الأثر الثمين في نصرة عائشة ﵂ أم المؤمنين
الناشر
دار الفاروق للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ - ٢٠١٢ م
مكان النشر
عمان
تصانيف
الأسماع، وعليه جفوة أشدُّ مِنْ جَفْوةِ الجاهليَّة.
أمَّا مارية أمّ ولد رسول الله ﷺ فلا تُتَّهم بشيء، والنَّبيُّ ﷺ تزوَّجها في السَّنة السَّابعة من الهجرة، وحديث الإفك كان في السَّنة الخامسة من الهجرة، فكيف تنزل الآيات فيها، وهي مقيمة على دين قومها، ولا علم له ﷺ ولا علم لعائشة ﵂ بها؟! فما ذاك إلَّا من التَّجنِّي.
أيضًا الَّذين جاؤوا بالإفك جماعة، فألفاظ القرآن تدلُّ على ذلك، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ﴾، وقال تعالى: ﴿لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ﴾.
أيضًا القاذف رجل وليس امرأة، قال تعالى: ﴿وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١١)﴾ [النّور].
وقد نقل ابن الجوزيّ إجماع أهل السُّنَّة على أنَّها نزلت في براءة عائشة ﵂، قال: "أجمع المفسرون أن هذه الآية وما يتعلق بها بعدها نزلت في قصة عائشة ﵂، وفي حديث الإفك أن هذه الآية إلى عشر آيات نزلت في قصَّة عائشة " (^١).
ونقل ابن أبي الحديد التَّواتر على أنَّها نزلت في عائشة ﵂، قال:"وجَحْدهم لإنزالِ ذلك في عائشة جَحْدٌ لما يُعْلَمُ ضرورة من الأخبار المتواترة" (^٢).
فإيَّاك أنْ تعود لمثل كلام ابن أبيّ بعد نزول القرآن صريحًا في بَراءة عائشة
(^١) ابن الجوزيّ "زاد المسير" (م ٥/ص ٣٤٧). (^٢) ابن أبي الحديد "شرح نهج البلاغة" (م ٤/ص ٣٠١).
1 / 93