الأخلاق النبوية في الصراعات السياسية والعسكرية

محمد مسعد ياقوت ت. 1450 هجري
43

الأخلاق النبوية في الصراعات السياسية والعسكرية

تصانيف

الفقه

وقد كان أبو العاص بن الربيع في الأسارى، وختن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وزوج ابنته زينب، أسره خراش بن الصمة ، فلما بعثت قريش فداء الأسرى بعثت زينب بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم -في فداء أبي العاص وأخيه عمرو بن الربيع بقلادة لإمها خديجة، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة، وقال: " إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها مالها فافعلوا "، فقالوا: نعم يا رسول الله، فأطلقوه وردوا عليها الذي لها(1).

كان هذا الخلق الكريم الذي غرسه المعلم الكبير محمد - صلى الله عليه وسلم - في أصحابه وجنده وشعبه، قد أثر في إسراع مجموعة من كبراء الأسرى وأشرافهم إلى الإسلام، فأسلم أبو عزيز عقب معركة بدر، بعيد وصول الأسرى إلى المدينة، وتنفيذ وصية - صلى الله عليه وسلم - ، وأسلم معه السائب بن عبيد.

وعاد الأسرى إلى بلادهم وأهليهم يتحدثون عن محمد - صلى الله عليه وسلم - ومكارم أخلاقه، وعن محبته وسماحته، وعن دعوته وما فيها من البر والتقوى والإصلاح والخير(2).

المطلب الثاني : نموذج معركة بني المصطلق (شعبان 5 ه /يناير 627 م)

لقد أطلق المسلمون من في أيديهم من أسرى بني المصطلق - بعد معركة مع بني المصطلق أعداء الرسول- صلى الله عليه وسلم - ، وذلك أن جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق وقعت في سهم ثابت ابن قيس، فكاتبها، فأدي عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتزوجها، فأعتق المسلمون بسبب هذا التزويج مائة أهل بيت من بني المصطلق قد أسلموا، وقالوا : أصهار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -(3) . حيث كره المسلمون أن يأسروا أصهار رسول الله ! قالت عائشة : فما أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها(4).

صفحة ٤٣