أصحيح أن الحظ يكمن لنا على جانب الطريق، فإن التقينا به صفت لنا الحياة وعشنا ببحبوحة ورخاء، وإلا فإننا نظل نتعثر حتى نصادفه فنسير الهوينا وتفارقنا الحيرة؟
نرى واحدا ينجح في عمله منذ أول خطوة في هذه الحياة، ونرى آخر يمشي ويظل حيث هو متنقلا من عمل إلى عمل حتى لا يدع عملا إلا جربه، ثم عاد عنه وقعد ينظر إليه ملوما حسيرا. فما سبب الفرق بين هذا وذاك؟
إذا قابلنا نحن بين الاثنين، فقد نرى الناجح دون الفاشل ذكاء واجتهادا. فما العلة يا ترى؟
غالبا ما يكون الناجح المفلح من الكادحين في الحياة، وهؤلاء هم الذين يوجهون أنفسهم ولا يوجههم آباؤهم وأولياؤهم؛ ولذلك لا يعملون إلا بوحي من رغبتهم، وهنا سر الفلاح. فإذا كنا نحب عملنا شققنا خطة نسير عليها إلى النهاية، وفزنا بأمانينا وتحققت آمالنا.
إن لنا منا وفينا موجها في طريق الفلاح، فإذا سرنا بهديه عشنا مطمئنين، وإلا فإننا نظل على هامش الحياة. فما علينا يا ترى أن نعمل؟
علينا أن نتبع ما نميل إليه من عمل، فالعمل الذي نرغب فيه هو الذي يجب أن نتبعه.
أبوك يريد أن يراك بين أكابر العلماء، ولكنك أنت لا تستطيع، وأمك تريد أن يكون ابنها سياسيا، فتفتش لك عن كرسي تجلس عليه لتراك قبالة عينيها وتعتد بك وتعتز، ولكنك أنت لا تصلح للرئاسة ولا للسياسة؛ لأنك خلقت لتكون رجل أعمال وتاجرا ناجحا، فهل تضيع ذاتك بين إرادة أبيك وأمك؟
لا بد من وجود ميل في قرارة نفسك، وهذا الميل يجب أن تتبع، ولو كان عملك ليس من الأعمال الجلى.
أنت هو الذي يشرف عمله، فالناس يعجبهم الإتقان. ولا يمكن أن تخرج شيئا أنيقا إذا كنت لا تحب عملك.
لا بد أن تكون فيك قوة ما، فعليك أن تبحث عنها، ومتى اهتديت إليها مشيت في طريق الفلاح، وحق لك أن ترجو خيرا.
صفحة غير معروفة