العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير
محقق
خالد بن عثمان السبت
الناشر
دار عطاءات العلم (الرياض)
رقم الإصدار
الخامسة
سنة النشر
١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)
مكان النشر
دار ابن حزم (بيروت)
تصانيف
الدروسِ - إذا مررنا بآيةٍ من كتابِ اللَّهِ هي أصلُ بابٍ من أبوابِ الفقهِ نتعرضُ إلى مسائلِه الكبارِ، وَنُبَيِّنُ عيونَها ومسائلَها التي لها أهميةٌ» اهـ.
ولم يكن الشيخُ ﵀ يتركُ الحديثَ عن الأحكامِ المتعلقةِ بالآيةِ نظرًا لأن موضوعَها قد عُطِّلَ أوكَادَ في هذا العصرِ أَنْ يُعَطَّلَ، فنجدُه عند الكلامِ على قولِه تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّنْ شَيْءٍ﴾ ... [الأنفال: الآية ٤١] يقول: «وهذه الآيةُ الكريمةُ من سورةِ الأنفالِ قد تَضَمَّنَتْ أحكامًا كثيرةً من أحكامِ الجهادِ، ومن أحكامِ الغنائمِ، وقد يحتاجُ لها المسلمونَ؛ لأنا نَرْجُو اللَّهَ (جل وعلا) أن يرفعَ عَلَمَ الجهادِ وَيُقَوِّيَ كلمةَ لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ، وأن تَخْفِقَ راياتُ المسلمين في أقطارِ الدنيا فيحتاجون إلى تَعَلُّمِ ما تَضَمَّنَتْهُ هذه الآيةُ الكريمةُ من أحكامِ الجهادِ. وَلَمَّا كانَ القرآنُ العظيمُ هو مصدرُ جميعِ العلومِ؛ لأنه الكتابُ الذي حَوَى جميعَ العلومِ، وكانت أصولُ جميعِ الأشياءِ كُلِّهَا فيه أَرَدْنَا هنا أن نُبَيِّنَ جُمَلًا من الأحكامِ التي أَشَارَتْ إليها هذه الآيةُ الكريمةُ» اهـ.
وقد ينسى الشيخُ ﵀ مسألةً يَرْغَبُ في عَرْضِهَا عندَ تفسيرِه للآيةِ فَيَسْتَدْرِكُ ذلك في الدرسِ الذي يَلِيهِ ويتكلمُ عليها قَبْلَ أن يَشْرَعَ في تفسيرِ الآياتِ التي بعدَها، كما وَقَعَ عندَ تفسيرِ الآيةِ رقم (٣٧) من سورةِ براءةٍ. ولربما وقعَ له ذهولٌ عن أحدِ الأقسامِ التي هو بِصَدَدِ الحديثِ عنها فلا يَذْكُرُهُ، ثم يُنَبِّهُ على ذلك في مناسبةٍ أخرى تُمَاثِلُهَا، كما في كلامِه على مادةِ (بَيَنَ) والمعاني التي تأتي لها في حالِ لُزُومِهَا وَتَعَدِّيهَا، فقد تكلمَ عليها في سبعةِ مواضعَ، ثلاثة في الأنعامِ وأربعة في الأعرافِ، وقد قال عندَ كلامِه عليها في الموضعِ
1 / 25