ونادى عليهم وهم في البئر قائلا: «يا عتبة بن ربيعة، ويا شيبة بن ربيعة، ويا فلان، ويا فلان، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فإني وجدت ما وعدني ربي حقا» فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله! ما تخاطب من أقوام قد جيفوا؟ فقال: «والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون الجواب» (1) .
المطلب الثاني : جثة نوفل بن عبد الله !
لما حاول نوفل بن عبد الله - لعنه الله - اقتحام الخندق الذي صنعه المسلمون لتحصين المدينة من حصار التحالف الوثني - في غزو الأحزاب - ومات مقتولا في الخندق، عندما أصر على اقتحامه في فرقة من المشركين، سأل المشركون المسلمين جثته بمال يعطونه المسلمين، فأرسل المشركون إلى النبي: أن أرسل إلينا بجسده ونعطيك اثني عشر ألفا(2).. فتعفف رسول الله عن هذا المال الخبيث، ونهاهم عن ذلك وكرهه !! وقال: " ادفعوا إليهم جيفتهم فإنه خبيث الجيفة خبيث الدية"(3)
وفي رواية قال: " ولا نمنعكم أن تدفنوه ، ولا أرب لنا في ديته"(4). فلم يقبل منهم شيئا، وخلى بينهم وبينه ..
وفي رواية : عن عن عكرمة أن نوفلا تردى به فرسه يوم الخندق فقتل فبعث أبو سفيان إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بديته مائة من الإبل فأبى النبي -صلى الله عليه وسلم -وقال : "خذوه فإنه خبيث الدية خبيث الجثة"(5)..
صفحة ٤٨