الأحاديث التي أعل الإمام البخاري متونها بالتناقض
الناشر
بحث ضمن العدد ٣٤ من مجلة الحكمة الصادر في محرم ١٤٢٨ [وهي مجلة علمية شرعية محكمة نصف سنوية تعنى بالبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق المخطوطات]
تصانيف
وحديث عائشة أخرجه البزار (١) قال: حدثنا محمد بن المثني حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو حدثنا عبد الواحد بن ميمون - وهو رجل من أهل المدينة يكني أبا حمزة - عن عروة عن عائشة أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: «من أتي الجمعة فليغتسل».
ورواه العقيلي (٢) من طريق أحمد بن سعيد الدارمي عن أبي عامر العقدي به بلفظ: «الغسل يوم الجمعة علي من شهد الجمعة»، وقال العقيلي عقبه: لا يحفظ هذا اللفظ إلا في هذا الحديث. وفي غسل الجمعة أحاديث ثابتة صحاح بألفاظ مختلفة.
ورواه أبو نعيم (٣) من طريق العباس بن يزيد عن أبي عامر العقدي به بلفظ: «من لزمته الجمعة فليغتسل. والجمعة علي من آواه الليل».
وهذا الحديث ضعيف جدا لأجل عبد الواحد بن ميمون فإنه شديد الضعف. قال ابن حبان (٤): يروي الموضوعات عن الأثبات، يحدث عن عروة بن الزبير بما ليس من حديثه فبطل الاحتجاج بروايته. وقال الدارقطني: متروك، صاحب مناكير (٥).
وهذا الحديث من مناكيره. ومما يدل علي أن هذا الحديث ليس له أصل عن عائشة ﵂ أنه يخالف ما ثبت من روايتها عن رسول الله صلي الله عليه وسلم في ذلك ما لا يدلّ علي الوجوب كما بيّن البخاري ﵀.
ففي الصحيحين (٦) من طريق عروة قال: قالت عائشة ﵂: كان أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم
_________
(١) كما في مختصر زوائد مسند البزار لا بن حجر (١/ ٢٨٩) ح ٤٣٦.
(٢) في الضعفاء الكبير (٣/ ٥١).
(٣) في ذكر أخبار أصبهان (٢/ ١٤٠).
(٤) في المجروحين (٢/ ١٥٥).
(٥) سؤالات البرقاني للدارقطني: ٤٥.
(٦) صحيح البخاري - كتاب البيوع - باب كسب الرجل وعمله بيده: ١٦٢ ح ٢٠٧١، وصحيح مسلم - كتاب الجمعة - باب وجوب غسل الجمعة: ٨١٠ ح ١٦٥٨.
1 / 197