الأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة

عبد الرحمن الدوسري ت. 1399 هجري
58

الأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة

الناشر

مكتبة دار الأرقم

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٢ هـ - ١٩٨٢ م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

يجعلون لله ما لا يرضون لأنفسهم؟ حقًا لقد جعلوا لأنفسهم منزلة أعظم من منزلة رب العالمين إذ حصروا طاعته والانقياد لحكمه في الشيء القليل، وأوجبوا على الناس الانقياد لحكمهم في كل شيء والاستسلام لهم في كل ناحية، ففرضوا على الناس تأليههم دون الله، وقد تعدوا وتجاوزوا بالظلم والجحود قول من قال (سأنزل مثل ما أنزل الله)، وبلغوا من تجاوز الحدود ما لم يبلغه أي كافر في سابق القرون. فاحفظ الدليل واسأل الله الهداية إلى سواء السبيل. س) ما حكم من رفض السنة وقصر العمل والحجة على القرآن؟ ج) هذه خطة الزنادقة والملاحدة ليقضوا على شطر الدين، ويلبسوا على الناس بتعظيم القرآن، وهم كاذبون، وإلا فالقرآن يأمر باتباع الرسول وطاعته. وذلك لا يحصل إلا باتباع سنته والتأسي به. وقد أجمع من يعتد به أهل العلم؛ إن السنة المطهرة مستقلة في تشريع الأحكام، وإنها كالقرآن في تحليل الحرام وتحريم الحلال، وقد ثبت عنه ﷺ إنه قال: (ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه) . وقد اختلق الزنادقة حديثًا وضعوه على الرسول، وهو "ما أتاكم عني فاعرضوه على الكتاب الله فإن وافقه فأنا قلته وإلا فلم أقله". وعارض المسلمون هذا الحديث حتى أثبتوا شاهدًا على بطلانه من نفس متنه، لأن الله يقول ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا

1 / 62