الأثر الثمين في نصرة عائشة ﵂ أم المؤمنين
الناشر
دار الفاروق للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ - ٢٠١٢ م
مكان النشر
عمان
تصانيف
وهذه سنن ماضية لا تتبدَّل ولا تتغيَّر، ﴿فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ
فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (٤٣)﴾ [فاطر].
واعلم أنَّ من سُنَنِ الله تعالى أنَّ الرُّسل تبتلى ثمَّ تكون لهم العاقبة، قال هِرَقْلُ لِأَبِي سُفْيَانَ:"وسَأَلْتُكَ هَلْ قَاتَلْتُمُوهُ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّكُمْ قَاتَلْتُمُوهُ، فَتَكُونُ الْحَرْبُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ سِجَالًا، يَنَالُ مِنْكُمْ وَتَنَالُونَ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْتَلَى ثُمَّ تَكُونُ لَهُمْ الْعَاقِبَةُ" (^١).
ومِنْ سُنَنِ الله تعالى أن يُبْتلى المتَّقون، ثمَّ يجعل الله تعالى العاقبة لهم، قال تعالى: ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (٨٣)﴾ [القصص]، ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (١٣٢)﴾ [طه].
حَنانَيْكَ ربَّنا، اجعلنا مِنَ المتَّقين الَّذين قلت فيهم: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (٥١)﴾ [الدّخان] وقلت فيهم: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (٥٤) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (٥٥)﴾ [القمر].
قذف المحصنات من السّبع الموبقات
القذف لغة: الرَّمي مطلقًا بحجر أو سهم ونحوهما ممَّا يؤذي، ثمَّ اسْتُعِير للقذف باللِّسان، لأنَّه يشبه الأذى الحسيّ، فخرج اللِّسان مخرج اليد، فهو في المقال كناية عن الشَّتم. والقذف اصطلاحًا: الرَّمي بزنا، واشتهر فِي هذا المعنى حتَّى غلب عليه.
(^١) البخاري "صحيح البخاري" (م ٣/ج ٥/ص ١٦٨) كتاب التّفسير. ومسلم "صحيح مسلم بشرح النَّووي" (م ٦/ج ١٢/ص ١٠٦) كتاب الجهاد.
1 / 99