1
شغل اللاذقية ... أي: لا تطلبي الأشغال الشاقة فهي لا تخلق لك ولم تخلقي لها، فأنت في نظري قارورة من بلور فلا تتمني أن تكوني أجانة من فولاذ، فخير الأمور ما كان بين بين. لا تتهمي قومك بهضم حقوقك. فهذه قوانين نابليون، الصادرة عن أمة سبقت جميع شعوب الأرض الحديثة إلى الحرية لم تكن أرأف بالمرأة من الشريعة السمحاء التي «فرضت» لك ورفعت عنك كل حيف وجور. ترى «قوانين نابليون» أنه لا يسوغ أن يتولى الوصاية والعضوية في المجالس العائلية: القصر والمحجور عليهم والنساء وكل من اشتهر بسوء السيرة. وتقول أيضا: لا تستطيع المرأة الحضور في المرافعات أمام هيئة القضاة بلا تفويض من زوجها.
وفي المادة 217 تقول: لا تستطيع المرأة أن تهب ولا تبيع، ولا أن تقتني من غير إذن زوجها ومشاركته. بينا نرى في التوراة إن إحدى النساء بعد أن رفض زوجها أن يرسل زادا إلى داود، عندما كان فارا من وجه شاول، جاءت إليه تحمل الزاد والخمر.
وفي المادة 222 تقول: إذا كان الزوج محجورا عليه، أو غائبا فإن في استطاعة القاضي أن يفوض المرأة في المثول أمام القضاء.
وتقول في المادة 224: إذا كان الزوج قاصرا فلا بد للمرأة من الحصول على تفويض من القاضي للحضور أمام هيئة القضاة لإبرام عقد.
وهذا ما حمل رنان الفيلسوف الفرنسي على الإعجاب بالشرائع القديمة ففضلها على شرائع أمته إذ قال: إن هذه الشريعة أكثر إنسانية وعدالة من كل ما كتب في ذلك العهد.
ولشعراء العهد العتيق أقوال طيبة في المرأة المنشودة، قالوا:
من يجد المرأة الفاضلة؟ إن قيمتها أثمن من اللآلي.
تبسط كفيها إلى البائس، وتمد يديها إلى المسكين.
لا تخشى على بيتها من الثلج؛ لأن أهل بيتها جميعا لابسون الحلل.
صفحة غير معروفة