الأثر الثمين في نصرة عائشة ﵂ أم المؤمنين
الناشر
دار الفاروق للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ - ٢٠١٢ م
مكان النشر
عمان
تصانيف
وانظر كيف لم يواجِه عائشة ﵂ بالسَّلام لأجل زوجها، فمن هذه حالتها، كيف يصدَّق عليها كذب الأفَّاكين؟!
البرهان بأنّ جبريل ﵇ أقرأ عائشة ﵂ السّلام
لعائشة ﵂ من الفضائل المشهورة، والمناقب المأثورة الشَّيء الكثير، روى الشَّيخان عن عائشة ﵂، قالت: قالَ رَسُولُ الله ﷺ يَوْمًا: "يَا عَائِشَ، هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ، فَقُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ، تَرَى مَا لَا أَرَى، تُرِيدُ رَسُولَ الله ﷺ " (^١).
ومن فقه الحديث أنَّ مَنْ بَلَغَ إليه سلام غائب عنه، عليه أن يردَّ ﵇ كما يردّ على الحاضر؛ فَإِنّ جِبْرِيل ﵇ سَلَّمَ على عائشة ﵂ على لِسَان النَّبِيِّ ﷺ، فردّت ﵇. ومن فقه الحديث أن النَّبِيَّ ﷺ يرى ما لا يرى النَّاس، وهذا ممَّا اختصَّ به ﷺ.
جهادها ﵂ -
عَنْ أَنَسٍ ﵁، قَالَ: " لمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، وَأُمَّ سُلَيْمٍ وَإِنَّهُمَا لمُشَمِّرَتَانِ، أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا تَنْقُزَانِ القِرَبَ، وَقَالَ غَيْرُهُ: تَنْقُلَانِ القِرَبَ عَلَى مُتُونِهِمَا، ثُمَّ تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ القَوْمِ،
ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلَآنِهَا، ثُمَّ تَجِيئَانِ فَتُفْرِغَانِهَا فِي أَفْوَاهِ القَوْمِ" (^٢).
_________
(^١) البخاري "صحيح البخاري" (م ٢/ج ٤/ص ٢١٩) كتاب المناقب. ومسلم "صحيح مسلم بشرح النّووي" (م ٨/ج ١٥/ص ٢١٢) كتاب فضائل الصّحابة.
(^٢) البخاري "صحيح البخاري" (م ٢/ج ٣/ص ٢٢١) كتاب الجهاد.
1 / 50