كتاب الأوراق
محقق
ج هيورث دن
الناشر
مطبعة الصاوي
مكان النشر
مصر ١٩٣٥ م
وقال لي: كنت أعرف محلك منه أفرثيته بشيء؟ فقلت نعم إنما انتظرت الإستئذان في إنشاده فقال جئني به في غد وأنشدنيه مفردًا، ثم أمر بإدخالي إليه من غد وكنت بكرت قبل حضور أهل نوبتي فأدخلني فأنشدته:
تَعَزَّ يا خَيْرَ الْوَرَى عَنْ أخٍ ... لَمْ يَشُبِ الإِخْلاَصَ بالَّلبْسِ
كَانَ صَدِيقًا وافِرًا وُدُّهُ ... صَدَاقَةَ الأَنْفُسِ والجِنْسِ
تَعَزَّ عَنْهُ بِنَبِيِّ الهُدَى ... مَحَمَّدٍ أُدْخِلَ فِي الرَّمْسِ
وَهُوَ حَبِيبُ اللهِ في أرْضِهِ ... مؤيَّدًا بالْوَحي والْقُدْسِ
سَمَّاكَ بِالرَّاضي لِتَرْضَى بِمَا ... تُسْلِفُ مِنْ أَمْرٍ ومَا تُنْسى
قَدْ أَنْذَرَ الدَّهْرُ تَصَارِيفُهُ ... بِأَلْسُنٍ ناطِقَةٍ خُرْسِ
يُخْبِرُنَا عَنْ مَوْتِهِ كَوْنُهُ ... بِغَيْرِ إِذْكَارٍ وَلا حَدْسِ
كَانَ نَسِيبًا لإِمامِ الْهُدَى ... بَالْوُدِّ والألْفَةِ والأُنْسِ
ونِسْبَةُ الجِسْمِ شَتَاتٌ إذَا ... لَمْ تتآلفْ نِسْبُةُ النَّفْسِ
وَكَانَ فَرْعًا ذَاكِيًا غُصْنُهُ ... مُهَذَّبًا مِنْ خَيْرِ ما غَرْسِ
وَكَانَ في السُّودَدِ ذَا هِمَّةِ ... وَكَانَ في النِّعْمَة ذَا غَمْس
أَرْسَى عَلَيْهِ دَهْرُهُ مِثْلَ مَا ... أَرْسَى عَلَى سَاكِنَةِ الرَّسِّ
1 / 72