27

الأضواء والشعاع على كتاب الإقناع

الناشر

دار خضر

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هجري

مكان النشر

مكة المكرمة

الحافظين لكتاب الله عز وجل وقرأه على أساطين أهل زمانه وكان رضي الله عنه من المصنفين في فنون علوم القرآن من التفسير والناسخ والمنسوخ والمقدّم والمؤخر في القرآن وجوابات القرآن، وله ((المسند)) في الحديث وهو ثلاثون ألف حديث وكان يقول لابنه عبد الله ((احتفظ بهذا المسند فإنه سيكون للناس إماماً)) وقال ابنه عبد الله: قرأ علينا أبي ((المسند)) وقال لنا: هذا كتاب قد جمعته وانتقيته من أكثر من سبعمائة ألف حديث فما اختلف فيه من حديث رسول الله فأرجعوا إليه فإن وجدتموه فيه وإلا فليس بحجة. قال ابن الجوزي وأما النقل فقد سلم الكل له بانفراده فيه بما لم يتفرد به سواء من الأئمة من كثرة محفوظه منه ومعرفة صحيحه من سقيمه وفنون علومه.

وقال ابنه عبد الله: سمعت أبا زرعة يقول: كان أحمد بن حنبل يحفظ ألف ألف حديث ((بتكرير الألف مرتين)) فقيل له وما يدريك قال ذاكرته فأخذت عليه الأبواب. وقيل لأبي زرعة: من رأيت من المشايخ المحدثين أحفظ؟ فقال: أحمد بن حنبل حرقت كتبه في اليوم الذي مات فيه فبلغت اثني عشر حملاً. وكل ذلك كان يحفظه الإمام أحمد عن ظهر قلبه. قال ابن الجوزي: وقد كان أحمد يذكر الجرح والتعديل من حفظه إذا سئل عنه كما يقرأ الفاتحة، من نظر في كتاب ((العلل)) لأبي الخلال عرف ذلك. وكذلك انفراده في علم النقل بفتاوى الصحابة وقضياهم وإجماعهم واختلافهم لا تنازع في ذلك، وقال إبراهيم الحربي: رأيت أحمد بن حنبل فرأيته كأن الله جمع له علم الأولين

27