الأثر الثمين في نصرة عائشة ﵂ أم المؤمنين

أحمد محمود الشوابكة ت. غير معلوم
88

الأثر الثمين في نصرة عائشة ﵂ أم المؤمنين

الناشر

دار الفاروق للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ - ٢٠١٢ م

مكان النشر

عمان

تصانيف

والغرض من اسم الإشارة (فأولئك) الإشارة إليهم لمزيد تعيينهم بصفة الكذب تحذيرًا لنا مِن أمثالهم، أمَّا التَّقييد والتَّعيين في شبه الجملة الظَّرفيَّة (عِنْدَ الله) فلزيادة ثبوت كذبهم وتحقُّقه. وأضيف ظرف المكان إلى لفظ الجلالة للتَّعظيم، وكلُّ ذلك من باب تعظيم حرمة عِرْضِ المسلم. ونتعلَّمُ من الآية أنَّ الواجِبَ ألّا نُصَدِّقَ مَنْ يرمي مُؤْمِنًا بفاحشة إلَّا أنْ يأتيَ بأربعة شهداء، فإن لم يأتِ بهم، قلنا له: أنت عند الله تعالى من الكاذبين. ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾ لولا: حرف امتناع لوجود، وفضل: مبتدأ حذف خبره، وتقديره موجود، أي لولا فضل الله عليكم موجود ﴿لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ﴾ خضتم وأكثرتم ﴿فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١٤)﴾ لكنَّ فضل الله عليكم ورحمته موجودة في الدُّنيا والآخرة، وهذا وعد ضمنيٌّ من الله تعالى بالفضل والمغفرة لهم دون الَّذي تولَّى كبره؛ فالآية مصرِّحة بأنَّ العذاب لا يَمَسُّ كُلَّ مَنْ تكلَّم، وإنَّما يمسُّ مَنْ تولَّى كِبْرَه، وهو ابنُ أبيّ، كما قَال تعالى: ﴿وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١١)﴾ فالعذاب العظيم مختصٌّ بِمَنْ تولَّى كبره دون غيره، لأنَّه إنَّما قال ما قال ليعيب الرَّسول ﷺ ويغيظه عن قصد؛ كراهة لما جاء به مِنَ الحقِّ. ﴿إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ﴾ الآية فيها زجر عن أمرين محظورين: تلقُّف مثل هذا الكلام ونقله، والقَول بلا علم. ﴿وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا﴾ صغيرًا ﴿وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (١٥)﴾ في الإثم، فهو من الكبائر.

1 / 88