الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي حكم عليها الحافظ ابن كثير في تفسيره
الناشر
مكتبة العلوم والحكم
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
مكان النشر
المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية
تصانيف
والله أعلم. (البقرة: ٣٤)
٣٥ - عن قتادة، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله ﷺ: "لما ذاق آدم من الشجرة فَرَّ هاربا؛ فتعلقت شجرة بشعره، فنودي: يا آدم، أفِرارًا مني؟ قال: بل حَيَاء منك، قال: يا آدم اخرج من جواري؛ فبعزتي لا يساكنني فيها من عصاني، ولو خلقت مِثْلَك ملء الأرض خَلْقًا ثم عصوني لأسكنتهم دار العاصين". (١)
هذا حديث غريب، وفيه انقطاع، بل إعضال بين قتادة وأبي بن كعب ﵄. (البقرة: ٣٦)
٣٦ - وقد روى ابن أبي حاتم ههنا حديثا شبيهًا بهذا فقال: ... عن قتادة، عن الحسن، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله ﷺ: "قال آدم، ﵇: أرأيت يا رب إن تبتُ ورجعتُ، أعائدي إلى الجنة؟ قال: نعم. فذلك قوله: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ﴾.
وهذا حديث غريب من هذا الوجه وفيه انقطاع. (٢) (البقرة: ٣٧)
٣٧ - فأما حديث عبادة بن الصامت، أنه علم رجلا من أهل الصفة شيئًا من القرآن فأهدى له قوسًا، فسأل عنه رسول الله ﷺ فقال: "إن أحببت أن تطوق بقوس من نار فاقبله" فتركه، رواه أبو داود (٣) وروي مثله عن أبي بن كعب مرفوعًا (٤) فإن صح إسناده فهو محمول عند كثير من العلماء منهم: أبو عمر بن عبد البر على أنه لما علمه الله لم يجز بعد هذا أن يعتاض عن ثواب الله بذلك القوس، فأما إذا كان من أول الأمر على التعليم بالأجرة فإنه يصح كما في حديث اللديغ وحديث سهل في المخطوبة، والله أعلم. (البقرة: ٤١)
٣٨ - عن جندب بن عبد الله ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "مثل العالم الذي يعلم
_________
(١) تفسير ابن أبي حاتم (١/ ١٣٠)
(٢) تفسير ابن أبي حاتم (١/ ١٣٥). قال الحافظ ابن كثير: (وهذا منقطع بين الحسن وأُبيّ بن كعب، فلم يسمعه منه، وفي رفعه نظر أيضًا). انظر تفسير سورة طه: الآية (١٢١).
(٣) سنن أبي داود برقم (٣٤١٦).
(٤) رواه البيهقي في السنن الكبرى (٦/ ١٢٥) من طريق عبد الرحمن بن أبي مسلم، عن عطية بن قيس، عن أبي بن كعب ﵁ به مرفوعا، وهو منقطع.
1 / 38