عواذل لا يقدرن منى على التى
تسيرنى قصدا وإن كثر الزجر
إذا خفن إعناقى مسحن ذؤابتى
وقلن فتى سكر الشباب له سكر
نصقن بحق بين أبناء باطل
سيأتى له عذر إذا لم يكن عذر
لنا غاية خلف الشباب ستر عوي
عليها على الأيام إن بلغ العمر
فأما وحبل اللهو يجذبه الصبا
وعرف الذي يأتينه عنده نكر
تصيده من أشرقت له
«1»
عيون الظباء النجل والأوجه الزهر
وتسكره كأس الصبا وتميله
وخمر الشباب ليس يبلغها الخمر
وشرق إذا ما استطر العين عبرة
ثوى بين أخري ليس بينهما فتر
وجارية لم تملك الشمس نظرة
اليها ولم بعبث بجدتها «2» الدهر
سقيمة لحظ مادرت كيف سقمه
وساخرة الألحاظ لم تدر ما السحر
تظلم لو تغنى الظلامة خصرها
من الردف إتعابا فما أنصف الخصر
وماجت كموج البحر بين ثيابها
يجور بها شطر ويعدلها شطر
إذا وصفت ما فوق مجرى وشاحها
غلائلها ردت شهادتها الأزر
وصلنا بها الدنيا فلما تصرمت
وأبدى نجوم الشيب فى رأسه الشعر
رأينا نفارا من ظباء أو أنس
وليس بها الا انتقال الصبا نفر
رأين فتى غاضت مياه جماله
وأيبس من أغصانه الورق الخضر
وكان الصبابين الغوانى «3» وبينه
رسولا له النهى المحكم والأمر
سلام عليهن الشباب مراحة
رواحله والأنس من عهده قفر
إليك ولى العهد ألقت رحالها
طلائح قد أفنى عرائكها السفر
حداها سهيل فاستمرت دريرة
اليك وقادتها المجرة والنسر
صفحة ٩٩