الأثر الثمين في نصرة عائشة ﵂ أم المؤمنين
الناشر
دار الفاروق للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ - ٢٠١٢ م
مكان النشر
عمان
تصانيف
جُمَيْمَةً (^١) " (^٢). وعند مسلم أنَّها مرضت شهرًا كاملًا، تقول عائشة ﵂:"قَدِمْنَا المَدِينَةَ فَوُعِكْتُ شَهْرًا فَوَفَى شَعْرِي جُمَيْمَةً" (^٣).
وكانت المدينة عند قدومهم وبِئَة، فلمّا رأى النَّبيُّ ﷺ شكوى أصحابه، دعا لها أن يصحِّحها وينقل حمَّاها إلى الجُحْفَة فأجاب الله دعوته، تقول عائشة ﵂: "قَدِمْنَا المَدِينَةَ وَهِيَ وَبِيئَةٌ، فَاشْتَكَى أَبُو بَكْرٍ، وَاشْتَكَى بِلَالٌ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ الله ﷺ شَكْوَى أَصْحَابِهِ، قَالَ: "اللهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا المَدِينَةَ كَمَا حَبَّبْتَ مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ، وَصَحِّحْهَا وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا، وَحَوِّلْ حُمَّاهَا إِلَى الْجُحْفَةِ (^٤) " (^٥).
وفي الحديث من الفقه: جواز التَّداوي بالدّعاء لرفع الوباء وكشف البلاء، وفيه الدُّعاء للمسلمين بالبركة والرَّخاء ورفع الدَّاء، وجواز الدُّعاء على الأعداء لشغلهم عن الدَّعوة، فقد دعا ﷺ بنقل الحمَّى إلى الجحفة وكانت دار شرك فكفى الله المؤمنين.
وكان ﷺ قد دعا على قريش لمَّا أبطؤوا عن الإسلام واستعصوا عليه ورأى منهم إدبارًا، فقال: "اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ" (^٦).
_________
(^١) جُمَيْمَة: تصغير جُمَّة، والجُمَّة من شعر الرأْس ما سَقَط على المَنْكِبَيْن، وصار إلى هذا الحدّ.
(^٢) البخاري "صحيح البخاري" (م ٢/ج ٤/ص ٢٥١) كتاب المناقب.
(^٣) مسلم "صحيح مسلم بشرح النّووي" (م ٥/ج ٩/ص ٢٠٧) كتاب النكاح.
(^٤) ميقات أهل الشّام وكانت إذ ذاك يسكنها يهود.
(^٥) مسلم "صحيح مسلم بشرح النّووي" (م ٥/ج ٩/ص ١٥٠) كتاب الحجّ.
(^٦) البخاريّ "صحيح البخاريّ" (م ٣/ج ٦/ص ١٩) كتاب التَّفسير.
1 / 29