الأنوار الكاشفة لما في كتاب «أضواء على السنة» - ط السلفية
الناشر
المطبعة السلفية ومكتبتها / عالم الكتب
مكان النشر
بيروت
تصانيف
النصارى» هكذا يكون العلم. ثم قال ص١١٠ «... وتلقى الصحابة ومن تبعهم كل ما يلقيه هؤلاء الدهاة بغير نقد أو تمحبص معتبر ين أنه صحيح لا ريب فيه»
أقول: وهذا مخالف للواقع، فقد علم الصحابة وغيرهم من كتاب الله ﷿ أن أهل الكتاب قد حرفوا كتبهم وبدلوا. ورووا عن النبي ﷺ قوله «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم» كما في صحيح البخاري عن أبي هريرة. وفيه عن ابن عباس أنه قال «كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل على رسول الله ﷺ أحدث، تقرؤنه محضًا لم يشب، وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه» وفيه أن معاوية ذكر كعب الأحبار فقال «إن كان من أصدق هؤلاء المحدثين عن أهل الكتاب، وإن كنا من ذلك لنبلو عليه الكذب، وكان عند عبد الله بن عمرو بن العاص صحيفة عن النبي ﷺ كان يسميها «الصادقة» تميزًا لها عن صحف كانت عنده من كتب أهل الكتاب. وزعم كعب أن ساعة الإجابة إنما تكون في السنة مرة أو في الشهر مرة، فرد عليه أبو هريرة وعبد الله بن سلام بخبر النبي ﷺ أنها في كل يوم جمعة (١) وبلغ حذيفة أن كعبًا يقول: إن السماء تدورعلى قطب كقطب الرحي، فقال حذيفة «كذب كعب....» (٢) وبلغ ابن عباس أن نوفًا البكالي - وهو من أصحاب كعب - يزعم أن موسى صاحب الخضر غير موسى بن عمران، فقال ابن عباس «كذب عدو الله ...» (٣) ولذلك نظائر. أما ما رواه كعب ووهب عن النبي ﷺ فقليل جدًا، وهو مرسل لأنهما لم يدركاه، والمرسل ليس بحجة، وقد كان الصحابة ربما توقف بعضهم عن قبول خبر بعض إخوانه من الصحابة حتى يستثبت فما بالك بما يرسله كعب، فأما وهب فمتأخر، وأما ما روياه عن بعض الصحابة أو التابعين / فإن أهل العلم نقدوه كما ينقدون رواية سائر التابعين، ويأتي لهذا مزيد.
قال (ص١١١): «كعب الأحبار»
_________
(١) انظر سنن النسائي في أبواب الجمعة
(٢) ترجمة كعب من الإصابة
(٣) صحيح البخاري تفسير سورة الكهف
1 / 98