتقاد. ومن هنا كان الوحي هو الأساس في العقائد جميعها. عدد أسماء الله تعالى أمّا عن عدد أسماء الله تعالى، فقد ورد حديث رواه البيهقي بسنده عن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ أنه قال: "إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة" ١. فهل هذا الحديث على ظاهره من حصر أسماء الله تعالى في هذا العدد، أم لا؟ يكاد الإجماع ينعقد على أن العدد الوارد في هذا الحديث لا مفهوم له يقتضي الحصر لأسماء الله تعالى في تسعة وتسعين فقط، ولم أجد مخالفًا في ذلك سوى ابن حزم الذي أخذ بظاهر الحديث، وابن حزم - كما هو معروف - ظاهري، ومذهب أهل الظاهر في الأخذ بظواهر النصوص لا يخفى. فقد قال ﵀ في كتاب المحلى ما نصه:

١ الأسماء والصفات ص: ٤. والحديث متفق عليه. انظر كتاب التوحيد من صحيح البخاري مع شرحه حديث رقم:٧٣٩٢، ١٣/٣٧٧. وصحيح مسلم، كتاب الذكر حديث رقم: ٢٦٧٧، ٤/٢٠٦٢، ٢٠٦٣.

1 / 153