فقالت مسرعة «1»
اذا عقل الخوف اللسان تكلمت
بأسراره عين عليه نطوق
وكان في جوار أبان رجل من ثقيف يقال له محمد بن خالد بن عمار الثقفي، وكان عدوا لأبان، فتزوج بعمارة بنت عبد الرحمن الثقفي، وكانت كثيرة المال فقال أبان يهجوه ويحذرها منه:
لما رأيت البز والشاره
والفرش قد ضاقت به الحاره
واللوز والسكر يرمى به
من فوق ذي الدار وذي الداره
وأحضروا الملهين لم يتركوا
طبلا ولا صاحب زماره
قلت لماذا؟ قيل: أعجوبة
محمد زوج عماره
لا عمر الله بها ربعه
ولا رأته مدركا ثاره
ماذا رأت فيه، وماذا رجت؟
وهي من النسوان مختاره!
أسود كالسفود ينسى لنا ال
تنور بل محراك قياره
تجري على أولاده خمسة
أرغفة كالريش طياره
وأهله فى الأرض من خوفه
ان أفرطوا في الأكل سياره
ويحك فري وأعصبي ذاك بى «2»
فهذه أختك فراره
اذا غفا بالليل فاستيقظي
ثم اظفري إنك ظفاره
فصعدت نائلة «3» سلما
تخاف أن تصعده الفاره
سرور غرتها فلا عوفيت
فانها اللخناء غراره
لو نلت ما أبعدت «4» من ريقبا
إن لها نفثة سحاره
صفحة ٢٤