============================================================
أخبار قضاة مصر من أبى إسحاق بن أمير المؤمنين الرشيد، أخى أمير المؤمنين ، إلى نصر بن عبدالله كيذر مولى أمير المؤمنين، سلام عليك، فإنى أخمد إليك الله الذى لا إله إلا هو، وأسأله أن يصلى على محمد عبده ورسوله اما بعد، فإن أمير المؤمنين - أطال الله بقاءه - كتب إلى قيما أمرنى به من الكتاب الى قضاة عملى، فى امتحان من حضرهم للشهادات(1) . فمن أقر منهم بأن القرآن امخلوق](2) وكان عدلا ، قبلوا شهادته ، ومن دفع ذلك أسقطوا شهادته ، ولم يرفعوا حكما بقوله ؛ وامتحان أولثك القضاة بهنه المحنة، فمن نفى منهم التخببه، وقال : إن القرآن امخلوق]، أقره بموضعه ، ومن دفع أن يكون القرآن [مخلوقا] ، أمرثه باعتزال الحكم ، وأن لايعان بمثل)[201] ذلك فى جميع أهل الحديث هنالك، ومن يسمع منه أو يختلف اليه بسبب الفقه : وترك الإذن لأحد منهم فى حديث أو فتوى إلا على انتحال هذه النحلة ، والقول بمثل هذه المقالة ، ويلوغ(2) من يعتقد ذلك ومراعاته مبلغ المحتسب لخبر؛ والكتاب إليه - أكرمه الله بما(4) يكمون منك و قد رأيت أن يمتحن القاضى هناك بالمحنة ، التى كتب بها أمير المؤمنين - أطال اله بقاءه - ليعرف مذهبه وما عنده ، بأن القرآن [مخلوق]، وترك التشبيه والشك فيه ، فقدمت إليه فى امتحان من يحضره للشهادات بهذه المحنة ، ومن أقر منهم وكان عدلا قبلت شهادته ، ومن دفع ذلك وامتنع منه أسقط شهادته . وان أنكر القاضى أن يكون القرآن مخلوقا أمرته باعتزال الحكومة ، وأوعزت بمثل ذلك إلى أهل الحديث ، ومن يشمع منه أو يختلف إليه بسبب الققه . وكتبت إلى القاضى قبلك بمثل الذى كتبت إليك، فاعلم ذلك، واعمل بما مثل به أمير المؤمنين منه ، وانته إليه ، وابلغ من القيام به على حسب ما يلزمك ويجب عليك، وأخضر ما تعمل به عنده من وجوه أهل عملك (1) كذافى ر. وفى ص ، ج : حضره ثم الشهادات.
(2) قال ر : عادة الناسخ أن يترك غللبا لفظة "مخلوق" تنزيها.
(3) كذا في ج . وفى ص ،ر : والبلوغ.
(4) كذافى ر. وفى ص، ج : لما.
صفحة ١٣٩