وطعامهم دواب البحر.
ومما يشبه خلق الانسان أمة يقال لها الواق واق، وهي حمل شجر عظام لشعورها، ولها أيدي وفروج مثل فروج النساء وألوان، ولا يزلن يصحن واق واق، فان قطعت إحداهن سقطت ميتة لا تنطق.
وفي كتاب الخزانة انه من جاوز اولئك وقع إلى ما هو اعظم منهن وأحسن أعجازا وفروجا ووجوها، فإن قطعت أقامت يوما وبعض آخر، وربما جامعها من يقطعها، وهي تشبه النساء، وأطيب رائحة، وألذ مباضعة، وهذه الارض أطيب رائحة من الكافور وليس بها إنس.
وإنما يحكي ذلك عنها أهل المراكب إذا سقطوا إليها، ومنها خلق بحرية على شبه النساء يقال لها بنات الماء، في صورة النساء الحسان، ذوات الشعور السبط، لها فروج عظام وثدي، كلامهم لا يكاد يفهم، ولهم قهقهة.
وحكى بعض البحريين ان الريح ألقتهم إلى جزيرة فيها شجر، وأنهار عذبة، وانهم كانوا يسمعون ضوضاة وضحكا، فكمنوا لهن وأخذوا منهن امرأتين فأوثقوهما.
وأقامتا مع اللذين أخذاهما يقعان عليهما في كل وقت ويجدان لهما لذة عجيبة، وأن احداهما وثق بصاحبته فأرسلها من وثاقها فهربت إلى البحر ولم يرها بعد
ذلك، وبقيت الاخرى، فلما حصلت في المركب رحمها صاحبها فحل وثاقها فحملت منه وولدت له ولدا ذكرا وانهم ركبوا في البحر فلما حصلت في المركب وقد انها لا تزول عن ابنها فتغفلته ووثبت في البحر، فلما كان بعد ذلك بيوم، ظهرت له وألقت إليه صدفا فيها در نفيس.
صفحة ٣٩