أرأيتن الفرق بين صفق وصفح، فلا تطلبن الزيادة لئلا تقعن في النقصان. قد يكون لي معكن غير هذا الحديث من وراء حجاب المذياع، وما أكثفه، ولكن لا بأس، فكأن من أبدعه خاف أن يسحركن جمالي الرهيب، وللمخترعين في خلقهم شئون. وأنا في كل حال لا أخاف منكن ما خافه الأخطل حين قال:
وإذا دعونك عمهن فإنه
لقب يزيدك عندهن خبالا
فالشيب ما هو عيب والسلام.
حفلة ناشفة
67 مرة توالى علي يوم 9 شباط، وبينا كنت قاعدا أستريح ذهب بي الفكر إلى الماضي البعيد، وإذا بالسبعة والستين مارون الذين طواهم الدهر يبرزون لي مهنئين بعيد مولدي، مترجين لي العمر الطويل ... وبعد مجاملات المعايدة ابتدرني أحدهم بقوله: أي مارون منا أحب إليك؟
فقلت: يا بارك الله! من أين جئتم؟ فيكم البركة! كلكم أنا. تفضلوا تفضلوا اقعدوا. وهفا قلبي لمارون الصبي فقلت له: أتذكر القتلات التي كان يطعمك إياها جدك؟ فقهقه قهقهة ولد ورش.
وبعد هنيهة أدخل مارون شاب يده في عبه، فعرفت أنه أعد قصيدة تهنئة، من تلك البلادات المدرسية التي كنا نهيئها لأعياد معلمينا، فقطعت عليه الطريق بقولي: الضغط عال يا أخا الشباب، لا تزده ارتفاعا.
فامتثل وأمسك، ولكن خبيثا من السبعة والستين قال بابتسام: المشايخ تحب التحدث عن الماضي، هات خبرنا عما مر عليك من أخطار نجوت منها.
فقلت له: أقال لك أحد إني كبرت حتى جئت تمتحنني، أم أردت أن تعرف كم مرة أفلت من يد عزرائيل؟
صفحة غير معروفة