العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

آب ولد اخطور محمد الأمين الشنقيطي ت. 1393 هجري
90

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

محقق

خالد بن عثمان السبت

الناشر

دار عطاءات العلم (الرياض)

رقم الإصدار

الخامسة

سنة النشر

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

مكان النشر

دار ابن حزم (بيروت)

تصانيف

من أن الروايةَ الأخرى عن أبي عمرٍو بإسكانِ الهمزةِ في ﴿بارئْكم﴾ أنها لَحْنٌ، وأن حركةَ الإعرابِ لا يجوزُ تَسْكِينُهَا، فهو غَلَطٌ (^١)، ولا شكَّ أنها لغةٌ صحيحةٌ، وقراءةٌ ثابتةٌ عن أبي عمرٍو، وتخفيفُ الحركةِ بالإسكانِ لغةُ تميمٍ وبني أسدٍ، وَيَكْثُرُ في كلامِ العربِ إسكانُ الحركةِ للتخفيفِ، ولا سيما إذا توالت ثلاثُ حركاتٍ، كما في قراءةِ الجمهورِ ﴿بَارِئِكُمْ﴾ بثلاثِ حركاتٍ. ومن تسكينِ الحركةِ للتخفيفِ قولُ امرئِ القيسِ (^٢): فَالْيَوْمَ أَشْرَبْ غَيْرَ مُسْتَحْقِبِ ... إِثْمًا مِنَ اللَّهِ وَلَا وَاغِلِ وعلى هذا التخفيفِ قراءةُ أبي عمرٍو ﴿أَرْنَا الَّذَيْنِ﴾ (^٣) [فصلت: آية ٢٩]، وقراءةُ حفصٍ: ﴿ويخش الله وَيَتَّقْهِ﴾ (^٤) [النور: آية ٥٢] فإن هذا السكونَ إنما هو تخفيفٌ؛ لأن المحلَّ ليس محلَّ سكونٍ، لأن الأصلَ (يتقيه) و﴿وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا﴾ (^٥) [البقرة: آية ١٢٨]. ومنه قولُ الشاعرِ (^٦): أَرْنَا إِدَاوَةَ عَبْدِ اللَّهِ نَمْلَؤُهَا ... مِنْ مَاءِ زَمزَمَ إِنَّ الْقَوْمَ قَدْ ظَمِئُوا وقولُ الآخَرِ (^٧): ومَنْ يَتَّقْ فَإِنَّ اللَّهَ مَعْهُ ... وَرِزْقُ اللَّهِ مُؤْتَابٌ وَغَادِ

(^١) انظر: الدر المصون (١/ ٣٦١ - ٣٦٥). (^٢) ديوان امرئ القيس ص١٣٤. (^٣) المبسوط ص٣٩٤. (^٤) المصدر السابق ص٣٢٠. (^٥) المصدر السابق ص ١٣٦، السبعة لابن مجاهد ص١٧٠. (^٦) البيت في تفسير الثعلبي (الكَشْف والبيان)، (١/ ٢٧٥) ونَسَبَه للسُّدٍّي. (^٧) الخصائص (١/ ٣٠٦)، المحتسب (١/ ٣٦١).

1 / 94