46

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

** [ الوجه ] الأول

موجودا ولا معدوما ، والأولان باطلان.

أما الأول ؛ فلأنه يلزم التسلسل.

وأما الثاني ؛ فلأنه يلزم اتصاف الشيء بنقيضه ، فيبقى الثالث.

** والجواب

غيره ، أو إلى الموصوف به وبما ينافيه ، فكما لا يقال : السواد إما أن يكون سوادا أو بياضا ، كذلك لا يقال : الوجود إما أن يكون موجودا أو لا يكون. ولأن المنقسم إلى الشيئين أعم منهما ، ويستحيل أن يكون الشيء أعم من نفسه.

مضافا إلى ما يقال من أن الوجود معدوم ؛ لجواز اتصاف الشيء بنقيضه اشتقاقا وإن لم يخبر ب « هو هو » كأن يقال : الوجود عدم في القضايا المتعارفة.

[ الوجه ] الثاني : أن الكلي الذي هو ذاتي لجزئياته المحققة في الخارج مثل الحيوان مثلا ليس بموجود ؛ إذ لا وجود في الخارج إلا للأشخاص (2)، ولا معدوما ، وإلا لما كان جزءا لجزئياته الموجودة ، كزيد ؛ لامتناع تقوم الموجود بالمعدوم.

** والجواب

، وليس جزءا خارجيا حتى يلزم تحققه في الخارج.

والحق أن الكلي الطبيعي موجود في الخارج بوجود أشخاصه ، كما سيأتي إن شاء الله.

** [ الوجه ] الثالث

والبياض ممتازا عن الآخر بأمر زائد على ما به الاشتراك.

ثم الجزءان إن كانا موجودين ، لزم قيام العرض بالعرض. وإن كانا معدومين ، لزم أن يكون السواد أمرا عدميا وكذلك البياض ، وهو باطل بالضرورة ، مع امتناع تقوم

صفحة ١١١