الأنوار الكاشفة لما في كتاب «أضواء على السنة» - ط السلفية
الناشر
المطبعة السلفية ومكتبتها / عالم الكتب
مكان النشر
بيروت
تصانيف
وقت موت عمر على التحديد. وقد كان عمر في شهر ذي الحجة سنة٢٣ حاجًا واتفق هناك علامات تؤذن بقرب موته، منها أن رجلًا ناداه يا خليفة. فقال آخر من حزاةالعرب: إنا لله، ناداه باسم ميت. ثم لما كان يرمي الجمرات أصابت حصاة جهة عمر فأدمته، فقال ذاك الحازي: إنا لله، أشعر أمير المؤنين. والإشعار تدمية البعير الذي يهدى لينحر. وجاء عن عائشة أنها سمعت عقب ذاك الحج منشدًا ينشد:
لا الأرض العضاء باسوق
أبعد قتيل بالمدينة أظلمت
يد الله في ذاك الأديم الممزق..
عليك سلام من إمام وباركت
ولما انصرف عمر من الحج دعا الله تعالى فقال «اللهم كبرت سني وضعفت قوتي وانتشرت رعيتي، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط» . فلما قدم المدينة خطب الناس وقال في خطبته «رأيت ديكًا نقرني ثلاث نقرات، ولا أراه إلا حضور أجلي»
فمن الجائز إن صحت تلك الحكاية أن يكون كعب استند إلى بعض هذه العلامات أو شبهها، وقد يكون مع ذلك وجد في صحفه إشارة فهم منها بطريق الرمز مع النظر إلى القرائن والعلامات السابقة أن عمر لا يعيش في تلك السنة
وبعد فسند الحكاية غير صحيح، تفرد بها عن مالك رجل يقال له «عبد الوهاب بن موسى» لا يكاد يعرف وليس من رجال شيء من كتب الحديث المشهورة، ولا ذكر في تاريخ البخاري ولا كتاب ابن أبي حاتم، بل قال الذهبي في الميزان «لا يدري من ذا الحيوان الكذاب» وفي مقدمة صحيح مسلم «الذي نعرف من مذهبهم في قبول ما يتفرد به المحدث من الحديث أن يكون قد شار ك الثقات من أهل العلم والحفظ في بعض ما رووا وأمعن في ذلك على الموافقة لهم، فإذا وجد كذلك ثم زاد بعد ذلك شيئا ًليس عند أصحابه قبل منه ...»
وهذا الرجل لم يمعن في المشاركة فضلًا عن أن يكون ذلك على / الموافقة. لكن هذا الشرط لا يتقيد به
1 / 113