الأخلاق عند الغزالي

زكي مبارك ت. 1371 هجري
146

الأخلاق عند الغزالي

تصانيف

أن يكون غير خائف عليه، بل يكون فرحا به، مطمئنا إليه، ويكون فرحه من حيث إنه كمال ونعمة، وخير ورفعة، لا من حيث إنه عطية من الله ونعمة منه، وهذا هو التعجب، فهو إذن استعظام النعمة والركون إليها مع نسيان إضافتها إلى المنعم. قال الغزالي: «فإن انضاف إلى ذلك أن غلب على نفسه أن له عند الله حقا، وأنه منه بمكان، حتى يتوقع بعمله كرامة في الدنيا، واستبعد أن يجري عليه مكروها يزيد على استبعاده ما يجري على الفساق سمي هذا إدلالا بالعمل ... والإدلال وراء العجب، فلا مدل إلا وهو معجب، ورب معجب لا يدل، إذ العجب يحصل بالاستعظام ونسيان النعمة دون توقع جزاء، والإدلال لا يتم إلا مع توقع جزاء، والعجب والإدلال من مقدمات الكبر وأسبابه».

1

أسبابه وعلاجه

وإليك ما يعجب به الناس مع وصف العلاج:

الأول:

أن يعجب المرء ببدنه؛ في هيئته وصحته، وقوته، وتناسب أشكاله، وحسن صورته، وجمال صوته.

وعلاجه أن ينظر في مصير الوجوه الجميلة، والأبدان الناعمة، وكيف يعبث بها التراب.

الثاني:

البطش والقوة، وعلاجه أن ينظر ما حل بقوم عاد.

الثالث:

صفحة غير معروفة