البيان والإشهار لكشف زيغ الملحد الحاج مختار
الناشر
دار الغرب الإسلامي
رقم الإصدار
١٤٢٢هـ
سنة النشر
٢٠٠١م
تصانيف
مقدمة المؤلف
الحمد لله الذي جعل أتباع رسوله على محبته دليلًا، وأوضح طرق الهداية لمن شاء أن يتخذ إليه سبيلًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة عبد مخلص لم يتخذ من دونه وكيلًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي اختص أمته بأن لا تزال فيها طائفة على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله ولو اجتمع الثقلان على حربهم قبيلًا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير الناس هديًا وأقومهم قليلا.
أما بعد، فإني لما كنت في دمشق الشام، وذلك في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وألف من هجرة المصطفى ﷺ، جمعتني فيها مجالس مع أناس ممن يدعون العلم، وآخرين ممن ينتسبون إليهم. فكانوا لا يتورعون عن الاعتراض على أهل نجد والطعن عليهم في عقيدتهم، وتسميتهم بالوهابية، وأنهم أهل مذهب خامس، والغلاة من هؤلاء يكفرونهم.
ولما كان هؤلاء الغلاة الجامدون على التقليد الأعمى، معرضين عن استقراء الحقائق في مسائل الدين من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة ﵃ والتابعين لهم بإحسان من أئمة الهدى والدين في هذه الأمة، وخصوصًا الأئمة الأربعة الذين يزعم هؤلاء الجاهلون تقليدهم، ويغالون فيه، ويقولون: إن من خرج عن تقليد أحد الأئمة الأربعة فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه. ومع ذلك تراهم يخالفون الأئمة الأربعة فيما أجمعوا عليه من أصول الدين، وذلك
1 / 13