170

الأحكام لعبد الملك بن حبيب

محقق

الدكتور أحمد بن عبد الكريم نجيب

الناشر

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ هـ

مكان النشر

دولة قطر

تصانيف

تظاهرت شكاتها إلى ناس وموضع يتبين فيه ما شكت.
وقد تكون أيضًا منفردة من الجماعة فتشتكي الوحدة وإن لم تشتك الضرورة فيلزمه أن يرحلها إلى الموضع المأنوس، إلا أن تكون نكحته على ذلك من حاله وعرفته به، فلا تنتقل عما رضيت به.
وسألت أصبغ عن مثل ما سألت عنه مطرفًا من ذلك كله فقال لي مثل قوله.
وسألت مطرفًا وابن الماجشون عن المرضى؛ هل للإمام أن يخرجهم عن الحاضرة، وعن القرى، وعن المساجد والأسواق؟
فقالا لي: أما الواحد والنفر القليل فلا يخرجون عن الحاضرة، ولا عن قرية، ولا عن سوق، ولا عن مسجد جامع ولا غير جامع، وقد بلغنا أن عمر بن الخطاب لقي امرأة وهي بذلك المرض، وهي تطوف بالبيت فقال لها: «يا أمة الله، لو جلست في بيتك كان خيرًا لك» ولم يعزم عليها بالأمر بذلك ولا النهي عما نهاها عنه.
قالا: وبلغنا أيضًا أن معيقيب الدوسي كان له ذلك المرض، وكان عمر قد جعله على بيت المال، وكان يجالسه ويواكله، وكان إذا وضع الطعام قال عمر: «يا معيقيب كل مما يليك»، فهذا يدلك - على القليل -

1 / 220