40

أخبار النحويين البصريين

محقق

طه محمد الزيني، ومحمد عبد المنعم خفاجي - المدرسين بالأزهر الشريف

الناشر

مصطفى البابي الحلبي

رقم الإصدار

١٣٧٣ هـ

سنة النشر

١٩٦٦ م

النبي صلى الله عليه: (جاءكم أهل اليمن وهم أبخع أنفسًا) قال: يعني أقتل أنفسًا ثم أقبل متندمًا على نفسه كاللائم لها فقال: ومن أخذني بهذا وما علمي به. فقلت له: لا عليك فقد حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيع عن مجاهد في قوله: لعلك باخعٌ نفسك، أي قاتل نفسك فكأنه سرى عنه. وقال أبو العباس محمد بن يزيد أخبرني أبو قلابة الجرمي قال صرت إلى الأصمعي ومعي كتاب المجاز لأبي عبيدة فقال لي: هاته. فأعطيته وانصرفت فنظر فيه حتى انتهى إلى آخره. ثم رجعت إليه فقال لي: قال أبو عبيدة في أول كتابه: آلم ذلك الكتاب لا ريب فه. أي لا شك فيه فما يدريه أن الريب الشك. قال فقلت له: أنت فسرت لنا في شعر الهذليين. فقالوا تركنا القوم قد حصروا به فلا ريب أن قد كان ثم لحيم، قال: فأمسك ولم يقل شيئًا ورد الكتاب. قال أبو العباس محمد بن يزيد: كان الأصمعي كثيرًا ما يذاكر أصحابه بمعاني الشعر، قال: فمر به رجلان كانا يتناظران في المعاني فلما رأياه قال أحدهما لصاحبه متمثلًا ببيت:

1 / 49