الأنوار الرحمانية لهداية الفرقة التيجانية
محقق
أحمد فهمي أحمد
الناشر
الجامعة الإسلامية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤١٢هـ
مكان النشر
المدينة المنورة
تصانيف
ثقيل، والنفس إنما تنشط بما يوافق هواها لا بما يخالفه. وكل بدعة فللهوى فيها مدخل، لأنها راجعة إلى نظر مخترعها، لا إلى نظر الشارع فكيف يمكنه الخروج من ذلك، ودواعي الهوى تحسن له ما تمسك به؟ فتراه منهمكًا في أوراده ليلًا ونهارًا. لا يفتر عن ذلك ومع ذلك فمثواه النار. قال تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً﴾ ١ وقال تعالى: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾ ٢ وما ذاك إلا لخليقة يجدونها في ذلك الالتزام، ويرى أن أعماله أفضل الأعمال غيره، أفيفيد البرهان مطلبًا ﴿كذلك يهدي الله من يشاء ويهدي من يشاء﴾ .
علم مما تقدم أن المبتدع لا توبة له، وحينئذ يخاف عليه سوء الخاتمة والعياذ بالله. لأنه مرتكب إثمًا عاص الله تعالى، فيخشى عليه عند موته أن يستفزه الشيطان، ويغلبه على قلبه، حتى يموت على التغيير والتبديل حيث كان مطيعًا له فيما تقدم من زمانه.
فلنقتصر على ما ذكرنا وبالله التوفيق.
قد أتم الله هذا الدين قبل الطريقة التجانية وغيرها
قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا﴾ ٣ وقال ﷺ: "تركت
_________
١ الغاشية: آية ٣-٤.
٢ الكهف: الآية ١٠٣-١٠٤.
٣ المائدة: آية ٣.
1 / 17