الأنوار الرحمانية لهداية الفرقة التيجانية

عبد الرحمن الأفريقي ت. 1377 هجري
11

الأنوار الرحمانية لهداية الفرقة التيجانية

محقق

أحمد فهمي أحمد

الناشر

الجامعة الإسلامية

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١٢هـ

مكان النشر

المدينة المنورة

تصانيف

لأن كل فريق يرى أن طريقته خير من طريقة صاحبه، وببغض بعضهم بعضًا حتى قال التجانيون: لا يجوز زيارة من ليس على طريقتهم. وأنكروا في ذلك قول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ وأنكروا الأحاديث الواردة في زيارة الأخوان، افنترك العمل بالآية الكريمة والأحاديث الواردة في ذلك لقول أحد كائنًا من كان؟ اللهم لا. والفرقة من أخس أوصاف المبتدعة ولوازمها، لأنه خروج عن حكم الله، وتفريق لجماعة أهل الإسلام. صاحب البدعة ملعون وممنوع من الشفاعة المحمدية والنبي ﷺ بريء منه، لما روى أنه ﷺ قال: "حلت شفاعتي لأمتي، إلا صاحب بدعة" ذكره الشاطبي في الاعتصام. والبدعة رافعة للسنن التي تقابلها، ليس لصاحبها توبة. لقول النبي ﷺ: "إن الله حجر التوبة عن كل صاحب بدعة" كذا في الشاطبي. وهو ملعون شرعًا. لقوله ﷺ: " من أحدث بدعة أو أوى محدثًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" ذكره الشاطبي عن مالك. ومعلوم لكل ذي لب أن هذه الطرق كلها محدثة لأن ما لم يكن في زمن النبي ﷺ دينًا فهو بدعة باتفاق السلف والخلف، ويبعد صاحبها عن حوض النبي ﷺ لحديث رواه مالك في الموطأ ولفظه: "فليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم ألا هلم هلم، فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك فأقول: فسحقًا فسحقًا، فسحقًا".

1 / 15