يرى الغزالي أن من كانت بصيرته نافذة لم تخف عليه عيوبه، فإذا عرف العيوب أمكنه العلاج.
وإذا كان أكثر الخلق جاهلين لعيوب أنفسهم، حتى إن أحدهم ليرى القذى في عين أخيه، ولا يرى الجذع في عين نفسه، فقد وضع الغزالي أربعة طرق لمعرفة عيوب النفس:
الأول:
أن يجلس المرء بين يدي شيخ بصير بعيوب النفس مطلع على خفايا الآفات، ويحكمه في نفسه، ويتبع إشارته في مجاهدته.
الثاني:
أن يطلب صديقا صدوقا بصيرا متدينا فينصبه رقيبا على نفسه، ليلاحظ أحواله وأفعاله، فما ذكره من أخلاقه وأفعاله وعيوبه الباطنة والظاهرة نبهه إليه.
الثالث:
أن يستفيد معرفة عيوب نفسه من ألسنة أعدائه، فإن عين السخط تبدي المساوئ. ولعل انتفاع الإنسان بعدو مشاحن يذكره عيوبه أكثر من انتفاعه بصديق مداهن يخفي عنه عيوبه.
الرابع:
أن يخالط الناس، فكل ما رآه مذموما عند الخلق اتهم نفسه به. فإن الطباع متقاربة في اتباع الهوى، وما يتصف به واحد من الأقران لا ينفك القرن الآخر عن أصله، أو عن أعظم منه، أو عن شيء منه. فليتفقد نفسه ويطهرها عن كل ما يذمه من غيره.
صفحة غير معروفة