الأثر الثمين في نصرة عائشة ﵂ أم المؤمنين

أحمد محمود الشوابكة ت. غير معلوم
98

الأثر الثمين في نصرة عائشة ﵂ أم المؤمنين

الناشر

دار الفاروق للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ - ٢٠١٢ م

مكان النشر

عمان

تصانيف

بالقرب أيضًا، ومثله قوله تعالى حكاية عنهم: ﴿أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ (٣٦)﴾ [الأنبياء]، وقول مَنْ قال منهم: ﴿أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا (٥٣)﴾ [الأنعام]. فإيذاء النَّبيِّ ﷺ، ورمي أصحابه ﵃، وإيذاء المؤمنين في عائشة ﵂ مِن السُّنن، ذلك أنَّ أهل الحقِّ لهم أعداء، ولذلك قال ورقة للنَّبيِّ ﷺ: " لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ " (^١). لكن الباغي عليه تدور الدَّوائر، ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ (٢٣)﴾ [يونس] والسُّوء لا يقع فيه إلَّا فاعله، والمكر لا يحيق إلَّا بصاحبه ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ (٤٣)﴾ [فاطر]. ولذلك قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: "ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كُنَّ عَلَيْهِ: الْبَغْيُ، وَالنَّكْثُ، والمكْرُ " قال ﷿: ﴿إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ (٢٣)﴾ [يونس]، وقال: ﴿فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ (١٠)﴾ [الفتح]، وقال: ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ (٤٣)﴾ [فاطر]. فمَنْ ظَلَمَ عائشة ﵂ ممَّن سَلَفَ ومضى وغبر، أو ممَّن خَلَفَ وأدبر واستكبر، فإنَّما بغيه على نفسه، وإنَّما حسابه عند ربِّه.

(^١) متَّفق عليه: البخاري "صحيح البخاري" (م ١/ج ١/ص ٣) بَدْء الوحي، ومسلم "صحيح مسلم بشرح النَّووي" (م ١/ج ٢/ص ٢٠٣) كتاب الإيمان.

1 / 98