259

الأذكار للنووي ت الأرنؤوط

محقق

عبد القادر الأرنؤوط ﵀

الناشر

دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

قَالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ، ثُمَّ صَعِدَ بي إلى السَّماءِ الثَّانِيَةِ والثَّالِثَةِ وَسائِرِهنَّ، وَيُقالُ في بابِ كُلِّ سمَاءٍ: مَنْ هَذَا؟ فَيَقُولُ: جبْرِيلُ ".
٧٤٥ - وروينا في " صحيحيهما " في حديثَ أبي موسى لما جلسَ النبيُّ ﷺ على بئر البستان (١) وجاء أبو بكر فاستأذن، فقال: مَنْ؟ قال: أبو بكر، ثم جاء عمر فاستأذن، فقال: مَن: قال عمر، ثم عثمان كذلك.
٧٤٦ - وروينا في " صحيحيهما " أيضًا عن جابر ﵁ قال: " أتيتُ النبيَّ ﷺ فدققتُ البابَ، فقال: مَنْ ذَا؟ فَقلتُ: أنا، فقال: أنَا أنَا؟ كأنه كرهها ".
فصل:
ولا بأس أن يصف نفسه بما يعرف إذا لم يعرفه المخاطب بغيره، وإن كان
فيه صورة تبجيل له، بأن يكنّي نفسه، أو يقول: أنا المفتي فلان، أو القاضي، أو الشيخ فلان، أو ما أشبه ذلك.
٧٤٧ - روينا في " صحيحي البخاري ومسلم " عن أم هانئ بنت أبي طالب ﵂، واسمها فاختة على المشهور، وقيل: فاطمة، وقيل هند، قالت: " أتيتُ النبيَّ ﷺ وهو يغتسل وفاطمةُ تستُره فقال: " مَنْ هَذِهِ؟ فقلتُ: أنا أم هانئ ".
٧٤٨ - وروينا في " صحيحيهما " عن أبي ذرّ ﵁، واسمه جُندب، وقيل: بُرَيْرٌ بضمّ الباء تصغير برّ، قال: خرجتُ ليلةً من الليالي فإذا رسولُ الله ﷺ يمشي وحدَه، فجعلتُ أمشي في ظلّ القمر، فالتفتَ فرآني فقال: " مَنْ هَذَا؟ " فقلت: أبو ذرّ ".
٧٤٩ - وروينا في " صحيح مسلم " عن أبي قتادة الحارث بن رِبعي ﵁ في حديث الميضأة المشتمل على معجزات كثيرة لرسول الله ﷺ وعلى جمل من فنون العلم، قال فيه أبو قتادة: " فرفعَ النبيُّ ﷺ رأسه فقال: مَنْ هَذَا؟ قلت: أبو قتادة ".
قلت: ونظائر هذا كثيرة، وسببه الحاجة، وعدم إرادة الافتخار.
٧٥٠ - ويقرب من هذا ما رويناه في " صحيح مسلم " عن أبي هريرة رصي الله عنه - واسمه عبد الرحمن بن صخر على الأصحّ - قال: قلتُ: يا رسولَ الله ادعُ الله أن يهديَ

(١) سمى نفسه لأنه معروفا، ولم يعرف من الملائكة من اسمه جبريل سواه، ولم يقل: أنا لئلا يلتبس بغيره.
(٢) وهي بئر أريس بوزن جليس، بئر بقباء، وكان أبو موسى حافظ الباب في ذلك الوقت كما في الصحيح، فلما جاء كلٌّ من الصلاص، استأذن لهم، فأذن لهم، والشاهد من الاستدلال أن كلًا منهم لما استأذن، فقيل له: مَن هذا؟ ذكر اسمَه بالصريح.
(*)

1 / 261