البراهين المعتبرة في هدم قواعد المبتدعة

عبد العزيز المديهش ت. 1350 هجري
57

البراهين المعتبرة في هدم قواعد المبتدعة

محقق

إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن المديهش

الناشر

المحقق

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٤ هـ

تصانيف

فأجابه بقَولِهِ: حَاضِرٌ. فَأنَّبَهُ بِقَوْلِهِ: تَرَكْتَ فِلَاحَتَكَ تَهْلَكُ عُشْبًَا! ألَا تجْلِسْ لِلْحِرَاثَةِ، وَتَدَعُ الذَّهَابَ إِلى النَّاسِ، فَقَدْ شغَلْتَهُمْ عَنْ فَلَائِحِهِمْ؟ ! فَأجَابَ بِقَوْلِهِ: كَذِبٌ - بَارَكَ اللهُ فِيْكُمْ - مَا مَشَيْتُ. ثُمَّ إِنَّهُ تَكَلَّمَ مُتَهَدِّدًَا لِابْنِ مُدَيْهِشْ، يَقُوْلُ: إِيْهًا يَا بْنَ مُدَيْهِشْ! يَوْمًَا بِ «المِسْتِجِدَّةِ» (١)، وَيَوْمًَا بِ «وهطان» (٢)! ! أَلَا تَتَّقِيْ اللهَ فِيْ نَفْسِكَ مِنْ تَعْوِيْقِ النَّاسِ عَنْ فَلَائِحِهِمْ وَشُغْلِهِمْ!؟ فَقَالَ لِعَبْدِ اللهِ البَّاحُوْثِ: أَنْتَ صَنَمُهُمْ! تَدْهَنُ لِحْيَتَكَ، وَتَذْهَبُ تَدْجُلُ عَلَى النَّاسِ! . وكان هذا معروفًا بالخوارق، ويُجْرِي اللهُ على يَدَيْهِ عَجَائِبَ، قال مرَّةً لابْنِهِ: تُرِيْدُ هَذَا العُصْفُورَ، فقُمْ فَخُذْهُ، وكان لايُطَاقُ إلا ببُنْدُقِيَّةٍ، فقَامَ وأخَذَهُ بِيَدِهِ. ثُمَّ سَكَتَ [الأميرُ] قَلِيلًا، ثُمَّ تكلَّم يقُوْل: أينَ ابْن ثُوَيْنِي؟ إنَّك تُسَابِقُ إمامَ مَسْجِدِكُمْ ابْنَ سَيْفٍ فِي الإمَامَةِ، تَؤُمُّ وَهُوَ إِلى جَانِبِكَ، فَأَعْرِضْ وَكُفَّ عَنْ ذَلِكَ.

(١) سبق التعريف بها في (ص ٤٥). (٢) سبق التعريف بها في (ص ٤٥).

1 / 59