الأثر الثمين في نصرة عائشة ﵂ أم المؤمنين
الناشر
دار الفاروق للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ - ٢٠١٢ م
مكان النشر
عمان
تصانيف
يسير في سَاقَة الجيش، أي من وراء الجيش، فيقوم للصَّلاة، ثمَّ يتبعهم، فَمَنْ سَقَطَ له شيء ردَّه إليه.
وكان صفوان ﵁ قد تأخَّر حتَّى قرب الصُّبح، فركب بعيره لعلَّه يرى شيئًا، فَمَرَّ فرأى شخص إنسانٍ نائم، فَقَرُبَ فإذا هو بأمِّ المؤمنين ﵂، فعرفها لأنَّه كان يراها قبل نزولِ آيةِ الحجاب، فقال رافعًا صوته: "إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون"، فأيقظها باسْتِرْجَاعِه، ولم يكلِّمها بكلمة البتَّة؛ صيانةً لها وإعظامًا وإجلالًا، وحسن أدب منه، وفطنة وورعًا.
فَسَتَرَتْ وَجْهَهَا عنه بجلبابها، فأناخ بعيرَه بغير كلام ولا سُؤَال، فركبتْه، ومشى قدَّامها حتَّى أدركا الجيش أوَّل الظهيرة.
وهنالك قَال في صفوان ﵁ وعائشة ﵂ أَهْلُ الإفك والكذب ما قالوا، فهلك مَنْ هلك في شَأْنِها ﵂ بقول البُهتان، وعُصِمَ مَنْ عُصِمَ بالورع والتَّقوى.
وكان الَّذي تولَّى الإفك والكذب عبدَ الله بنَ أُبيٍّ ابن سَلُولَ (^١)، رَئيس المنافقين؛ عداوةً للإسلام ونبيِّ الإسلام، فهو البادئ بهذه الفرية، وهو الَّذي اختلقها، وهو مَنْ أَشَاعَ في المدينة ما أَشَاعَ مِنَ الكذب.
وانتهى الحديث إلى رسول الله ﷺ، وإلى أبوي عائشة ﵂. وكانت عائشة ﵂ حين قَدِمَت المدينة مَرِضَتْ شهرًا، وهي لا تشعر بشيء، ولا يذكرون لها شيئًا، ولكن كان يريبها أنَّها لم تكن تجد منه ﷺ الرِّفق الَّذي كانت تجده إذا اشتكت.
_________
(^١) أُبيّ أبوه، وسلول اسم أمّه، فنسب إلى أبويه كليهما، ووصف بهما.
1 / 61