العقيدة الصحيحة وما يضادها
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة السابعة العدد الثالث محرم ١٣٩٥ هـ/ يناير ١٩٧٥ م
تصانيف
أفضلهم أبوبكر الصديق، ثم الفاروق، ثم عثمان ذو النورين، ثم علي المرتضى ﵁ الله عنهم أجمعين؛ وبعدهم بقية العشرة، ثم بقية الصحابة ﵃ أجمعين؛ ويمسكون عما شجر بين الصحابة، ويعتقدون أنهم في ذلك مجتهدون، من أصاب فله أجران، ومن أخطأ فله أجر؛ ويحبون أهل بيت رسول الله ﷺ المؤمنين به، ويتولونهم، ويتولون أزواج رسول الله ﷺ أمهات المؤمنين، ويترضون عنهن جميعا، ويتبرؤن من طريقة الروافض الذين يبغضون أصحاب رسول الله ﷺ ويسبونهم، ويغلون في أهل البيت، ويرفعونهم فوق منزلتهم التي أنزلهم الله ﷿، كما يتبرؤن من طريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل.
وجميع ما ذكرناه في هذه الكلمة الموجزة داخل في العقيدة الصحيحة التي بعث الله بها رسوله محمدا ﷺ، وهي عقيدة الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة التي قال فيها النبي ﷺ: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصور، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله سبحانه" وقال ﵊: "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة" فقال الصحابة: من هي يا رسول الله؟ قال: "من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي" وهي العقيدة التي يجب التمسك بها والاستقامة عليها، والحذر مما خالفها.
وأما المنحرفون عن هذه العقيدة والسائرون على ضدها فهم أصناف كثيرة؛ فمنهم عباد الأصنام والأوثان والملائكة والأولياء والجن والأشجار والأحجار وغيرها، فهؤلاء لم يستجيبوا لدعوة الرسل، بل خالفوهم وعاندوهم كما فعلت قريش وأصناف العرب مع نبينا محمد ﷺ، وكانوا يسألون معبوداتهم قضاء الحاجات، وشفاء المرضى، والنصر على الأعداء، ويذبحون لهم وينذرون لهم، فلما أنكر عليهم رسول الله ﷺ ذلك، وأمرهم بإخلاص العبادة لله وحده، استغربوا ذلك وأنكروه وقالوا: ﴿أَجَعَلَ الآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ (صّ:٥) فلم يزل ﷺ يدعوهم إلى الله وينذرهم من الشرك، ويشرح
1 / 11