الجزء الثانى من أخبار مصر تأليف محمد بن ميسر بن يوسف بن جلب عفا الله عنه
بسم الله الرحمم الرحيم
[المستنصر بالله]
سنة تسع وثلاثين وأربعمائة
فيها عمل أبو منصور الفلاحى على أبي سعد التسترى اليهودى وقتله، وأن أم المستنصر
كانت جارية ألى سعد : هذا ، فأخذها منه الظاهر فولدت له المستنصر ، ورقي أبو سعد درجة
علية بعد وفاة الظاهر وكان يخاف الجرجرائي فلم يطق إظهار ما في نفسه
فلما مات الجرجرائى وتولى الفلاحى، انبسطت كلمة أبى سعد فى الدولة، بحيث لم يبق
للفلاحى معه أمر ولا نهى سوى الاسم فقط وبعض التنفيذ ، وأبو سعد متولى ديوان أم الخليفة
المستنصر ، فغص الفلاحى بأبى سعد وأغرى الجند عليه حتى قتلوه. وذلك أن بنى قرة،
عرب البحيرة، لما أفسدوا خرج إليهم الخادم عزيز الدولة ريحان وأوقع بهم وقتل منهم
وقد عظم بنفسه بالنصر على بنى قرة والظفر بهم واستمال المغاربة ، وزاد فى واجباتهم ونقص
من واجبات الأتراك وأضاف إليهم ، فجرى بين الطائفتين حرب بباب زويلة ، واتفق مرض
ريحان وموته ، فاتهم أبو سعد أنه سمه واجتمعوا على قتله فركب من داره يريد القصر فى يوم
الأحد لثلاث خلون من جمادى الأولى في موكب عظيم، فاعترضه ثلاثة من الأتراك فضربوه
ومات ، وقطع الأتراك لحم أبى سعد وأخذوا ما وصلوا إليه من أعضائه، وأخرق ما بقى
من جثته وألقى عليه من التراب ما صار تلا مرتدما ، وضم أهله ما بقى من الجثة فى تابوت
وغطوه بستر وتركوه في بيت مفرد ، ووزر بالستور وأوقد بين يدي التابوت شموع ، فتعلق
لهب النار فأخذ الستور وسعت النار فاحترق التابوت.
ورد المستنصر لأبى نصر أخيه خزانة الخص ، ولولد أبى سعد النظر فى أحد
الدواوين . وحقدت أم المستنصر على الوزير أبى منصور صدقة بن يوسف بن على الفلاحى
وصرفته عن الوزارة لكونه السبب في قتل أبي سعد، ولم تزل به حتى قبضت عليه واعتقلته
بخزانة البنود.
وكان صدقة أبوه من الكتاب البلغاء وتولى يوسف ديوان دمشق
وقال الرضى بن البون فى أبى سعد التسترى - لما بلغ من أذاه المسلمين ، بحيث إنهم
كانوا يحلفون وحق النعمة على بنى إسرائيل ، هذه الأبيات:
يهود هذا الزمان قد بلغوا
غاية آمالهم ، وقد ملكوا
العز فيهم والمال عندهم
ومنهم المستشار والملك
يا أهل مصر إنى نصحت لكم
تهودوا قد تهود الفلك
ولما قتل أبو سعد ولى مكانه فى نظر [ديوان ] أم المستنصر القاضى أبو محمد الحسن [بن]
على بن عبد الرحمن اليازورى أحد الخدام القواد، وولى الوزارة بعد الفلاحى أبو البركات
الحسين بن محمد بن أحمد الجرجرائى بن أخى الوزير صفى الدين
سنة أربعين وأربعمائة
فيها سار ناصر الدولة الحسن بن حمدان أمير دمشق ، وشجاع الدولة جعفر بن كلشيد
والى حمص ، بجماعة من الجند وقبائل العربان من الكلابيين وغيرهم إلى حلب لقتال أميها
ثمال بن صالح بن مرداس ، وذلك أن ثمال كان قد قرر على نفسه في وزارة الفلاحى أن يحمل كل
سنة عشرين ألف دينار عما فى يده ويد عشيرته فتاخر الحمل سنتين، فأخذ شجاع الدولة والى
حمص ، بإغراء الوزير على ثمال وتشهيل أمر حلب ، فتقدم الأمر إلى ابن حمدان بالمسير هو
ووالى حمص بجمائع العربان ، فنزل حلب يوم الأربعاء لخمس عشرة من ربيع الآخر ، وكانت بينه وبين
ثمال حروب آلت إلى عود ابن حمدان . وجاء مسيل فهلك فيه من الخيل والرجال والأمتعة .
لإبن حمدان شيء كثير ، فأسر ع العود إلى دمشق ، وبعث ثمال يطلب من المستنصر العفو ،
وتوسط أمره هارون بن سهل اليهودى ، أخو أبى سعد ، فأجيب إلى ذلك ، فلم يكن بأسر ع
من مجىء الخبر إلى مصر بأن ثمال جهز إلى معرة النعمان واليا وأنه أساء التدبير ، فانحرف عنه
الناس وال أمره إلى الهرب ، وأنه سار إلى حلب فبادر جعفر أمير حمص وتجهز إلى المعرة
بنفسه ، ولقيه مقلد بن كامل بن مرداس فاوقع به وقتله يوم الأربعاء لست بقين من رمضان
وحمل رأسه وشهرها بحلب وأسر جماعة من عسكره.
وكان قد سار رسول ثمال ب صالح فأعيد ، وأخذ منه ما تحمل من المكاتبة ، وأغرى الوزير
الحسين بن محمد المستنصر بأبى نصر هارون التسترى بأنه حمله الحقد من قبل أخيه على أنه
يسعي فيما يضر الدولة والتوسط بين ثمال بن صالح وبين الدولة ليكون فى نيابة حلب ، وأن ابن
حمدان أساء التدبير في عوده عن حلب ، فقبض على ألى نصر التسترى وأخذ جميع ماله وعوقب
حتى مات.
«وولى دمشق مظفر الخادم الصقلبى فسار على جرائد الخيل ودخل دمشق بغتة ، وقبض
على ناصر الدولة بن حمدان وحمله إلى صفد ، ونقله إلى الرملة وصودر . وأقام بهاء الدولة مظفر
الخذمة بدمشق ، وقبض على راشد بن سنان أمير بنى كلاب وحمله إلى صور فاعتقله بها .
وسار أمير الأمراء المظفر فخر الملك عدة الدولة وعمادها رفق الخادم في ثامن عشر ذي
القعدة في أبهة وقوة وعدة وافرة وآلات جليلة وعساكر كثيرة تبلغ عدتهم ثلاثين ألفا من
القاهرة يريد حلب ، وخرج المستنصر لتشييعه وتقدم لجميع ولاة الشام بالانقياد إليه ، فوافى بالرملة
رسول ملك القسطنطينية واصلا بالصلح بين المستنصر وبنى مرداس ، ففشل رفق وانحرفت
الخدمة وجرت بالرملة ودمشق أمور آلت إلى حرب بين العسكر مدة أيام بباب توما من
دمشق.
وفيها قتل الوزير صدقة بن يوسف بن على الفلاحى فى يوم الاثنين الخامس من المحرم بخزانة
البنود ودفن بها . وكان لما ولى الوزارة سعى فى اعتقال أبى الحسن على بن الأنبارى فاعتقله وقتله
بخزانة البنود ، فاعتقل هو أيضا في المكان الذى كان فيه ابن الأنبارى وقتل فيه ودفن معه
[ فلما حفرت له فيه حفرة ليوارى فيها ، ظهر للفعلة عند الحفر رأس ، فلما رفع سئل الفلاحى
عنها ، فقال : هذه رأس ابن الأنبارى ، وأنا قتلته ودفنته في هذا الموضع ، وأنشد :
رب لحد قد صار لحدا مرارا
ضاحكا من تزاحم الأضداد
فقتل الفلاحى ودفن معه بخزانة البنود فى حفرته . وكان هذا من عجائب الاتفاق إذ فعل مع
الفلاحى كما فعل بابن الأنبارى]
وكان ابن الأنبارى من جماعة الوزير الجرجرائى ورفيقا للفلاحى وبينهما صحبة ، فخافه لما ولى
الوزارة وعمل على قتله فقتل في سنة ستة وثلاثين وأربعمائة.
وفيها صرف ناصر الدولة بن حمدان عن دمشق وأخرج منها تحت الحوطة ، وتولى مكانه
القائد طارق.
سنة إحدى وأربعين وأربعمائة
في ثانى المحرم صرف قاسم بن عبد العزيز بن النعمان عن القضاء بمصر ، وكانت ولايته
هذه الثانية ثلاث عشرة سنة وشهرا وأربعة أيام ، وتولى مكانه أبو محمد الحسن بن على بن
عبد الرحمن اليازورى(28)) ، وذلك أن الوزير أا اليركات الجرجراني خاف م اليازورى أن يجمر
بين(5) توليه الوزارة وجهات والدة المستنص فقصد إشغاله(5) بالحكم كي لا يتفرغ لشغخل آخر .
فاستناب ولده الأكبر أبا الحس : محمد ولقب «بالقاضي الأجل خطير الملك» في جهات والدة
المستنصر
وفي المحرم وصل الخادم رفق إلى دمشق(3) ، وسار منها إلى حلب فى سادس صفر فوصل إلى
جبل جوشن ظاهر حلب(31) ، (، و) في ثانى وعشرين ربيع الأول ، فأمر بحمل أموال ثقال(1) إلى
المعرة ، فظن الناس أنها هدية ، فأخذ العسكر فى الرحيل وقد داخلهم الوجل فأمر بردهم فأبوا ،
وأخذ أهل حلب في تتبعهم ونهبهم . فكانت بين الفريقين حرب آلت إلى أن جرح رفق عدة
جراحات وأسر وحمل إلى حلب على بغل مكشوف الرأس ومعه جماعة من أماثل عسكره ،
فاختلط عقله ومات بالقلعة بعد ثلاثة أيام في مستهل ربيع الأول واعتقل عامة قواده وكتابه بقلعة
حلب.
وورد الخبر إلى المستنصر فاطلق ناصر الدولة بن حمدان من الاعتقال ، وسخط على الوزير
أبى البركات الحسين بن محمد الجرجرائى لشروعه فيما عادت مضرته على الدولة من تسيير
العساكر إلى حلب ونفي إلى صور فاعتقل بها ، ثم أطلق ومضى إلى دمشق . وكثرت في أيامه
المصادرات وكان شديد البطش سريع الانتقام.
ونظر بعده فى الدواوين عميد الدولة أبو الفضل صاعد بن مسعود
وتولى أمر دمشق الأمير المؤيد مصطفى الملك معز ، الدولة ذو الرياستين حيدرة بن الأمير
عصب الدولة حسين بن مفلح في رجب وخرج معه ناظرا فى أعمال الشام أبو محمد
الحسين بن حسن الماشلى.
سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة
في سابع محرم أضيف لأبى محمد الحسن اليازورى الوزارة فصار إليه الحكم بديار مصر والوزارة
والنظر فى ديوان أم المستنصر ، ونعت «بالناصر للدين غياث المسلمين الوزير الأجل المكرم سيد
الرؤساء تاج الأصفياء قاضى القضاة وداعى الدعاة».
سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة
فيها أظهر المعز بن باديس الصنهاجى ، صاحب إفريقية ، الخلاف على المستنصر وسير
رسولا إلى بغداد ليقم الدعوة العباسية ، واستدعى التشريف فأجيب إلى ذلك وجهز إليه على يد
رسول يعرف بأبى غالب الشيرازى عهد بالولاية ولواء أسود وخلعة فمر ببلاد الروم ليعدى منها إلى
إفريقية ، فقبض عليه صاحب الروم وشيعه للمستنصر ، فدخل على جمل وهو مجرس وأحرق العهد
واللواء والهدية فى حفرة بين القصرين ، وكان القادر قد فعل مع الظاهر ، والد المستنصر ، مثل ذلك
بالخلعة التى سيرها على يد رسول محمد بن محمود بن سبكتكين ، ثم بعد ذلك أعاد المستنصر
الرسول لصاحب قسطنطينية .
وكان سبب عصيان ابن باديس تقصيره فى المكاتبة للوزير اليازورى ، فسير إليه وتلطف
به أن يكاتبه بما جرت العادة به . وكانت عادة مكاتبة المعز أن يقدم من الوزراء بعبده ، وكاتب
اليازورى بصنيعه ، فلم يفعل المعز ، وما برح اليازورى حتى سير عسكرا للقيروان فخرب إفريقية
ودس أيضا إلى زغبة ورياح من قبائل العرب دساسا ووصلهم بصلات سنية ، وبعث إليهم
مكين الدولة بن ملهم وأصلح بينهم بعد فتن وحروب كانت بين القبيلتين وأباحهم أعمال القيروان
وأمرهم بإفسادها ، فلما بلغ المعز ذلك قطع مكاتبته عن الدولة بالجملة
وفيها كانت الحرب فى ذى القعدة بالبحيرة . وذلك أن عرب البحيرة بنى قرة والطلحيين ،
تجمع منهم جموع كثيرة وخرجوا عن طاعة المستنصر . وسبب ذلك أن اليازورى ولى رجلا منهم
يقال له المقرب على عرب البحيرة ، فانفوا من ذلك ، وطلبوا عزله عنهم فلم يفعل ، فشقوا العصا
وكان قد حضر وجوههم إلى الوزير للمطالبة بواجباتهم ، فنفر فيهم وهددهم فاجتمعوا على المحاربة
وجهز إليهم الوزير عسكرا فكسروه . ثم أخرج إليهم عسكرا ثانيا فكسرهم وقتل منهم كثيرا
وحمل الرؤوس إلى القاهرة ومعها أموال كثيرة وكانت هذه الوقعة على كوم شريك ، ولما كثر فيهم
القتل فروا إلى برقة فهم بها إلى اليوم .
سنة أربع وأربعين وأربعمائة
كتبت ببغداد محاضر تتضمن القدح في نسب الخلفاء المصريين ونفيهم من الالتحاق بعلى بن
أبى طالب . وجمع سائر فقهاء بغداد وأشرافها وقضاتها وعزوا نسبهم فى الديصانية من
المجوس ، وسيرت المحاضر إلى البلاد وشنع عليهم بمقتضاها
سنة ست وأربعين وأربعمائة
فيها حدث بمصر وباء وغلاء ، فاستعان المستنصر بصاحب قسطنطينية ليحمل اليه الغلال
من بلاده ، فأطلق له أربعمائة ألف أردب فمات في أثناء ذلك . وملكت بعده امرأة فراسلت
المستنصر فى نصرتها إن قام عليها أحد فلم يجبها ، فعاقت عنه الغلال . فجهز المستنصر عسكرا
قدم عليه مكين الدولة الحسن بن على بن ملهم لقصد اللاذقية ، فخرج فى عساكر جمة
وحاصرها بسبب نقض الهدنة ومسك الغلال أن ترد من القسطنطينية ، وتبعهم بعسكر ثان
وعسكر ثالث ، ونودى فى سائر بلاد الشام بالغزو إلى بلاد الروم .
وحاصر ابن ملهم قسطيون قريبا من فامية ، وضيق على أهله ثم رحل عنهم بعد سؤالهم
أن ينزلوا عنه بعد رحيله فوفوا له ، وجال في أعمال أنطاكية فنهبها وسبى منها كثير ، فبلغ ذلك
ملكة القسطنطينية فسيرت ثمانين قطعة فى البحر فأسرت [ابن ] ملهم ومن معه من أعيان
العرب لليلتين بقيتا من ربيع الآخر
وفيها استدعى راشد بن سنان بن عليان أمير الكلبيين لنبهان بن قرمطى.
سنة سبع وأربعين وأربعمائة
فيها ابتدأت الوحشة بين أبى الحارث [أرسلان ] البساسيرى ، أحد أمراء بغداد ، وبين
الخليفة القائم صاحب بغداد ، فسار إلى الرحبة لما علم بقدوم السلطان طغرلبك وسير إلى
المستنصر يلتمس منه النجدة لفتح بغداد وأنه يكفى فى رد طغرلبك عن قصد الشام ومصر ،
فأجيب لذلك.
وفيها سير المستنصر فقبض على جميع ما في كنيسة القمامة . وسبب ذلك أن القاضى أبا
عبد الله القضاعى كان قد توجه من مصر برسالة إلى القسطنطينية ، فقدم إليها رسول طغرلبك
يلتمس من ملكتها أن يصلى رسوله فى جامع قسطنطينية فاذنت له فى ذلك ، فدخل وصلى
بجامعها وخطب للخليفة القائم ، فبعث القضاعى بذلك إلى المستنصر فأخذ ما كان بقمامة.
وكان هذا من الأسباب الموجبة لفساد ما بين المصريين والروم .
وفيها تجمع كثير من التركمان بحلب وغيها فأفسدوا فى أعمال الشام.
وفيها اشتد الغلاء والوباء وكثر الموتان بديار مصر.
سنة ثمان وأربعين وأربعمائة
فيها جهز الوزير اليازورى خازائن الأموال على يد المؤيد فى الدين لأبى الحارث البساسيرى ، بحيث
لم يبق فى بيوت الأموال بالقصر شىء لأخذ فتح بغداد
وخرج خطير الملك ابن الوزير إلى القدس ومنه إلى اللاذقية ، وكانت معه أحواض أنخب فيها الطين
المزروع فيه البقول برسم مائدته ، واستصحب معه الأموال لفتحها.
سنة تسع وأربعين وأربعمائة
في يوم الخميس لثلاث بقين من ذي القعدة سلمت حلب للأمير مكين الدولة ، أحد أمراء
المستنصر ، وانكف التركمان عنها وخطب فيها للمستنصر بعد ما كانت الخطبة للقائم ، الخليفة
ببغداد ، بعد حروب كثيرة.
سنة خمسين وأربعمائة
فى مستهل المحرم قبض المستنصر على وزيره الناصر للدين غياث المسلمين أبى محمد الحسن بن
على بن عبد الرحمن اليازورى ، وكان قد جمع له ما لم يجمع لغيره من تقليد الوزارة والحكم
بديار مصر والشام . وسبب ذلك أنه وشى به للمستنصر أنه يكاتب طغرلبك ويحسن له المجىء إلى
مصر ، وأنه أخرج أمواله مع ولده إلى بيت المقدس وسيره إلى تنيس في صفر ومعه نساؤه وأولاده
وحاشيته ، فاعتقلوا بها إلى الثانى والعشرين م صفر ، فورد عليه حيدرة السناف وعدة من
الصقالبة وأخرج الوزير ليلا وضربت رقبته في سفل دار الامارة بتنيس وحملت راسه إلى
المستنص ورميت جثته على مزبلة ثلاثة أيام . ثم جاء الأمر بتكفينه ودفنه فغسل وحنط بحنوط
كثير ، وحمل بين العشاءين بالمشاعل ودف ثم أعيد رأسه فدفنت مع جيته
وكان أبوه قاض يازور ،« هي قرية من عما الرملة ، فلما مات خلفه انه أبو محمد ثم عزل ،
فقدم إلى مصر وسعى فى عوده لحكم يازور فرأى من قاضي مصر ما لا يحب ، فتعرف برفق
المستنصرى ، وكان خصيصا بأم المستنصر ، فأمر القاضي أن يسمع قوله بمصر ، يعنى تقبل
شهادته ففعل ذلله ، فلما قتل أبو سعد(ن) التستترى متولى أمور أم المستنصر ، أشار رفق عليها
التاة 5 .5 (7ذم أن يكون «زيرها فاستخدمته . وخافه الوزير أبو البركات الجرجرانى أن يتوا
الوزارة فسعي له أن يتقلد الحكم ليشغا عن الوزارة فالى ذلك ، فلم يزل به حتى ولى القضاء
فلم يمض إلا مدة يسيرة حتى صرف الجرجرالى
واجتمع ناص الدولة ب: حمدان باليازورى، وأشار عليه بالوزارة مضافا لأشغاله ، و تحدث
همع المستنصر فأجاب وولاه(58) . وكان صدرا كاملا ، وهه أحدوزراء المصريين الحللم القدر
وكان قد حج قيل قدومه إلى مصر ، فلما زار قبران) النبى نام في الحجرة فسقط عليه خلوق من
9) ط إنه 1) م سعيد .
4 خ
الزعفران الملطخ في حائط الحجرة النبوية ، فجاء بعض الخدام وأيقظه من نومه ، وقال : أيها
الرجل إنك تلى ولاية عظيمة وقد بشرتك فلى منك الحباء والكرامة . فلما قدم مصر نال ما
ذكرنا وسأل في وزارته أن يكتب على سكة نقش عليها.
ضتربت في دولة آل الهدى
من آل طه وآل ياسين
مستنصر بالله جل اسمه
وعبده الناصر للدين
سنة كذا وشهر كذا وطبعت عليها الدنانير نحو شهر ، وأمر المستنصر أن لا تسطر في السير.
و كان قد وقع بين اليازورى وبين المعز [ بن ] باديس ، صاحب القيروان ، لما
قصر عن مكاتبته فنهاه عن ذلك فأبى ، فسير إليه جيشا من العربان فاخربوا إفريقية فهى خراب
إلى الآن وملك أموالا جمة.
وكان ولده خطير الملك قد ناب عنه فى قضاء القضاة والوزارة وغير ذلك ، وسار إلى الشام
فأصلح أموره بعساكر جمة في خدمته ، ثم رؤى بعد ذلك بمسجد فى مدينة فوة يخيط للناس
بالأجرة وهو في حال شديدة من الفقر ، ورؤى يوما وهو يطالب رجلا بأجرة خياطة خاطها له
والرجل يدافعه ويماطله ، وهو يلح في الطلب ولا يرخص له في الانتظار فلما ألح عليه قال :
ياسيدنا اجعل هذا القدر اليسير من جملة ما ذهب منك فى السفرة الشامية ، فقال : دع ذكر ما
مضى ، فسأله شخص عن ذلك فلم يخبره ، فسأل غيره فقال : الذى ذهب منه في سفرته فى
نفقات سماطه ستة عشر ألف دينار . فسبحان من لايزول ملكه
وكان اليازورى قد سير أموال الدولة جميعها لفتح بغداد ، وكان ذلك سببا لخروج الغز إلى الشام
وملكهم إياه.
وولى الوزارة بعده صاحبه أبو الفرج عبد الله بن محمد البابلى وكان خصيصا به . فلما ولى
بعده سعى فى قتله كل السعى وقابل إحسانه بهذا الجزاء ويقال أنه جرد إليه من قتله بغير
أمر المستنصر . فلما اطلع الخليفة على ذلك أغظمه وحقد على البابلى وصرف فى شهر ربيع الأول
وقرر مكانه أبو الفرج محمد بن جعفر بن محمد بن [ على بن ] الحسين [المغرلى ] من
بنى المغربى ، وتولى الحكم بعد اليازورى أبو على أحمد بن عبد الحاكم بن سعيد [ الفارقى ]
ثم صرف ف ذى القعدة . وتولى أبو القاسم عبد الحاكم بن وهيب بن عبد الرحمن المليجى
وتولى الدعوة المؤيد فى الدين أبو نصر هبة الله بن موسى [الشيرازى ]
وفى يوم الجمعة لسبع بقين من شوال منها ، أقيمت الدعوة ببغداد للمستنصر بعد محاربة
البساسيرى أهلها حر با شديدا عندما قدمت خزائن الأموال والعساكر من مصر . وكان قد
قسم عسكره فرقتين ، فرقة تقاتل بالليل وأخرى تقاتل بالنهار إلى أن ملك بغداد . وفر الخليفة
القائم إلى مهارش العقيلى البدوى استجار به فأجاره ، وسيره إلى الأنبار فبقى بها . وكسر
البساسيرى منابر الجوامع وعمل عوضها ، وخطب للمستنصر وضرب السكة باسمه ، وقبض
على الوزير [ ألى القاسم على ] ابن المسلمة وجعله في جلد ثور ، وصلبه فجف عليه
ومات وعمل في فكه كلابين من حديد . فلما ورد الخبر بذلك فرح المستنصر فرحا كثيرا
وزينت مصر والعامة . وجاءت نسب فغنت بالطبل بين يدى المستنصر وقالت :
يا بني العباس ردوا
ملك الأمر معد
ملككم ملك معار
والعوارى تسترد
فقال لها : تمنى ، فتمنت الأرض المجاورة للمقس ، فقال : هي لك فعرفت هذه الأرض بها
وقيل لها أرض الطبالة.
وفى رجب سير المستنصر ناصر الدولة بن حمدان واليا على دمشق.
سنة إحدى وخمسين وأربعمائة
فيها قتل البساسيرى ، وقطعت الخطبة من بغداد للمستنصر ، وأعيدت للقائم.
والبساسيرى ، هو أبو الحارث أرسلان البساسيرى كان مولى لابى على الفارسى
النحوى ، فتنقلت به الأحوال حتى ملكه بهاء الدولة بن عضد الدولة بن بويه وترقت به
الأمور حتي صار من كبار قواد الأتراك في المينا بالاسفيسلارية ، وهم كبار الأتراك ببغداد ،
فتوحش ما بينه وبين الوزير أبى القاسم بن المسلمة ، فصار كلما حدث شىء من الأتراك ببغداد
نسبه إلى البساسيرى ، وزادت الوحشة بينهما حتى أفسد الوزير ما بين البساسيرى وبين
الأمراء والخليفة. فكتب الوزير إلى القائم يعرفه أن البساسيرى كاتب اليازورى ، وزير المستنصر ،
ففسد حاله أيضا مع الخليفة فأمر بإبعاده عنه ، فأخرج من بغداد ونهبت داره وشتت حريمه
وغلمانه ، فلما حل به ذلك أدته الضرورة إلى مكاتبة المستنصر يرغبه في التحيز إليه ويستأذنه فى
قدومه عليه بمصر ، فأشير على المستنصر ووزيره اليازورى بأن لا يفسح له في دخوله مصر فإنه كثير
الحاشية ، وكان له ببغداد إقطاع لا يمكن أن يكون له بمصر مثله فاجيب بالمغالطة عن القدوم.
فكاتب اليازورى والمستنصر يطلب المال والرجال لأخذ بغداد ، فجهز إليه ذلك على ما تقدم .
والبساسيرى نسبة إلى قرية من قرى فارس يقال لها بساسير . وقيل أن حادثة
البساسيرى هذه كانت سببا لخراب مصر وضعف الدولة المصرية بما سير إليه من الأموال . وبقى
البساسيرى ببغداد من شوال سنة خمسين يخطب للمستنصر إلى شوال سنة إحدى وخمسين مدة
سنة كاملة إلى أن وصل السلطان طغرلبك من همذان وأخرج الخليفة من الحديثة وكان قد انتقل
إليها من الأنبار ومضى بين يديه وقدم به بغداد فلما أحس البساسيرى بذلك انفصل عنها
فاتبعه طغرلبك بعسكر حاربوه فقتل وحملت رأسه إلى بغداد فى نصف ذى الحجة
وكانت هذه الحادثة آخر سعادة الدولة المصرية فإن الشام خرج من أيديهم بعدها بقليل ولم يبق
لهم سوى ملك مصر.
سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة
فيها سارت عساكر من مصر إلى دمشق . وكتب لابن حمدان أن يكون قائد الجيش ويسير إلى
حلب لقتال من بها لأجل قطع خطبة المستنصر فيها . فخرج من دمشق بعسكر كثيف فى سادس
ربيع الأول فكانت بينه وبين الحلبيين ومن انضم إليهم من العربان حروب آلت إلى أن
انكسر ابن حمدان كسرة شنيعة وأصابته ضربة شلت منها يده . وكانت الوقعة فى مستهل شعبان
وبقيت حلب بيد معز الدولة بن مداس . فقال ابو الحسن على بن عيد العزيز الفكيك
الحلبى ، وكان قد قدم مصر ومدح ناصر الدولة بن حمدان فلم يجزه ، فقال :
ولئن غلطت بأن مدحتك طالبا
جدواك مع علمى بأنك باخل
فالدولة الزهراء قد غلطت بأن
نعتتك ناصرها وأنت الخاذل
إن تم أمرك مع يد لك أصبحت
شلاء فالأمثال عندى باطل
وفى تاسع رمضان صرف أبو الفرج [محمد ] بن [ جعفر ] المغربى عن الوزارة ، وأعيد إليها
أبو الفرج عبد الله بن محمد البابلى
وفي جمادى الآخر صرف عن الحكم [أبو القاسم ] عبد الحاكم بن وهيب ، وتولى عوضا
عنه أبو عبد الله أحمد بن محمد [ بن ] أبى زكريا فى حادى [عشر ] شهر رجب
سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة
في ثالث محرم صرف أبو الفرج البابلى عن الوزارة ، وتولى [ أبو الفضل ] عبد الله بن يحيى بن
المدبر
وفى صفر ، وقيل فى شهر ربيع الأول ، توفى قاضى القضاة ابن أبى زكريا ، وتولى الحكم أبو
على أحمد [ بن ] قاضى القضاة عبد الحاكم بن سعيد فى رابع عشر صفر ، وصرف فى خامس
رجب ، وتولى أبو القاسم عبد الحاكم بن وهيب المليجى ، ثم صرف فى حادى عشر شهر
رمضان وتولى مكانه أبو محمد عبد الكريم بن عبد الحاكم بن سعيد بن مالك بن سعيد الفارقى
واستخلف ولده عميد الملك أبا الحسن . وصرف ابن المدبر عن الوزارة ووزر أبو محمد عبد الكريم
ابن عبد الحاكم أخو قاضى القضاة
سنة أربع وخمسين وأربعمائة
في ثالث المحرم توفى أبو محمد عبد الكريم بن عبد الحاكم الوزير فى وزارته . وكان أبوه قاضى
طرابلس وانتقل إلى مصر ، وكان أبو محمد رجلا فاضلا . وردت الوزارة والحكم إلى أخيه أبى عل أحمد
بن عبد الحااكم بن سعيد . ثم صرف عن الحكم فى صفر بأبى القاسم عبد الحاكم بن وهيب بن
عبد الرحمن . ثم صرف أبو على أحمد عن الوزارة واستخدم سديد الدولة أبو عبد الله
الحسين بن أبى الحسن على بن محمد بن الحسن بن عيسى الماشلى ، وكان ناظرا فى دواوين
دمشق ، ثم صرف عنها فى شوال وأعيد إليها أبو الفرج البابلى المقدم ذكره
ذكر الفتنة الواقعة بديار مصر وخرابها
كان من عادة المستنصر فى كل سنة أن يركب على النجب مع النساء والحشم إلى جب
عميرة ، وهو موضع نزهة ، بهيئة أنه خارج للحج على سبيل الهزوء والمجانة ، ومعه
الخمر فى الروايا عوضا عن الماء ويسقيه الناس كما يفعل بطريق مكة
فلما كان في جمادى الآخرة من هذه السنة خرج على عادته واتفق أن بعض الأتراك جرد سيفا
في سكرة منه على بعض عبيد الشراء ، فاجتمع عليه طائفة من العبيد وقتلوه . فاحتمع الأتراك
بالمستنصر وقالوا إن كان هذا عن رضاك فالسمع والطاعة وإن كان عن غير رضا فلا نرضى
بذلك ، فأنكر المستنصر ذلك . واجتمع جماعة من الاتراك وقتلوا جماعة من العبيد بعد أن حصل
بينهم وبين العبيد قتال شديد على كوم شريك واتهزم العبيد من الأتراك . وكانت أم المستنصر
تعين العبيد بالأموال والسلاح ، فظفر فى بعض الأيام أحد الأتراك [بذلك ] فجمع الأتراك
ودخل على المستنصر وقاموا عليه وأغلظوا له في القول فحلف أنه لم يكن عنده خبر ، وصار
السيف قائما . ودخل المستنصر على والدته وأنكر عليها . ثم بعد ذلك سعى أبو الفرج [محمد بن
جعفر] المغربى ، وهو أول من تولى كتابة السر بديار مصر ، الذى كان وزيرا ، بجماعة معه بين
الاتراك والعبيد إلى أن أصلحوا بينهم إصلاحا يسيرا ، فاجتمع . العبيد وخرجوا إلى شبرا
دمنهور . فكانت هذه الواقعة أول الاختلاف بديار مصر . وسبب كثرة السودان ، أن أم
المستنصر كانت جارية سوداء لأبى [سعد) التسترى اليهودى ، فلما ولى المستنصر الخلافة
ومات الوزير صفى الدين الجرجرائى فى سنة ست وثلاثين وحكمت والدة المستنصر على الدولة
استوزرت سيدها أبا سعد ووزر المستنصر الفلاحم فلم يمش له مع التسترى حاا فاستمال الأتراك
وزاد فى واجباتهم حتى قتلوا أبا سعد فغضبت لذلك أم المستنصر وقتلت أبا منصور الفلاحى
وشرعت فى شراء العبيد السود وجعلتهم طائفة لها واستكثرت من العبيد إلى أن صار العبد يحكم
حكم المولى ، وكرهت أم المستنصر الاتراك . فلما قرر أبو البركات الجرجرائى ابن أخى الوزير أبى
القاسم أمرته أن يغرى العبيد بالأتراك فخاف الجرجرائى سوء العاقبة فلم يطاوعها فصرفته عن الوزارة
واستخدمت وزيرها اليازورى فأمرته بذلك فلم يقبل منها وساس الأمور أحسن سياسة إلى أن قتل
ووزر بعده البابلى وأمرته بذلك فأخذ فى أسباب ما أمرته فتغيرت نياتهم وصار فى قلب كل طائفة من
الأخرى إحن فكانت بدؤ الخراب
وفيها توفى الشريف أبو الحسن إبراهيم بن العباس بن الحسن بن الحسين بن على بن محمد بن على
ابن إسماعيل بن جعفر الصادق ، وكان ولى قضاء دمشق دفعتين
وفى سابع عشر ذى القعدة توفى بمصر القاضى الفقيه أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر
ابن على بن حكمون بن إبراهيم بن محمد بن مسلم القضاعى الفقيه الشافعى وكان يخلف عن
القضاة بمصر ، وكان إماما وحدث عن جماعة وصنف كتاب «الشهاب » وكتاب « أنباء
الأنبياء» وغير ذلك.
وتوفى الرئيس [أبو ] الحسن [ على ] بن رضوان بن على بن جعفر الطبيب
سنة خعس ونقسين وأربعمائة
فيها ردت الوزارة والحكم إلى ألى على كنيته أبو() أحمد (1٠1) ، وهو جلال الملك أحمد ب قاضي
القضاة عبد الكريم بن عبد الحاكم فى ثالث عشر المحرم ثم صرف عنبما() فى سابع عشر
صفر . وأعيدت الوزارة لأفي الفضا((4) عبد الله بن يحيى بن المدير (1٠3) ، والحكم إلى
أبى القاسم عبد الحاكم بن وهر
وفى تاسع عشر جمادى الأولى توف الوزير أبو الفضل (5) عبد الله بن يحيى بن المدبر و[قد]
تردد فى الوزارة غير مرة(1٠5) ، وسمع الحديث وكان فاضلا أديبا ، وأسلافه مذكورون وخدم
الدولة العباسية وجده أحمد كان فى ايام أحمد بن طولون . وتولي مكانه فى الوزارة أبو غالب
عبد الظاهر بن الفضا بن الموفة فى الدين المعروف بابن العحمى ، ثم قبض عليه وصرف فى
السابع والعشرين من شعبان(1٠6) . وأعيد و2و إلى القضاء والوزارة أبو محمد الحسن بن مجلى بن
أسد بن ألى كدينة ، وقبض عليه في خامس ذي الحجة (1٠7) . ورتب مكانه جلال الملك أحمد بن
عبد الكريم بن عبد الحاكم بن سعد ، فاستخلذ أخاه على الحكم وهو ابو الحس: عل (
وفيها ندب أمير الجيوش بدر الجمالى لولاية دمشق عل حربها (1٠9) . وندب معه على الخراج
الشريف أبو الحسين(5) يحيى بن زيد الحسينى(2) الزيدى(
سنة ست ونعسين وأر بعمائة
في ثالث عشر مح م صرف أحمد بن عبد الحاكم ع الحكم والوزارة جمعا (111) . وتوله
الوزارة أبو المكارم المشرف بن أسعد بن عقيل . وفوض الحكم لألى محمد الحسن بن
مجلى بن ألى كدينة ثم صرفا ع القضاء والوزارة(
وأعيدت الوزارة لألي غالب عبد الظاهر بن الفضل ، وفوض الحكم لألي الحسن على بن عبد
الحاكم فى سابع عشر ربيع الآخر ، ثم صرف عن الحكم فى خامس جمادى الأولى بأنى القاسم
عبد الحاكم بن وهيب . ثم صرف أبو غالب عن الوزارة واستدعى أبو البركات الحسين
[ ابن محمد ]() بن عماد الدولة الجوجراني من صور ، فحضر إلى مصر ووليها في مستهل
رجب ، ثم صرف فى العشر الأخير من رمضان ولم يعد اليها(116) . وصرف القاض
عبد الحاكم من الحكم وجمع ذلك لابن ألى كدينة ثم صرف عنها جميعا فى رابع ذى الحجة (117)
واستخدم فى الوزارة أبو عل الحسن بن ألى سعدانا إبراهم بن سهل التسترى (119) ، وفى القضاء
أحمد ، هو جلال الملك [ بن عبد الكريم ] بن عبد الحاكام
فيما انصرف أمير الجيوش بدر الجمالى عن ولاية دمشق هربا من أهلها (12) . فولى المستنصر
عليها الأمير حصن الدولة حيدرة بن منزو بن النعمان .
سنة سبع ونعسين وأربعمائة
في نصف المحرم صرف عن الوزارة أبو على [الحسن ] بن أنى سعدك) [التسترى ] وصرف
عن القضاء أبو أحمد [ بن عبد الكريم ] . وتولى الوزارة أبو شجاع محمد بن الأشرف بن أبو
غالب محمد ب: على بن خله ، وكان أبوه «زيرا لبني بويه ببغداد وصرف ثاذ يوم عنها(166) .
وولى الحكم والوزارة جميعا أبو محمد بن أنى كدينة فيى الحادى والعشري: من المحرم وأقام أربعة
يام وصرف عنها جميعا في السادس والعشين منه(122) . وأعيدت الوزارة لأنى شجاع محمد ب:
الأشرف ، المقدم ذكره ، والقضاء لجلال الملك أني أحمد بن عبد الكريم .
وفي العشر الأوسط من ربيع الأول صرف الوزير ابن الأشرف عن الدزارة واستوزر بعده
سديد الدولة أبو القاسم هبة الله بن [14 و4 محمد الرعيانى وصرف اخر شهر ربيع الأول (163) .
واستوزر أبو محمد ب: ألى كدينة مضافا ال القضاء فى نصف جمادى الآخرة وصرف عنهما ف
نصف رجب(124) . وتولى الوزارة رئيس الرؤساء أبو المكارم المشرف(5) .. أسعد(125) ، «القضاء
عبد الحاكم بن وهيب ، وقبض على الوزير ألى المكارم فى العشر الآخر من شوال ، وتولى
وزارة الامير أبو الحس عل ( بن محمد الانبارى مدة شهر وصرف عنها فى دذى الححة « لم يعد
لي](126)
سنة ثان ونعسين وأر بعمائة
في جمادى الأول ولى المستنصر أمير الجيوش بدر الجمالى الشام بأسره فخرج وقدم دمشق
سادس شعبان
وفى سادس عشر صفر صرف عن القضاء ابن ألى كدينة وفوض لحلال الملك أني أحمد
ونعت « بقاضي القضاة الأعظم
فى تاسع ربيع الآخر أعيد إلى الوزارة أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الرعيانى ، وصرف في
السادس عشر منه (2
وفى الرابع من جمادى الآخرة جمع الحكم والوزارة لأبي أحمد جلال الملك (120) ، ثم صرف
عن الوزارة بعد أيام ، واستوزر أبو الحسن طاهر بن وزير أياما وصرف(121) . ثم قر أبو عد الله
محمد بن [ أبى] حامد التنيسى يوما واحدا ثم صرف وقتل (126) . واستوزر أبه سعد (514 منصور
بن زنبور فاقام أياما وهرب ، واستوزر أبو العلاء عبد الغنى بن نصر بن سعيد الضيف فبقى
أياما ثم صرف(121)
سنة تسع ونعسين وأربعمائة
فيها قويت شوكة الأتراك «طلبوا الزيادات ف واجباتهم ، وضاقت أحوال العبيد وكثرت
ضرورتهم وهم يتزايدون حتى صار منهم [ بالقاهرة ومص وما في ظواهرهما من القرى ]
قدر خمسين ألف فارم. وراجل » واتفق خلو خزائ الأموال وضغف الدولة ؛ فسيرت
م المستنصر لقواد العبيد وأغرتهم بالاتراك فاجتمعوا وحضروا من شبرا دمنهور إلى الجيزة ،
فخرج الأتراك للقائهم وتقدمهم ناصر الدولة الحسين بن حمدان فكانت بين الفريقين وقعة
كسر فيها السودان وانهزموا إلى الصعيد ، وعاد ابن حمدان إلى القاهرة وقد قويت شوكته .
فاجتمع من العبيد خمسة عشر ألف ما بين فارس وراجل فقلق لذلك الأتراك قلقا شديدا «حضر .
مقدموهم إلى المستنصر لشكوى ذلك فأمرت أم المستنصر من عندها من العبيد وهجموا على
لأتراك وقتلوا منهم ، فبلغ ذلك ابن حمدان ففر إلى ظاهر القاهرة وتلاحق به الأتراك فكانت بينهم
وبين العبيد المقيمين بالقاهرة ومصر حروب (5و شديدة مدة أيام . وحلف اب . حمدان أنه لا ينزل ع.
فرسه حتى ينفصل إما له أو عليه . واجتهد القوم في المحاربة فكانت لابن حمدان النصرة على العبيد
فأسرف في القتل فيهم حتى لم يبق بمصر والقاهرة منهم إلا القليل ، هذا والعبيد المقيمون بالصعيد على
حالهم . وكان أيضا بالإسكندرية منهم جماعة فسار ابن حمدان إليها وحاصرها فطل من بها من
العبيد الأمان فتب بها من يثق به وانقضت السنة فى قتال العبيد
رفى يوم الثلاثاء ثامن محرم صرف ابن ألى كدينة وولى أبو القاسم عبد الحاكم المليجي . ثم
صف فىي سابع جمادى الآخرة وأعيد ابن [ ألي ] كدينة . ثم صرف وأعيد المليجي . ثم صرف أيضا
وأعيد ابن أني كدينة . ثم صف فى الثامن والعشرين من ذى القعدة (36) ، وولى جلال الملك أبو
أحمد [ بن ]) عبد الكريم بن عبد الحاكم .
سنة ستين وأربعمائة
فيها قويت شوكة الأتراك وطمعوا في المستنصر وقل ناموسه عندهم ، وكان مقررهم فى كل شهر
ثمانية وعشرين ألف دينار ، فصار فى كر شهر أربعمائة ألف دينار وطالهه بالأموال فاعتذر بانه لم
يبق عنده شيء ، فألزموه ببيع ذخائره فأخرجها إليهم فقوموها على أنفسهم بابخس
الأثمان
وسار اب حمدان بجماعة من الأتراك إلى الصعيد لمحاربة العبيد ، وكان قد كثر شهم
وفسادهم ، فكانت بينهما حرب الت إلى كسرة الأتراك وعودهم منهزمين ، وأقاموا بالجيزة
وشغبوا على المستنصر واتهموه بانه بعث بالأموال إلى العبيد فى السر ، فحلف لهم على ذلك ،
وأخذ الأتراك في لم شعئهم والتأهب لقتال العبيد وساروا إليهم مرة أخرى فقاتلههم قتالا كثيرا كانت
الكسة فيه على العبيد وقتل منهم عدة ، فقاتل حتى لم ينج منهم إلا اليسير وزالت دولتهم وعظم أمر
ناصر الدولة بن حمدان(1
وكان الوزير حينقذ ابه ألي كدينة فصرف . وأعيد المليجي فأقام في الوزارة خمسة أيام ثم صرف .
وأعيد ابن ألى كدينة إلى الدزارة والقضاء جميعا في ربيع الأول فأقام إلى جمادى الأولى وصرف عن
القضاء . وولى جلال الملك مكانه فيه إلى سلخ رمضان فصرف عنه . وتولى القضاء المليجى ثم
صرف عنه في يوع عيد النحر . وتولى ابن ألى كدينة(
وفيها كانت حرب بدمشق بين أمير الجيوش بدر الجمالى وبين عسكريته ، حرب بسبابها (5) قصر
دمشق فصار الحرب قائما بمصر والشاع
وفيها سار الأمير (2 و، قطب الدولة باريطغان() إلى ولاية دمشق ومعه ناظ فى أعمالها أبو طاهر
حيدرة بن مختص الدولة أي الحسين(1
سنة إحدى وستين وأربعمائة
فيها (142) ابتدأت الوحشة بين ناصر الدولة بن حمدان وبين الأتراك م. أجا أنه قويت شوكته
وتفد بالأمدر دون الأتراك فنافسوه ذلك حتى فسدت نياتهم عليه فرفعوا أمرهم فى ذلك إلى
الوزير خطير الملك (43) وقالوا له كلما يخرج من الخثليفة مال(5) يأخذ ناصر الدولة أكثره يفرقه على
حاشيته ولا يصل لنا منه إلا القليل . فقال لهم : إنما وصل إلى هذا وغيره بكم ولو فارقتموه لم يتمم له
أمر ، فاتفق رأيهم عل محاربته وإخراجه من ديار مصر ودخلوا على المستنصر وسالوه أن يخرج ناصر
الدولة فأرسلا إليه يأمره بالخروج ويهدده إن لم يخر ج فسار من القاهرة إلى الجيزة ، وأمر بنهب دوره
ودور حواشيه وأصحابه . فلما كان فىي الليل دخل ناصر الدولة سا واجتمع بالقائد تاج الملوك شاذى
وقبا رجله وقال له : اصطنعنى وانصرنى عل إلدكز والونير الخطير بأن تركب أنت وأصحابك وتسير
بين القصرين فإذا أمكنتك الفرصة فاقتلهما . «6 ، واتفقا على ذلك وأصبح شاذى فى علم مما(5
تقرر في الليا مع ناصر الدولة فاحس إلدكز بالقضية فالتجأ إلى القص واستجار بالمستنصر ، وأما
الوزير فإنه اقبا فى موكبه فاوقع به شاذى وقتله وبعث من فوره إلى ناصر الدولة فحضر ، فحسن
إلذكز للمستنصر الركوب بنفسه فلبس سلاحه «ركب للحب ، فتبعه(2) م العامة والجند خلة كثير
واصطفوا للقتال ، وكانت الكسة على ناصر الدولة فانهزم بعد ما قتل م : أصحابه جماعة كبيرة
ومضي منيزما على وجهه لا يلوى على شيء فى نفر قليل من أصحابه فوصل إلى بنى سنبس
بالبحيرة() فنزل فيهم وتزوج منهم وتقوى بهم
وفيها صرف الوزير محمد بن جعفر المغرلى من الوزارة فى شهر رمضان . وتولى جلال
المللة
وفيها قتل أمير الجيوش بدر الجمالى بساحا الشام الشريف أبا طاهر حيدرة ناظر دمشق 1)
وكان من الأجواد وسلخ جلده لاحن كانت بينه وبينه(2)
وفيها تغلب الأمير حصن الدولة معلى(5) بن حيدرة(148) الكتامى على دمشق قهرا بالسيف في
شهر شوال وأساء السيرة فى الناس
وفيها اشتد الغلاء بمصر وقلت الأقوات فى الأعمال ، وعظم الفساد «أكل الناس الجيف
الميتات ، «وقفوا فى (15 و الطروقات فقتلوا من ظفروا به وأخذوا ماله وهلك فى أسباب الحرب
أمم لا تحص
وفي ثالث عشر صفر صرف عن القضاء ابن ألى كدينة وتولى المليجى . وصرف
جلال الملك عن الوزارة هو والمليجى . فى نهار واحد . ورد القضاء والوزارة جميعا لخطير
الملك(3) محمد بن حسن اليازورى وصرف عنهما فى شوال(151) . وأعيد إلى ابن ألى كدينة ثم
صرف عن القضاء فى ذى القعدة . وأعيد المليجى
سنة اثسين وستين وأربعمائة
فيها بعث ناصر الدولة بن حمدان الفقيه أبا جعفر محمد بن أحمد بن النجاري () رسولا إلى
السلطان ألب أرسلان ، ملك العراق يسأله أن يسير إليه عسكرا من قبله ليقيم الدعوة العباسية
وتكون مصر له . فتجهز ألب أرسلان من خراسان فيى عساكر جمة . وسير لصاحب حلب أن
يقطع دعوة المستنصر ويقم الدعوة العباسية ، فقطع دعوة المصريين ولم تعد . وسار ألب أرسلان
فوصل إلى حلب في جمادى [ الأولى ]) سنة ثلاث وستين وأربعمائة وحاصرها شهرا ؛ فخرج
إليه صاحبها محمود [ بن ثمال ](9) بن صالح وكان قد امتنع من لقائه فأكرمه وأعاده إلى ولايته
فقوى عزمه إلى المسير إلى دمشق ثم مصر . فبينما هو عل :17ط حلب إذ جاءه الخبر بان ملك الروم
قد قطع بلاد أرمينية يريد خراسان فرجع إلى بلاده والتقى مع عساكر الروم على خلاط وهزمهم
أقبح هزيمة وأسر ملكهم ، وكان قد خلف طائفة من الأتراك ببلاد الشام فملكوا البلاد الشامية
وخرجت كلها عن أيدى المصريين
لما بلغ المستنصر إرسال ناصر الدولة إلى السلطان ألب أرسلان يستدعيه إلى الديار المصرية
جهز إليه عساكر كثيرة من الأتراك وجعلهم ثلاث فرق مع ثلاثة من المقدمن ، فبادر أحذ
المقدمين لقتال ناص الدولة ليكون له الغلب ويحصل الظفر على يديه فكانت بينه وبين ناصر
الدولة وقعة انجلت عن كسترة المقدم وقتا جماعة من أصحابه وأخذه ناصر الدولة أسيرا .ثم
التقاه العسكر الثانى ولم يعلم بما جرى على العسكر الأول فجرى عليه مثلما جرى عل العسكر
أول ، وقدم العسك الثالث فمر به أسوء مما مر بمد تقدمه فقوى شأن ناصر الدولة بهذه الوقائع
وامتلأت أيدى أصحابه بما غنموه فقطع الميرة عن القاهرة ومصر ونهب أكثر الوجه البحرى ؛
وخطب للخليفة القائم العباسي
فعظم الحوع وتزايد الموتان «اشتد الوباء بالقاهرة ومصر حتى أنه كان يموت الواحد 16 .،م
أهل الست فلا يمضي اليوم أو الليلة حتى يموت جميع من فيه . وامتدت أيدى الجند إلى نهب
العامة . وفر جماعة كثيرة من أهل القاهرة ومصر إلى البلاد الشامية وإلى بغداد هربا من الحوع
والفتن ، وعظم الأمر بمصر حتى أكل الناس بعضهم بعضا . وقدم إلى بغداد عدة م التجار
ومعهم ثياب المستنصر وذخائره ، والاته وأشياء جليلة مما نهب وقت القبض على الطائع لله(3) في
سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة ، وما نهب فى واقعة البساسيرى من بغداد . وخرج من خزانة
المستنصر أشياء عظيمة منها ثلاثون(5) ألف قطعة بلور كبار ، وخمسة وسبعون ألف ديباج
خسروانى منها واحد وعشرون ألف ذرع وعشرون ألف سيف محل
قال المؤلف : رأيت مجلدا يجيء [في ] نحو عشرين كراسا (156) فيه ذكر ما خرج من القصر
من التحف والأثاث والثياب والذهب وغير ذلاه(
وفيها حاصر أمير الجيوش بدر الجمالى مدينة صور ، وبها عين الدولة بن [ألى ] عقيل القاضى
وضايقها فسير عين الدولة إلى الأمير لواءك) مقدم الأتراك القادمين من العراق واستجار به ،
فبلغ ذلك أمير الجيوش فرحل عنها ثم عاد إليها ونازلها فلم يتم له أمر
(18ظ) فسنة ثلاث وسسن وأر بعمائة
فيها اصطلح الأتراك بمصر مع ناصر الدولة بن حثدان لكثرة ما لحقهم هم والمستنصر من
الشدائد بقطعه 3 الميرة عنهم فصالحوه على أن يكون مقيما بمكانه ويحمل إليه مال يقرر له ،
ويكون تاج الملوك شاذى نائبا عنه فرضي بذلك «سير الغلال لمصر فطابت قلوب الناس قليلا
وبقى كذلك نحو شهر ، ثم وقع الاختلاف عليه فجاء م البحيرة(4) بعساكر إلى مصر وحاصرها
فى ذي القعدة ونهب أصحابه وأحرقوا دورالكا كثيرة بالساحل ثم عاد إلى البحيرة (6
سنة أربع وستين وأربعمائة
فيها كانت الحر ب بين شاذى وناصر الده لة ب: حمدان وعادت الفتنة مصر ٠ . وذلك أن تاج
الملوك شاذى لما دخل القاهرة تغير عما استقر عليه الأمر ووقع عليه الصلح ، استبد بالأموال ولم
الهطع يوصل لابن حمدان إلا القليل فاتفق ابن حمدان مع مجموعة من العربان وسار إلى البحيرة فاستدع
شاذى وجماعة من المقدمين فخرجوا إليه فقبض عليهم ونهب مصر وأحرقها ، فبعث إليه
للستنصر عسكرا فكسروه وانهزم منهم ومض فارا فاجتمع إليه أصحاه م: العربان «غيرهم
وقطع(2) خطبة المستنصر :4.05 من الوجه البحرى وبعث إلى الخنليفة القائم ببغداد يلتمس منه
الخلع واضمحل أمر المستنصر وبطل ذكره وعظمت الشدة على الناس
فلما كان ف شعبان منها قدم ناصر الدولة إلى مصر وحكم فيها ، وسير إلى المستنصر يطلب
منه المال ، فقدم إليه ال سول فاذا هو جالس عل حصير وفى رجله قبقا من خشب أبيض م.
غير دهان ولا سر وحهله ثلاثة م الخدم ولم يرشيئا من اثار() المملكة فذكر للمستنصر ال سالة
عن اب حمدان . فقال : ما يكفي ناصر الدولة أن أجلس فى مثل هذا البيت على هذا الحال . فكر
سول وعاد فأخم ناصر الدولة بالحال ، فأطلة للمستنصر كا شهر مائة دينار . وحكم في
قاهرة وبالغ في إهانة المستنصر مبالغة عظيمة وكان يظهر التست. ، وقبض عل أم المستنصر
وعاقبها وأخذ منها أموالا خمة وتفرق عن المستنصر جميع أقاربه وأولاده ومضوا إلى المغرب
العراق ، وقيل أن أم المستنصر فرت إلى بغدا
وفى شهر ربيع الأول ولى ابن أنى كدينة الوزارة والدعوة والقضاع (1
سنة خعس وستين وأر بعمائة
فيها قتل ناصر الدولة الحسين بن الحسن بن الحسين بن الحسن بن عبد الله بن ألفى الهيجاء
[59] ابن حمدان التغلبي 2 ، وذلك أنه لما دخا إلى القاهرة وبالغ 4 اهانة المستنصر وفرق عنه عامة
أصحابه فكان يولي م. يختاره من أصحاب المستنصر عملا من اعمال مصر ويسيره فلا يتمكن من
الولاية حتي يأمره بالعود ، وأخذ في إقامة الدعوة العباسية بمصر وإزالة خلافة الفاطميين ، فلم يتمكن
من ذلك لكثرة أتباعهم ففطن له إلدكز 1 ، أحد الأمراء ، وبلدكوز وكانا من كبار الأتراك . فاحتمعا
بالأتراك وأعلماهم بأنه(2) إن تم لناصر الدولة ما يريد لم يبق منهم أحدا فاتفقوا عل قتله . وكان ناصر
الدولة قد أمن لقوته وذهاب أعدائه فتواعد الأتراك على ذلك في ليلة من رجب فلما كان السحر ركبوا
إلى داره بمصر ، وهي الموضع المعروف منازل العز(162) ، وهجموا عليه بغير استثذان فتلقاهم ناصر
الدولة في صح الدار وعليه رداء فضربوه بالسيوف وبدره إلدكز ، فقطع رأسه ، وبعثوا كوكب(4
الدولة إلى فخر الدولة(5) أخي ناص الدولة فسار إليه وتمكن منه فقطع راسه وأخذ سيفه وجارية من
حواريه . وقتل أيضا أخوهما تاج المعالى وجماعة من بنى حمدان وانقطع ذكرهم من مصر . وقتل
أيضا الوزير أبو غالب (2و، عبد الظاهر بن فضل بن الموفق فى الدين المعروف بابن العجمى
سنة ست وستين وأربعمائة
فيها قدم أمير الجيوش بدر الجمالى إلى مصر ٠ ، وذلك أن المستنصر تواترت عليه المحن
فسعى في قتل ابن حمدان ليتنفس خناقه فلماقتا استطال إلدك والأتراك والوزير ابن ألى كدينة
عليه فضاق ذرغعه وعظم روعه فبعث إلى أمير الحيوش مكاتبة يحسن له أن يكون المتولى ،
فأجابه بشرط أن يستخدم معه عسكرا ولا يبقى على أحد من عساكر مصر . فأجابه المستنصر
إلى ذلك فاستخدم العساكر وركب البحر الملح من عكا - وكان مقيما بها - فسار في أول
كانون في مائة مركب فقيل له لم تجر العادة بركوب البحر فى الشتاء فألى عليهم ، وسار إلى
دمياط فذكروا الخارة أنهم لم يروا صحوة(5) تمادت(7) أربعين يوما إلا في هذا الوقت فكان ذلك
أول سعادته . فأقام فى دمياط واقترض من تجار تنيس مالا وأضافه سلم ، اللوال وحما له
الغلال وسار فنزل قليوب وبعث إلى المستنصر بأنى لا أدخل مص حتى تقبض على بلدكوز ،
فيادر المستنصر وقبض عليه ودخا أمر الجيوش بدر عشية يوم الاربعاء (2٠ ] لليلتين بقيتا م.
جمادى الأولى فما لبث أن سير كا أمير من أمرائه الى قائد من قواد الدولة ليلا وأمره أن يأتيه
برأسه . فأصبح وقد حضره من رؤوس أمراء الدولة شيء كثير ، وقبض على الأتراك فقويت
شوكته وعظم امره وتتبع المفسدين فلم يبق أحد منهم بمصر والقاهرة حتى قتله . وفر ابن بلدكوز
إلى الشام
خلع على بدر الجمالى بالطيلسان وصار المستخدمون فى حكمه والذعاة ونوابا عنه وكذلله
القضاة ، وقلد القاف أبا يعل حمزة بن الحسين بن أحمد العرق (166) ، وزيد 4 ألقاب أمير الجيوش
« كافا قضاة المسلمين » . ولما قدم إلى مصر حضر إليه المتصدرون بالجامع فقرأ ابن العجمى
( ولقد نصركم الله ببدر )167) وسكت عن تمام الأية فقال له بدر والله لقد حامت(له) في
مكانها ، وجاء سكوتك عن تمام الآية أحسن . وأنعم عليه
رقتا م أمائل المصريين وحكامهم ووزرائهم جماعة منهم (169) الوزير الحسن بن ثقة الدولة
مجلى بن أسد(ء) المعروف بابن ألى كدينة ، وكان قدم إلى مصر وهو متقلد وظيفة الوزارة وقد
تردد في القضاء أربع عشرة(5) مرة والوزارة سبع مرات(2) وهو من ولد عبد الرحم 211 .2 ب. ملجم
لعنة الله ، فقبض عليه وسيره إلى دمياط وقتله بها ، وكان قاسى القلب جبارا(2) فلما دخل عليه
السئاف ليضوب عة . كان سيفه كليلا(7) فضربه سبع ضربات عدد ولايته القضاء والوزارة (15) .
وقتا أيضا الوزير أبا المكارع أسعد بن عقيا ، والوزير أبا شجاع محمد بن الأشرف أنى غال
صد بن عل [ بن خلف 2() (176) ، والوزير [ أبا العلاء ]4) عبد الغني بن نصر ب. سعيد
الضيف ، وجماعة كثيرة .
سنة سبع وستين وأربعمائة
فيها حاصر شكا (1) التركي ، أحد الأتاك الواصلين إلى الشاء من العراق ، ثغر عكا «أخذه
بالسيف . وكان بعكا أولاد أمير الجيوش بدر الجمالى وأهله وحرمه فأحسن إليهم وأكرمهم وقتل والى
عكا . ثم سار عنها إلى طبرية
وفيها خرج أمير الجيوش بدر إلى الوجه الحرى وقاتل عرب لواتة وهزمهم وقتل مقدمهم سلم 1
اللواث وولده واستصفي مالهما . ثم توجه إلى دمياط وأصلح شانه دقتا جماعة م المفسدين
وأحرقهم وأصلح البر الشقى . ثم عدا إلى البر الغربى ، فأصدعه وقتل جماعة من الملحية وأتباعهم
بالاسكندرية وكان أقام عليها أياما يحاصرها ففتحها عنوة وقتل جماعة وعفا (21 د ، عن أهل
اليلد(174) .
وفيها مات الخليفة القائم ببغداد فى يوم الخميس ثالث عشر شعبان . ومولده فى ثامن عشر
ذع القعدة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة(175) . وولي الخخلافة 4 حادى عش ذى الحجة سنة
اثنتين وعشرين وأر بعمائة فكانت مدة خلافته أربعا(5) وأربعين سنة وتسعة أشهر وأياما(5) وتولى
بعده ابن ابنه أبو القاسم عبد الله بن ذخيرة الدين بن القائم ، ونعت بالمقتدى .
سنة ثمان وستين وأربعمائة
فيها خطت للمستنص بمكة والمدينة ، وكانت الشطبة قد انقططعت بها خمس سنين (176)
2 : 25 السيرة فيها وصادر أهلها وهرب منها وملكها أحد رؤساء الدمشقيين (179) . فلما بلغ أتسز ذلك
وفيها حاصر أثسز(2) دمشق وملكها(177) . وكان [ معل بن]4) حيدرة بن منزو(3) قد أساء
حضر إليها وملكها وكان قد قوى . ثم قدم عساكر مصر إليه من أمير الجيوش بدر فقطع خطبة
المستنصر م دمشق ، ولم تعد بعد ذلك خطبة الفاطميين بدمشة
وفيها مات القاضي الشريف جلال الدولة أبو الحسين بن(5) أحمد بن أنى القاسم على بن محمد
ابن الحسين بن الحسن بن إبراهيم بن على بن عبد الله بن الحسين بن على بن أنى طالب
نصيبيني ، (22 و قاضى دمشق ، وهو اخر قضاة الفاطميين بدمشق وسمع الحديث وأسسمع ،
فسمع منه جماعة من الحفاظ ، وفيه مقال(2)
سنة تسع() وستين وأربعمائة
فيبا اجتمع بمدينة طوخ العليا() من صعيد مصر جماعة كثيرة من عرب جهينة والثعالبة
والجعافرة لقتال أمير الجيوش بذر ، فسار إليهم حتى قاربهم ثم قام فى الليل وضرب الطبول
والبوقات وأشعل المشاعل وأكثر من وقود النبران وسار وقد صاحت العساك كأما صحة
واحدة ، فطرقهم بغتة وركب عليهم السيف فافنى أكثرهم قتلا وغرق من فر منهم بحيث لم ينج
منهم إلا يسير ، وغنمت أمو الهم وحملت للمستنص
«فيها ثار كثز الدولة محمد بأسوان ، وكان قد تغلب علييا وعلى نواحيها فعظم شأنه وكثرت
أتباعه . فسار إليه أمير الحيوش وقاتله «قتله(181) . وكانت هذه(5) الوقعة آخر الوقائع التي انصلح
بها حال الديار المصرية بقتل المفسدين من غرماتها وعساكرها
وفيها هجم أتسزبزا ، ملك الروم(5) ، على ديار مصر من الشام ، وذلك أن اب بلدكه :() لما
قدم أمير الجيوش بمن معه من عساكر مصر التحا إل أتسز وأهدى إليه ستين حنة لؤلة 226د
مرجرج(3) كل حبة زيادة عن زنة مثقال ، وحجر ياقوت زنته سبعة عشر مثقالا ، وتحفاك
أخرى كانت هما أخذه أبوه من خزائر المستنصر وأطمعه فى ديار مصر ، فحشد وسار إلى مصر ،
هذا وأمير الحيوث في بلاد الصعيد ، فوصل الخبر إلى مصر ، وكوتب أمير الجيوش بمسير أتسز
فحضر إليه فو جده مشتغلا في ريف مصر . . وذلله أن اب بلد كوز قال له لا تشتغا بالقاهة
ومصر ولكن إذا ملكت الريف فقد ملكت مصر . فاقام أتسز في ريف مصر جمادى الأولى
وجمادى الآخرة وبعض رجب وأمير الجيوش يجمع العساكر ويدبر الأمور ، وحضر إليه كثير
من أسوان وغيرها وحضر إليه بذر بن حازم بجميع طيء . وخرج من القاهرة فى ثلاثين ألفا(5) ما
بين فارس وراجا فى يوم الخخميس لثلاث عشرة بقيت من رجب وسير المراكب فى الحر
بالميرة ، وكان أتسز في خمسة الاف فلما بلغه خروج أمير الجيوش إليه بمن معه وأنه يريد البلاد
الشامية جمع أصحابه للمشورة فأشار عليه بعضهم بالرجوع فقد وطتت(4) بلادهم ، وقال
خوه وابن بلدكوز لا يغرنك كثرتهم فإنما هم سوقة ، وصيحه واحدة تهزمهم فلا ترجع ع. هذا
الملك العظم :23 و، الذى أشرفت على أخذه . وكان شكل ، أمير طبرية ، قد حما زوجة
المأمون ، أخي أتسر ، معه إلى مصر ولذلك كان يلع على أتسز في دخول البلاد المصرية . فلما
كان يوم الثلاثاء لثمان بقين من رجب كانت الوقعة بين الفريقين فانهزم أتسز وقتل أخوه وجماعة
من أصحابه وفر بمفرده إلى غزة فاقام بالرملة حتى لحقه من بقى من عسكره ، وسار إلى دمشق
فدخلها لعشر بقين من شعبان ، واستولى أمير الحيوش ومن معه على عامة ما كان مع عسكر أتسز .
وفيها خرج على أمير الجيوش بذر ، عرب قيس وسليم وفزارة ، فخرج إليهم وقتلهم وطرد
باقيهم إلى برقة (183) .
وفى عشية اليوم الثالث من رجب سقط من سطح جامع عمرو بن العاص فمات ، أبو الحسن
طاهر بن أحمد بن بابشاذ(5) النحوى(184) . وكان له عل الخزانة بمصر في الشهر ثلاثون دينارا
وغلة على إصلاح ما يخرج من ديوان الانشاء ، وكان لا يخر ج منه شيء إلا بعد أن يقف عليه
ويصلحه، ثم قطع علقه من الخدم السلطانية وتخلى للعبادة حتى مات ، وكان أبوه واعظا بمصر .
سنة سبعين وأر بعمائة
فيها ندب أمير الحيوش عسكرا لدمشق :3 «، وجعا مقذمه نصير الدولة الحيوشي
فحاصرها عدة أيام ثم رجع(195)
وفي شعبان فوض لأمير الجيوش قضاء القضاة ونعت «بكافل قضاة المسلمين «هادى دعاة
المؤمني »(186) .
سنة اثنتين) و سبعين وأربعمائة
فيها سير أمير الجيوش عسكرا كبيرا فحاصر دمشق حتى كاد أن يأخذها ، فسير أتس ،
صاحب دمشق ، إلى تاج الدولة تتش يستحته على نصرته على المصريين وأن يسلم له ملك
دمشق ، فسار إليه فى عسكره فسمع ذلك عسكر أمير الجيوش فرجع إلى مصر . وقدم تاج الدولة
لملك دمشق وقتل أتسز بحيلة فى ربيع الأول وجهز خلف العسكر المصرى عسكرا فى اثره فلم
يدر
وفيها خرج ملك النوبة إلى أسوان لزيارة بعض كنائسها وسير إليه والى قوص وقبضه(5)
1 22 وبعث به إلى مصر فبالغ أمير الجيوش فى إكرامه وإتحافه(3) بالهدايا الجليلة . واتفق أنه أتاه أجله
بمصر فمات بها ولم يسير إلى بلاده .
سنة سبع وسبعين وأربعمائة
فيها خرج الأوحد بن أمير الحيوش بدر على أبيه واجتمع معه جماعة من العسكر والغربان
وتحص بالاسكندرية فسار إليه أبوه ونازلها حتي دخا إليها (0 و] وقبض على ولده وابتنى بها
لجامع المعروف بالعطارير (181) من أموالي أخذها من الإسكندرانيين وفرغ منه فى شهر ربيع
الأول [ سنة تسع وسبعين وأربعمائة](5) (190) ، ولم تزل الخطبة فيه حتى ملك صلاح الدين
يوسف فنقل الخطبة منه إلى جامع بناه
وفى جمادى الأولى استناب امير الجيوش ولده الأفضل وجعله ولي عهده .
سنة ثان وسبعين «أر بعمائة
فيها توفى أبو الفرج محمد بن جعفر المغربى ، وكان قد ولى الوزارة بمصر ، وتقدم ذلك ..
سنة تسع وسبعين وأربعمائة
فيها قدم الحسن بن صباح(5) ، رئيس الاسماعيلية ، إلى مصر فى زى تاجر واجتمع بالمستنصر
وتكفل له بإقامة دعوته فى خراسان وبلاد العجم فوصله بمال (192) ، فقال له الحسن بن
صباح : من الإمام بعدك ؟ فقال : ولدى نزار . فتركه وسار بعد أن أقام عنده مدة(194)
وحصل من اين صباح كلام ، فاعتقله المستنصر ثم أطلقه وأنعم عليه . وسأل المستنصر عن
مسائل على مذهب الاسماعيلية فأجابه عنها بخطه . فلما سار من عند المستنصر دخل إلى بلاد
العجم ، وكانت دعوة الاسماعيلية ببلاد ديلمان(5) والجيل فيها من قديم ، فأقام بينهم يبت(
الدعوة حتي 46، 5) شاعت وعتت ، فأخذ بجميع الأسلحة والغدد سرا وأو عد أصحابه عل
الاجتماع فى شعيان سنة ثلاث وثمانمن فى ليلة فيها (195) ، وكان السلطان حينئذ ملك شاه بن ألب
أرسلان ، فأخذ قلعة ألموت ، وكانت لملوك الديلم قبل الإسلام وهي من الحصانة بمحيث
لا ثراء . فاجتمع الباطنية بأصبهال وضواحيها مع رئيس دعاتهم احمد بن عبد الملك بن
عطاش . . ، ، فاستولوا على قلعتين عظيمتين إحداهما قلعة الدر ، وكانت لاني القاسم دلف
العجل. « كان قد بناها عندما خربت وسعاها شاه ذر ، والأخرى قلعة خان5) وهما عل جبل
أصبهان . وأخذ الحسن بن صباح(1) يبت(5) الرسل والدعاة من ألموت (197) وألقى على العلماء
مسائل منها : لما كانت الأيام سبعة ، والبروج اثن عشر ? ، وادعى أنه استأثر من إمامه
بغوامض علوم . وفشا فى الملوك والرؤساء اغتياله إياهم ، وقثله لهم . واستدعى الإمام أبا حامد
الغزرال(5) إلى نيسابور فاستقر بالمدرسة(198) وأخذ في مناظرة أصحاب ابن صباح(3) وألف كتابه «
العستظهرى »(199) وأجاب عن مسائلهم . وجد ملك شاه فى [أخذ]) قلعتهم فلم يصيل إليها .
سنة ثمانين وأر بعمائة
في العش الأوسطك) (5و) من شه ال توفى أبو الفضل عبد الله بن الحسين بن بشرى المعروف
بابن الجوهرى الواعظ المصرى ، أحد أكابر شيوخ مصر ، وكان يعظ بجامع عمرو ، وحدث عن
جماعة م المصريين وله كلاع كثير في الوغظ والزهد . وبيت بني الجوهرى بيت دين وعلم
ووعظ . ولما كان الغلاء اجتمع إليه ذات يوم الناس وسألوه الحضور بجامع عمرو للذك ،
فقال : من يحضر عندى ومن معي : ، فقيل له : لابد من ذلك ففعل ، وتصدى للوعظ على
عادته . و كان من قوله أبشروا هذه سنة ثلاث وأشار بيده وهى منغلقة كلها وستدخل سنة أربع
ويفتح الله ورفع بنصره ، وبعدها سنة خمس ويفتح الله ورفع خنصره ، فكان كما قال
وانشد مرة في مجلس وعظه :
ما يصنع الليل والنهار ويستر الثوب والجدار
عى كام بنه كراه تحتروالة) في القضاات) وحارهاات
ومن كلامه « قد اختل أمر الدين والدنيا ، وضاق
معينا عليها ، ومن طلب الدنيا وجد فاجرا سبقه إليها
انشد المستنص :
عاكر الشك قد جاعت ممنعرة(5) وللملوك اتياد(4) ف تأثيا
بالباب قوم ذوو ضعف ومسكنة يستصغرون لك الدنيا وما4 فيها
سنة اثنتين وثانين وأربعمائة
فيها ندب أمير الجيوش عسكرا وسيه إلى بلاد الشام ففتح ثغرى(1) صور وصيدا(1) ثم فتح جبيل
266:٠ وعكا وكان تاج الدولة ثتش قد ملكها وقبض ناصولا الدولة الحيوشي (0 مقدم عسكر أمير
الحيوشر ، على جماعة من أصحاب تتش وأخذ مر ذخائه جملة.
سنة ثلاث وثانين وأربعمائة
فيها توفى الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبال(1) المصرى (2٠1) الامام
صاح « التاريخ » (6) ، وحدث عن جماعة ودفن بالقرافة فى سادس ذى القعدة ، ومولده سنة
إحدى وتسعين وثلاغائة .
سنة نعس وثمانين وأربعمائة
فيها بنى أمير الجيوش بذر الجمالى باب زويلة الكبير ، وهو باق الى الآن ، وعلى أبراجه وم
يعما له باشورة ، كما ه عادة أبواب الحصون أن يكون فيه عطفة حت لا تهجم عليه العساك
فى وقت الحصار ويتعذر سوق الخيل ودخولها جملة ، بل عمل في بابه زلأقة من حجارة صوان
حتى إذا هجم العساكر لا تثبت (6 و قوائم الخيل على الصوان . وبقيت الزلاقة إلى أيام الكامل
محمد بن العادل فزلق فرسه عليها فأمر بنقضيها(3
سنة ست وثانين وأربعمائة
فيها جرد أمير الحيوش عسكرا إلى ثغر صور ، عندما خرج نائب الثغر(24) عن الطاعة فسار
العسكر وحاصر صور فلم يقاتل أهل البلد العسكر خوفا من امير الجيوش ، وهجم العسكر البلد
ونهب أهله وحمل جماعة إلى مصر فقتلهم أمير الجيوش وفرض على أهل صور ستين ألف دينار ،
وكان ذلك فى رابع عشر جمادى الاخرةد
وفيها قتل المجيد أبو على الحسن بن عبد الصمد بن ألي الشخباء(5) العسقلان (2٠6) صاحب
«الرسائل والشعر » وكان بديوان الانشاء وله رسائل وهو مشهور . ويقال أن القاضى الفاضل
كان جل اعتاده على رسائله ، ومن شعره :
اصبحت تخرجني بغير جيمة من دار إكراع لدار هوان
كذع الفصاد يراق أرذل موضع أدا ، ويخرج من أعر مكان
ثقلت موازين العباد بفضلهم وفضيلتى ميزانى
سنة سبع وثانين وأر بعمائة
في شهر ربيع ( الاخر) ، وقيل جمادى الأول (207) :26 د) ، توفى أمير الجيوش بدر
الجمال (208) . وكان يحكم بمصر تحكم الملوك ولم يبق للمستنصر معه أمر وسلم إليه الأمور
فضبطها أحسن ضبط . وكان شديد الهيبة مخوف السطوة كبير البطش ، قتل فى سلطنته من
الخلق مالا يمكن حصيه ، وقتل من أكابر المصريين وقوادهم وكتابهم ووزرائهم خلقا كثيرا . وعلى
يده صلحت الديار المصرية بعد فسادها وعمرت بعد خرابها . ومات وقد ناهز الثمانين سنة
وكان أرعنى الجنس ملوكا لجمال الدولة ب. ععار(ة) فعرف بدر الجمالى ، وتولي إمرة دمشق والبلاد
الشامية(29) ، وما زال يأخذ نفسه بالجد في زمن شبيبته(2) ويوط، نفسه على قوة العرم فيما يرومه ،
وتنقل فى الت العلية حتى انتهى إلى غايتها . وفي أيام إماته بدمشق جرت الفتنة فاحتق قصر
لامارة وجامع بنى أمية . ولعادخا مصر بعد الشدة كان اخ عك المستنصر وابتداع5) سعادته
فإنه قتل طوائف المفسدين والأجناد وأطلق الخراج للمزارعين ثلاث سنين حتى ترفعت أحوال
الفلاحين واستغنوا في أيامه ، وأخضر جماعة من التجار إلى مصر . وكانت أيامه بمصر إحدى
وعشرين سنة
قال(11) علقمة ي. عبد (7» و4 الرزاق العليمي : قصدت بدرا الجمالى فرأيت أشراف الناس
كبراعهم وشعراءهم ، على بابه قد طال مقامهم فلم يصلوا إليه ، فبينما أنا كذلك إذ خرج بدر
يريد الصيد فخرجت فى إثره وأقمت معه حتى رجع من صيده ، فلما قاربنى وقفت على تل من
الرمل وأومأت(5) برقعة في يدى وأنشدت :
نحة التجار وهذه أعلاقنا در وجود يمينك المبتاع
قلت ففته(ا) بسعك إنما (4 هي جوهر تختاره .
كسدت علينا بالشآم ، وكلنا قل النفاق تعطا الصناج
فأتااك يضملها(4) إليك تجايها ومطئها الآمال والأطماء
حتى أناخوها ببابك ، والرجا من دونك السمسارانا والبر
فوهبت مالم يغطه فى دهه هم ولا كغب ولا القغقاع
وسبقت هذا الناس في طلب العلا والناس بعدك كلهم أتباع
يا بدر أقسم لو بك اغتصم الورى ولجوا إليك جميغهم ما ضاعوا
قال : وكان بيد بدر باز فدفعه لأحد ماليكه ، وجعل يستردها ، وهي الأبيات ، وأنا معه إلى أن
استقر في مجلسه ، فلما اطمأن قال للجماعة (2527 الحاضرين : من أحبنى فليخلع (5) عليه أو
يهبه شيئا(5) . فخرجت من عنده ومعى سبعون بغلا تحمل أنعامه ، وأمر لى بعشرة الاف
د5. .
ومرض في أول هذه السنة وأسكت فلم يقدر عل الكلام ، فلما توفى ركب بعض الأمراء من
غلمانه إلى المستنصر لولاية الوزارة فتوقف عليه وذلك أن ناصر(5) الدولة أفتكين وأمير الدولة لاوون
كانا أكبر أمراء الدولة ، ونصر الدولة أكبر منزلة من لاوون ، فاتفق أن لاوون رشا جماعة م. الأمراء
ليوافقوه على أنه يلى الوزارة ، فبلغ ذلك نصر الدولة فاجتمع بالأمراء كل واحد على حدة وغلطه فيما
أراد وقبح أن يكون أحد خشداشيته(5) يحكم فيه مع وجود اولاد سيدهم وعرفهم فعل لاوون ، ومازال
جهم حتى رجعوا عن ولاية لاوون . فلما مات أمير الحيوش استدعى أمير الدولة لاوون وأخلع عليه
خلع الوزارة وجلس فى الشباك عند الخليفة ، وإذا بالأمراء شاكين فى السلاح قد وففوا بصحن
القصر فعظم ذلك عند المستنصر وخواصه ووقعت المخاطبة فى ذلك فأنى العسكر أن يولوا لاوون
بعد خب كبير . فقال المستنصر إذا أقمنا قصية امتثا أمرنا ، فقالوا إذا أقمت هذه القصنبة
قطعناها 86 و بهذه السيوف ، وجردوا أسافهم . فأمر بإحضار الأفضا ورتبه مكان أيه(212) .
وفى ليلة الخميس الثامن عشر من ذي الحجة توفى الخليفة المستنصر بالله أبو تمم معد بن
الظاهر لإعزاز دين الله أني الحسن على بن الحآك أني على منصور . وحصل عند وفاته رعد وبق
ومطر . وكان بين موت أمير الجيوش والمستنصر ثمانية(5) شهور . ومولذه يوم الأحد سادس عشر
جمادى الآخرة سنة عشرين وأربعمائة وولي الخلافة يوم الأحد النصف من شعبان سنة سبع
وعشرين وأربعمائة ، وكانت خلافته ستين سنة وأربعة أشهر وثلاثة أيام . وفى بعض التواريخ أن
المستنصر العبيدى كانت ولايته ستا(9) وستين سنة وشهورا وأياما(ا) ومرت به أهوال عظيمة وشدائد
أل أمره فيها أنه جلس على نخ . وكان يلي حاله أولا وزير أبيه الحرجراني فلم يزل الأمر على سداد إلى أن
توف ، فحكمت أمه في الدولة إلى سنة اثنتين وستين فاختلطت(5) الأمور وعظمت الأهوال من
الغلاء والفتن والجلاء والنهب (3(2)
ووزر له أربعة وعشرون(5) وزيرا هم : أبو القاسم الججراني وتوفى فيى سنة ست وثلاثر . أبو
منصور صدقة بن يوسف الفلاحي إلى أن قتل في سنة تسء وثلاثين . :8 ه) ثم أبو البركات
الحسين بن عماد الدولة محمد الججراني ، ابن أخى الوزير الى القاسم دفعتين إلى ان صرف فى
شوال سنة أربعين . ثم أبو الفضل صاعد بن مسعود فى سنة إحدى وأربعين ، ثم صرف فى محرم
[سنة ]اثنتين(2) وأربعين . فاستوزرا أبا محمد الحسن بن على اليازورى مضافا لقضاء القضاة والتقدمة
على الدعاة ولم يجمع ذلك لأحد قبله إلى أن قبض عليه فى محرم سنة خمسين وسير إلى تنيس فقتل
بها . واستوزر بعده أبا الفرج عبد الله بن محمد البابل ، وصرف بعد شهرين وأربعة عشر يوما
فاستوزر أبا الفرج محمد بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين المعروف بابن المغربى فأقام فى الوزارة
إلى أن صرف فى سنة اثنتين(5) وخمسين(214) . وأعيد البابلى فأقام أربعة أشهر وصرف . وتولى عبد الله
ابن يحيى بن المدير في صفر سنة ثلاث(47) وخمسين ثم صرف بعد شهرين . وتولى عبد الكريم بن
عبد الحاك ب. سعيد الفارق(1) في رمضان سنة ثلاث وخمسين إلى أن توفى فى محرم [سنة إنا أربع
وخمسين . وتولى [ بعده ]إلا أخوه أبو على أحمد فأقام سبعة عشر يوما وصرف . وأعيد البابلى كرة
ثالثة فى شهر ربيع الأول فأقام خمسة أشهر واستعفي . فهزر ر29 وم أبو عبد الله الحسين بن سديد
الدولة الماشل(5) فأقام مدة وصرف . واستوزر أبا أحمد بن عبد الكريم بن عبد الحاكم منقلا4) من
القضاء إلى الدزارة ثم يعود إلى القضاء . ثم أعيد إلى الوزارة ابن المدبر إلى أن توفى فى سنة خمس
وخمسين وأربعمائة فى جمادى الأولى . ثم أعيد أبو أحمد هو حلال الملك المتقدم نسب لجده
عبد الحاك في ذى الححة سنة خمس وخمسين وصرف بعد خمسة وأربعين يوما . وتولى أبو غالب
عبد الظاهر بن الفضل بن العجمي ، غير مرة وكان حذه من دعاة الفاطميين فدفعه فى جمادى
الأولى سنة خمس وخمسين وصرف بعد ثلاثة أشهر ودفعه فى ربيع الاخر سنة ست وخمسين وصرف
بعد ثلاثة وأربعبن يوما ، ثم ثالثة في أيام الفتنة ولقيه تاج الملوك شادى() فقتله عند الشطة بالقاهرة فى
سنة خمس وستين . وولى الوزارة الحسن بن ثقة الدولة بن ألى كدينة وجمع له القضاء إلى الوزارة
سبع مات . ووصل أمير الحيوش بدر الجمالى واسم الوزارة واقع عليه فشيعه إلى دمياط وامر
بضرب(5) عنقه فكان السيف كليلا فضرب عنقه ضربات بعدة ولايته الحكم والوزارة . ثم ولي الوزارة
أبو المكارع [بن] أسعد وتنقلت به الأحوال(4) :8 د4 حتي قتله أمير الجيوش . ثم وزر بعده ابو على
الحسن بن أبى سعد إبراهم بن سهل التسترى عشرة أيام ثم استعفى وكان يهوديا فأسلم . ثم استوزر
أبو(4) القاسم هبة الله بن محمد الرعياني(47) كل منهما عشرة أيام . ثم استوزر الامير (4) أبو الحسن بن
الأنبارى أياما وصرف . فتولع أبو عبد الله الحسين بر سديد الدولة الماشا (5) أياما وهذه وزارته
الثانية ثم صرف . فتول أبو شجاع محمد بن الاشف بن فخر الملك وصرف فسار إلى الشام فلقيه
أمير الجيوش بالطريق فقتله ، وأبو طالب جده كان وزيرا لبهاء الدولة بن عضد الدولة سلطان العراق
وولى بعده أبو الحسن طاهر بن وزير الطرابلسى من طرابلس الشام ثم صرف وكان أحد الكتاب
بديوان الانشاء . وولى بعده أبو عبد الله محمد بن ألي حامد التنيسى يوما واحدا ، ثم قتل وكان له
مال كثير . فول أبو سعد منصور بن ألي اليم سورس بن مكرواه بن زنبور فكان نصرانيا
فأسلم ، والنصارى تنك إسلامه . ثم بعده أبو العلاء 9) عبد الغنى بن نصر بن سعيد الضيف
وصرف وبقى أياما فقدم أمير الجيوش بدر فقتله . ثم قدم أمير الجيوش بدر الجمالى من عكا فصار
وزير السيف «القلم : .2 و4 ووا القضاء فزيد فى القابه « كافا قضاة المسلمين وهادى دعاة
المؤمنين » . ثم ولى بعده انه الأفضا
وأما قضاته ، فقد تقدم ذكر من جمع له القضاء إلى المزارة . وأما م انفد بالقضاء فعبد(5)
الحاكم بن سعيد الفارق(4) في أول خلافته . ثم تقلد القضاء القاسم بن عبد العزيز بن النعمان . ثم
أبو يعلا ويقال أبو الحسن أحمد بن حمزة بن أحمد العق إلى أن مات(215) . فولى أبو الفضل
القضاعي . ثم جلال الدولة أبو القاسم على بن أحمد بن عمار ثم صرف . وولى أبو الفضل بن
نباتة . ثم أبو الفضل بن عتيق . ثم أبو الحسن على بن يوسف بن [رافع] الكخال(216) ، ثم فخر
الأحكام أبو الفضل محمد بن عبد الحاك(27) .
وبلغ الغلاء فى زمنه أن امرأة كان لها حال ، فاعت ما يساوى ألف دينار بثلاثمائة دينار واشتت
به حنطة فنهب منا في الطريق فنهبت مع من نهب ، فكان الذى نابها من النهب قدر ما جاء(3)
وغيفا(218) .
ووقف بعضر المياسير مرة على باب القصر ونادى واستصرخ إلى أن حضر للمستنصر ، فقال
له : يا مولانا هذه سبعونك) قمحة «قفت بسبعين دينارا(5) كل قمحة بدينار في أيامك ، وهو أنى
اشتريت قمحا(4) بسبعين دينارا (3 د) فنهب مني ، فنهبت في حملة من نهب ، فوقع في يدي هذا
فإذا هي كل قمحة بدينار . فقال المستنصر : الان فرج الله عن الناس فإن أيامى حكم لها أن يباع
فيها القمحة بدينارا
ولم يكن هذا الغلاء عن قصور مد النيل وإنما كان من اختلاف الكلمة ومحاربة الأحناد مع
بعضهم بعضا ، وكانت طوائف عدة ، فتغلبت لواته والمغاربة عل الوجه البحرى ، وتغلب
السودان على الصعيد ، والملحية(5) والأتراك بمصر والقاهرة
ولما قتل اليازورى ابتدأ الفساد واختلت الأحوال م سنة خمسين واربعمائة فلم تزل الأمور
في الاضطراب إلى سنة سبع وخمسين فابتدات الشدة إلى سنة ست وستين ، وكان أشذها سبع
سنين متوالية من سنة سبع وخمسين إلى أربع وستين شبهة بسنيي يوسف ، عليه السلام ، حت
ألى أمير الجيوش بدر من الشام فرأى مصر قد تغيرت معالنها وخلت م. أهلما ، . كانت هذه
السبع سنن يمد فيها النيل ويطلع وينزل فلا تحد من يزرع أراض مصر م: اختلاف العسكر
وانقطاع الطرقات فى البروالبح إلا بالخفارة(4) الثقيلة . وعظم الأمر حتى أبيع الرغيف الخنيز فى
قاق 200. ، القناديل كما تباع الطرف بأربعة عشر دينارا وقيل أربعة عشر درهما ، وأبيع الأردب
القمح بمائت دينار ، وتزايد حتي أكل الناس الكلاب والميتات ، وتزايد [الحال ] حتى
أكل الناس بعضهم بعضا . وكانت طوائف من السوادن تجلس بأعلى دورها ومعها خطاطيف
حديد فى سلب فاذا مر أحد من الناس ألقوها عليه ونشلوه إليهم ثم يأكلو
ولما ولد المستنصر كان الطالع ثلاث درج من السرطان ، والشمس فيه على خمس عشرة4)
درجة ، والمشترى فيه على ست(6) درج ، وعطارد فيه اثنتى عشرة(1) درجة ، والقمر بالدلو
على ثلاث عشرة(5) درجة ، والرأس على خمس عشرة(4) من السنبلة ، والمريخ في الثور على إحدى
عشرة(3) درجة ، وزحل فيه على تسع عشرة () درجة ، والزهرة في الجوزاء على ثلاث عشرة(5)
درجة . ولما ولى الخلافة كان الطالع سنبلة إحدى وسبعين درجة ، وزحل بالأسد على اثنتى
عشرة(5) درجة ، والمشترى فى الدلو على ثلاث درج ، والمريخ فى الدلو على اثنتى عشرة(4) درجة ،
والشمس بالجوزاء على ثلاث (4) وعشرين درجة » والزهرة السرطان على ثلاث درج
وعطارد بالجوزاء على ست عشرة الا درجة ، والقمر بالحدى على و21 ط ، ثلاث عشرة (4) درجة ،
والرأس فى الثور على عشر درج » والذنب بالعقرب على عشر درج
وكان نقش خاتمه «بنصر السميع العليم ينتصر الإمام أبو تميم »
[ السعل 4ر ]
ولما توفى بادر الأفضا بن أمير الجيوش (263) إلى القصر وأحلس ابن المستنصر أبا القاسم أحمد
ولقبه بالمستعلى [بالله](5) . وسير إلى نزار وعبد الله وإسماعيل ، أولاد المستنصر ، وأعلمهم الخبر ،
فجاعوا إليه فاذا أخوهم الصغير جالس على سرير الخلافة فامتعضوا لذلك . فقال لهم الأفضل
تقدموا قلوا الأرضر لله تعالى ولمولانا المستعلى وبايعوه ، فهو الذى نصر عليه الامام المستنصر قبل
« فاته بالخلافة م بعده ، فامتنعوا من ذلك وقال كا منهم إن والده واعده بالحنلافة . فقال نزار ولو
قطعت ما بايعت من هو أصغر سنا منى وخط والدى عندى بأنى ولى عهده وأنا أحضره ، وخرج
مسعا ليعضر الخط فمضى لا يدرى به أحد وتوجه إلى الإسكندرية ، فسير الأفضا خلفه م.
يحضه فلم يعلم أحد أين توجه ولا كيف سلك(5) فانعج الأفضا لذلك انعاجا عظيما5)(20)
وقيل أن المستنصر أجلس بعده ابنه أنا منصور نزارا أكبر أولاده وجعل إليه ولآية العيد . فلما كان
قبا أن مات أراد أخذ البيعة له فتقاعد(2) الأفضل ودافع حتى مات لكراهته في نزار ، وذلك
أن نزارا خرج ذات يوم فاذا الأفضل راكب وقد دخل من أحد أبواب القصر فصاح به نزار يا أرمنى
الجنس ، فحقدها عليه وصار كا منهما كره الاخر . فاجتمع الأفضل بالأمراء5) والخواص
وخوفهم من نزار وأشار [ عليهم ](ا) بولاية أخيه الصغير ألي القاسم أحمد فضوا بذلك ، ما خلا
محمود بن مصال اللكي(4) فإن نارا وعده بالوزارة والتقدمة على الجيوش مكان الأفضل . فلما علم
ابن مصال الحال أعلم نيارا بما تقدر(225) .
وبادر الأفضا بإخراج ألى القاسم أحمد ، وبايعه بالخلافة ونعته بالمستعلى بالله ، وذلك بكرة
يوم الخميس لاثنتى . عشرة ليلة بقيت م ذى الححة ، وأجلسه على سير الخلافة . وجلس
الأفضا على دكة الوزارة ، وحضر قاضى القضاة المؤيد بنصر الإمام(7) على بن رافع بن
الكحال(226) ، والشهود معه ، فأخذ(4) البيعة على مقدمي الدولة ورؤسائها وأعيانها ، ثم مضى إلى
إسماعيل وعبد الله ، وهما ف المسجد بالقصر والموكلون عليهما ، فقال لهما : إن البيعة تعت لمولانا
المستعلى بالله ، وهو يقرئكما السلام ويقول :526، لكما تبايعان أم لا ؟ فقالا : السمع والطاعة ، إن
الله اختاره علينا ، وقاما وبايعاه . فكتب بذلك سجل قرأه على رؤس الأمراء الشريف سناء الملك
محمد بن محمد الحسيني الكاتب بديوان الانشاء("
وبادر نزار وأخوه عبد الله وابن مصال اللكي(1) إلى الإسكندرية ، وكان المولي(2) بها ناصر
الدولة(5) أفتكين التركي(228) ، أحد ممالك أمير الحيوش بدر ، وعرفوه الحال ووعدوه بالدزارة ، فبايعه
هو وأهل الإسكندرية ولقب « بالمصطفى لدين الله »
ومما رثي(5) به المستنصر قول حظى الدولة أبي المناقب عبد الباق بن على التتنوخى (23٠) الشاعر :
وليس ردى المستنصر اليوم كالردي ولا قدره(ن) أمر يقاس به أمر
لقد هاب ملك الموت إتيانه ، ضحو ففاجأه ليلا ،ما طلع(5) الفجر
فأجرى عليه حين مات دموعنا سماء فقال الناس ا لا2 بل هو القطر
وقد يكت الخنساء صخرا وإنه لينكيه(4) من فؤط العصاب به الصخر
وقلدها المستعلى الطهر حسما عليه قديما نص والده العطر
فيها توفى أبو عبد الله حسين (1) بن [على بن ] محمد الماشلي الا الوزير ، وكانت ولايته الوزارة
كما مر فى سنة أر بع وخمسين واربعمائة ، ولما صرف عن د0 و) الوزارة سار إلى صور وأقام سما
عدة سنين ثم عاد إلى مصر وخدع مشارفا(4) (226) تغر الاسكندرية ثم صرف عنها (222) . وكان من
أمائل الكتاب وصدورهم وله من المصنفات المستحسنة والرسائل ؛ وشعر منه :
توصل إلى رد كثد العدا (1) توصل ذى الحيلة الحازع
وصانع ببعض الذى حزته تعش عيشة الآمن الغانم
ودغ ما قنت به فى القديم واعمل لذا الزمن القادع
لعلك تسلم هما تخاف ولست ، إخالك بالسالم
سنة ثمان وثمانين وأربعمائة
فى آخر محرم خرج الأفضل بعساكر إلى الاسكندرية لقتال نزار وأفتكين [وابن مصال](5) ،
و كانت بينهم حرب شديدة بظاهر الاسكندرية انكسر فيها الافضل ورجع بمن معه إلى القاهرة
منيزما ، ا فنه نزار )ك) بمن معه من العرب أكثر البلاد بالوجه البحرى .
وأخذ الافضل فى التجهيز إلى قتال نزار ودس إلى جماعة ممن معه م. العربان «استمالهم عنه ثم
خرج إلى قتاله ثانيا فكانت بينهما وقعة بظاهر الإسكندرية انهزم فيها نزار بمن معه إلى داخل البلد ،
فحاص هم الأفضا حصارا شديدا فلما كان فى ذى القعدة وقد اشتد الحصار جمعاب . مصال
ماله وفر [ في البحر ا5 إلى جهة المغرب ، وذلك أنه رأى في النهم كأنه قد رك ذ ساها
وسار والأفضا يمشي في ركابه ، فقال له المعبر الماشي على الأرض أملك لها ، فكان ذلك سببا
لفراره (225) .
ولما فر ابن مصال ضعفت قوى نزار وأفتكين وخافا وطلبا من الأفضل الأمان فأمنهما . ودخا
البلد وقبض على نزار وعلى أفتكين وبعث بهما إلى مصر فكان أخر الع
الخميس العاشر من شهر ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وأربعمائة . والاسماعيلية ترى إمامته لأن ابن
صباح لما حضر إلى المستنصر قال له من الخليفة بعدك ؟ فقال ولدى نزار . وقيل أن الافضل بنى
لنزار حائطين وجعله بينهما إلى أن مات فظهر له « لد في خلافة الحافظ . وأما أفتكين فإنه قتله بعد
ذلاء ، ولم يزل يؤثر ابن مصال حتى حضر إلى القاهرة ولزم داره حتى رضى عنه فاكرمه . ولم
استولى الأفضل على الإسكندرية قبض على نزار وتتبع من مال معه من وجوه الثغر ، وقبض على
قاضيها ألى عبد الله محمد بن عمار واعتقله مدة ثم قتله وكان حسنة الدهر ونادرة العص ، ثم ولي
الأفضل عوضا عنه أبا الحس بن حديد ، وبالغ في إكرامه وإكرام أهل بيته
وفيها أخرج فى شهر ربيع الأول من دار الخلافة ببغداد مخضر وسجل قرئا(5) على جميع
أرباب الدولة ضعنهما القذح فى نسب الخلفاء المصريين إلى على بن أنى طالب والتشنيع عليهم
وإخراجهم من الملة الإسلامية . وسبب ذلك أن حامد التاجر الأصفهانى تكلم فى بغداد أن نسب
خلفاء المصريين صحيح ، فقبض عليه واعتقل حتى مات وكتب السجل والمضر وقرئا (3) .
سنة تسع() وثانين وأربعمائة
فيها خرج خلف بن ملاعب من مصر واليأ على فامية فتسلمها ، وذلك أن أهلها قدموا إلى
مصر ، وكانت مذاهبفهم إسماعيلية ، وسألوا واليا يكون عليهم . فوقع الاختيار على ابن
ملاعب ، وكان بحمص فأفسد فيها إفسادا كثيرا ، فسير إليه السلطان ملك شاه من قبض عله
وحمله إلى أصفهان ، فلم يزل معتقلا بها حتى مات ملك شاه فأطلق ، وقدم إلى مصر وبقى بها
إلى هذه السنة(238) .
سنة تسعين وأر بعمائة
فيها كان بمصر غلاء وجوع
وف [ سادس عشر ](5) صفر قدم على الأفضل الرسل من عند فخر الملك(5) رضوان بن
تتش صاحب حلب وأنطاكية وهو يبذل له الطاعة فى إقامة خطبة المستعلى بالشام ، فأجيب
بالشكر والثناء فخطب للمستعا فى يوم الجمعة سابع عشر رمضان . وكان الحاما
لرضوان على ذلك أنه أراد أن يستعين بعساكر المصريين على أخذ دمشق من أخيه دقاق ، فاتفق
أن الأمير سكمان بن أرتق أنكر على رضوان ذلك فقطع خطبة المستعل وأعاد الخطبة للعباسي .
فكانت مدة الخنطبة للمستعلى أربع جمع .
وفي شهر ربيع الأول ندب أمير الجيوش الأفضل عسكرا له غدة وافرة إلى ثغر صور ، فمضي
إليها وحاص ها حصارا عنيفا(5) حت أخذها بالسيف ، ودخلها العسكر فقتل منها خلقا كثرا
وقبض على نائبها240) وحمل إلى الأفضل فقتله ، وسبب ذلك أنه كان نائبا عن الأفضل فعصى
ح 1 0(241) .
وفيها كان ابتداء خروج الإفرنج من بلاد قسطنطينية إلى بلاد المسلمين . وكان أول ما بدؤا
به أنطاكية فملك ها ، ثم ملكوا البلاد الساحلية كلها (242) .
وفى يوم عاشوراء5) تجسع العامة عند مشهد السيدة نفيسة وأعلنوا بسب الصحابة وهدموا
قبور الصالحين الت هناك . فسير الأفضل إليهم وردهم عن ذلك . وأدب والى القاهرة ،
وهو ذخيرة الملك بن علوان ، جماعة (242) . وذخيرة الملك هذا هو صاحب المسجد (25 و بسوق
الخيل تحت قلعة الجبل(244) .
وفى محرم حرر الافضل عيار الدينار وزاد فيه .
سنة إحدى(5) وتسعين وأربعمائة
في شعان خرج الأفضل بعساك جية وسار إلى بيت المقدس ، وكان به الأمير سكمان
وايلغازى ابنا أرثق فى جماعة من أقاربهما ورجالهما وعساكر كثيرة من الأتراك » فراسلهما
الأفضل يلتمس منهما تسلع بيت المقدس إليه بغير حرب ، فلم يجيباه لذلك ، فقاتل البلد ونصب
عليها المجانيق وهدم منها حانبا ، فلم يجدا بدا من الإذعان إليه فسلماه(5) إليه وخلع(ك) عليهما
وأطلقهما ، وعاد في عساكره وقد ملك بيت المقدس . . فدخل عسقلان ، وكان بها مكان دارس
فيه رأس الحسين بن على بن ألي طالب ، فأخرجه وعطره وحمله(5) في سفط إلى أجا دار بها وعمر
المشهد -) ، فلما تكاما حمل الأفضا الرأس عل صدره وسعى به ماشيا إلى أن أحله في مقره .
وقيا أن المشقد [ بعسقلآن ](5) بناه أمير الحيدث بدر الجمالى وكعله ابنه شاهنشاه الافضا (246) .
وكان حمل الرأس إلى القاهرة ووصوله إليها يوم الأحد ثامن جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين
وخمسمائة
(5 ظ سنة اثسين(3) وتسعين وأربعمائة
في رجب حاصر الفرنج البيت المقدس ، وكانوا قد ملكوا الرملة قبل ذلك في ربيع الآخر . فخرج
إليهم الأفضل بعساكره ، فلما بلغ الفرنج خوجه جدوا في حصاره حتى ملكوه يوم الجمعة الثانى
والعشرين من شعبان ، وهدموا المشاهد وقبر الخليل ، عليه السلام ، وقتلوا [أهل ](5) البلد جميعهم
إلا اليسير ، وانحازت طائفة إلى محراب داود ، عليه السلام ، فسلموا المححراب فى الثالث والعشرين
بالأمان وأحرقوا المصاحف ، وأخذوا من الصخرة من قناديل الذهب والفضة والآلات مالا
ينصير.
ووصل الأفضل عسقلان في الرابع عشر من شهر رمضان ، وبعث رسلا إلى الفرنج يوبخهم
على ما فعلوه ، فأعادوا الجواب مع رسله ، فلم يصل إليه الرسول إلا وهم فى كثرة فهجموا على
الأفضل وقتلوا م عساكره فائهزم بمن خف3 معه إلى داخل عسقلان . وحصل بأيدى الفرت
من الغنائم مالا يوصف كثرة(5) وتعلق خلق كثير بشجر الجميز هناك ، فأحرقوا أكثر الشجر .
رنزل الفرنج على عسقلان وحاصروها فاتفق وقوع الخلف بينهم ، فارتحلوا عنها ، وسار
الأفضل في البحر إلى القاهرة(248) .
وفيها توفى أبو الحسن [ على بن الحسن ] بن الحسين بن محمد الموصل الشافعي المعروف
بالخلعي 10 ، المحدث المشهور ، فى يوم السبت ثامن عشر ذي الحجة . وإليه نسب مسجد
الخلعى بالقرافة ، وبه دفن . وكان محدثا مقرئا سمع على جماعة كثيرة ، وجمع له الحافظ
أبو نصر أحمد بن الحسن الشيرازى (250) عشرين جزءا ، سماها « الخلعيات» (251) . وكانت
ولادته5) في محرم سنة خمس واربعمائة بمصر ، وقبره أحذ المزارات بفرب النقعة من القرافة ،
وولى جده قضاء فامية .
سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة
فيها قدم إلى مصر خلق كثير من البلاد الشامية فرارا من الفرنج والغلاء .
عم حتميع البلاد الوباء ، ومات بمصر خلق كثير .
وفيها مات قاضي القضاة أبو الطاهر محمد(252) بن رجااة) ، وتولي مكانه أبو الفرج محمد بن
جوهر بن ذكا(ا) النابلسى
سنة أربع وتسعين وأربعمائة
في شعبان أخرج الأفضل عسكرا كثيفا للقاء الف ثج ، فوصل إلى عستقلان في أول رمضان ،
فأقام فيها إلى ذي الحجة ، فنهض إليه من الفرثج ألف فارس وعشة الاف راجا ، فكانت بينهما
حروث(5) كثية كسيرت 0 ف فيها ميمنة المسلمين وميستهم ، وثبت سعد الدولة القواسي (ك) مقدم
العسكر فى القلب ، وقاتل حتى قتل ، وتراجعت عساكر المسلمين فهزموا الفرنج إلى يافا وقتلوا
منهم وأسوا كثيرا(254) .
سنة خحس(5) وتسعين وأربعمائة
في ليلة السابع عشر من صفر توفى أبو القاسم أحمد المستعلى بالله الخليفة ومولده لعشر بقين
من محرم سنة ثمان وستين(255) وأربعمائة ، ومدة خلافته سبع سنمن وشهران(256) ، ونقش خاته
الإمام المستعلى بالله» (257
وفي أيامه خجت الفرنج على بلاد الساحل والشام فملكوه(258) .
ولم يك له سية ثذكر فإن مدير أموره الأفضل
ترك من الولد ثلاثة هم أبو على ونعت بالآمر ، وجعفر وعبد الصمد(259) .
وقضاته أبو الحسن بن الكخال . ثم أعاد محمد بن عبد الحاكم المليجى . ثم أبو الطاهر ، محمد
ابن رجا . ثم أبو الفرج محمد بن جوهر بن ذكا() النابلسى ، ثم صرف بعد وفاة المستعلى فى ربيع
الأول منها . وذلك أن إبراهم بن حمزة الشاهد كان يعاديه ، فبلغ الأفضل أنه أحدث فى مجلس
الحكم فصرفه(260) . وتولي بعده حسين بن يوسف بن أحمد الرصاف(261) وصرف . فولى بعده و »
أبو النجم بن بذر الخواف(262) . شم أبو الفضل نعمة بن بشيرك) النابلسي المعروف بالجليس . .
ويقال أن المستعلى قتا سرا(5) ، وقيا أنه سم فمات
وكان المستنصر عقد لست الملك ابنة بذر الجمالى على ابنه المستعلى فاتفق موت المستنصر وبدر
فى سنة واحدة . وكان بدر قد أكثر من شراء الجوهر الثمين فلما مات تفرقه أولاده نهبا(4)
[الأماحظع اشر]
ولما مات(5) المستعلى أحضر الأفضل أبا على ، وبايعه الخلافة ، ونصبه مكان أبيه ، ونعته
بالآمر بأحكام الله ، وعمره خمس سنمن وشهر وأيام . وكتب ابن الصيرف الكات السجل بانتقال
المستعلى وولاية الامر ، وقرىء على رؤوس كافة الأجناد والأمراء(265) ، [وأوله .
« من عبد الله ووليه أني على الآمر بأحكام الله ، أمير المؤمنين ، ابن الإمام
المستعل بالله ، إلى كافة أولياء الدولة وأمرائها ، وققادها ، وأجنادها ، ورعاياها ،
شريفهم ومشروفهم ، وأمرهم ومأمورهم ، مغربيهم ومشقيهم ، أحمرهم
وأسودهم ، كبيرهم وصغيرهم ، بارك الله فيهم
سلأم عليكم فإن أمير المؤمنين يخمد إليكم الله الذى لا إله إلا هو ،
ويسأله أن يصلى على جده محمد خاتم النبيين ، صلى الله عليه وعلى اله الطيبين
الطاهرين ، الأثمة المهديين ، وسلم تسليما
أما بعد، فالحمد لله المنفرد بالثبات والدوام، الباق عل تصع الليالى والأيام ،
القاضي على أعمار خلقه بالتقضى والانصرام ، الجاعل نقض الأمور معقودا
بكمال الاتمام ، جاعا الموت حكما يستوى فيه جميع الأنام ، ومنهلا لا يعتصم من
ورده كرامة نبي ولا إمام ، والقائا معزيا لنبيه ولكافة أمته : ( كل من عليها فان
ويبقى وجه ربك ذو الحلال والاكرام))(266) ، الذى استرعي الأثمة هذه الأمة ، ولم
تخل الأيض من أنؤارهم لطفا بعباده ونعمة ، وجعلهم مصابيح الشبه إذا غدت
داجية مدلهتة ، لتضيء للمؤمنين سبل الهداية ، ولا يكون أمرهم عليهم غمة ،
يحمده أمير المؤمنين حمد شاكر على ما نقله فيه من درج الإنافة ونقله إليه من
ميراث الخلافة ، صابر على الرزية التي اطار هجومها الالباب ، والفجيعة التي
أطال طروقها الأسف والاكتتاب
ويسأله أن يصلى على جده محمد خاتم أنبيائه وسيد رسله وأمنائه ، ومجلى
غياهيب الكفر ومكشف عمائه ، الذى قام بما استودعه الله من أمانته ، وحمله
من أعباء رسالته ، ولم ييل هاديا إلى الإيمان ، داعيا إلى الرحمن ، حتى أذعن
المعاندون ، وأقر الجاحدون ، (( وجاء الحق وظهر أمر الله وهم كارعون )
فحينعذ أثزل الله عليه إتماما لحكمته التي لا يعترضها المعتضون : ثم إنكم
بعد ذلك لميتون ، ثم إنكم يوم القيامة تبعثون )(68) صلى الله عليه وعلى أخيه
وابن عمه أبينا أمير المؤمنين على بن أني طالب ، الذى أكرمه الله بالمنزلة العلية ،
وانتخبه للأمامة رأفة بالبية ، وخصه بغوامض علم التنزيل ، وجعا له مبرة
التعظيم ومزية التفضيل ، وقطع بسيفه دابر من زل عن القصد وضل عن سواء
لسبيل ، وعل الأثمة م : ذريتما العترة الهادية م. سلالتما ، ابائنا الأيار
المصطفين الأخيار ، ما تصفت الأقدار ، وتوالى الليل والنهار
وإن الإمام المستعلى بالله أمير المؤمنين ، قدس الله روحه ، كان ممن أكرمه
و
الله بالاصطفاء، وخصته بشف الاجتباء ، ومك له في بلاده ، فامتدت أفاء
عدله ، واستخلفه في أرضيه ، كما استخلف أباه من قبله ، وأيده بما استرعاه أباه
بهدايته وإرشاده ، وأشده بما استحفظظه عليه ، بجحواد توفيقه وإسعاده ، ذلاه هدع
الله يهدى به من يشاء من عباده، فلم يزل لأعلام الدين رافعا ، ولشبه المضلين
دافعا ، ولراية العدل ناشرا ، وبالندى غامرا ، وللعدو قاهرا . إلى أن استوف المدة
المحسوبة ، ميلغ الغاية الموشوبة ، فلو كانت الفضائل تزيد الأعمار ، أو تحمى من
ضروب الأقدار ، أو تؤخر ما سبق تقديمه 4 علم الواحد القهار ، لحمي نفسه
النفيسة كيم مجدها وشريف سمتها ، وكفاها خطير منصبها ، وعظم هيبتها
ووقثها أفعالها التي تستق من منبع الرسالة ، وصانتها خلالها التي تتقى إلى
مطلع الحلالة ، لكن الأعمار محررة مقسومة ، والآجال مقدرة معلومة ، والله
تعالى يقول ، وبقوله يهتدى الممتدون : ( ولكل أمة أجل فإذاجاء أجلهم لا
يستأخرون ساعة ولا يستقدمن )
فأمير المؤمنين يحتسب عند الله هذه الرزية التى عظم أمرها وفدح ، وجرح
خطبها وقدح ، وغدت لها القلوب واجفة ، والأمال كاسفة ، ومضاجع السكون
منقضة ، ومدامع العيون مرفضة ، فإنا لله وإنا إليه راجعون صبرا على بلائه
وتسليما لأمره وقضائه ، واقتداء بمن أثنى عليه في الكتاب إنا وجدناه صابرا
نعم العبد إنه أواب )(27) .
وقد كان الإمام المستعلى بالله ، قدس الله روحه عند نقلته ، جعا ! عقد
الخثلافة من بعده ، وأودعنى ما حازه من أبيه عن جده ، وعهد إلى أن أخلفه فى
العالم ، وأجرى الكافة في العدل والإحسان على منهجه المتعالم ، وأطلعنى من
العلوم على السر المكنون ، أفضى إلى من الحكمة بالغامض المصون ، وأوصانى
بالعطف على البية والعمل فيهم بسيرتهم المضية ، على علمه(5) بما جيلنى الله
عليه من الفضل ، وخصنى به من إيثار العذل ، وإننى فيما استرعيته سالك
منهاجه ، عامل بموجب الشف الذى عصب الله لى تاجه ، وكان مما5) ألقاه
إلى ، وأوجبه على ، أن أعلى محل السيد الأجل الأفضل من قلبه الكييم ، وما
يجب له من التبجيل والتكريم . وإن الإمام المستنصر بالله كان عندما عقد اليه ،
ونص بالخثلافة عليه ، أوصاه أن يتخذ هذا السيد الأجل خليفة وخليلا ،
ويجعله للإمامة زعيما وكفيلا ، ويعذق(4) به أمر النظر والتقرير ، ويفوض إليه
تدبير ما دراء السرير ، وإنه عما بهذه الوصية ، وحذى على تللك الأمثلة
النبوية ، وأسند إليه أحوال العساك والعية ، وناط أمر الكافة بعنمته الماضية ،
وهمته العالية ، فكان قلمه بالسداد يرجف ولا يجف ، وسيفه من دماء ذوي
العناد يكف ولا يكف ، ورأيه في حسم مواد الفساد يجح ولا يخف ،فأوصانى
أن أحعله كما كان له صفيا وظهيا ، وأن لا أستر عنه في الأمور صغيا ولا
كبيا ، وأن أقتدى به في رد الأحوال إلى تكلفه ، وإسناد الأسباب إلى تدبيره
والناهض بباهظ الخطب ومنتقله ، إلى غير ذلك ما استودعنى إياه ، وأبقاه إلى
من النص الذى يتضوع نشه ورياه ، نعمة من الله قضت لى بالسعد العمم ،
ومنة شهدت بالفضل المتين والحظ الجسيم ، ( والله يؤتى ملكه من يشاء والله
واسع عليم » .
فتعزوا معاشر الأملياء والأمراء والقواد والأجناد والرعايا والخدام ، حاضركم
وغائبكم ، ودانيكم وقاصيكم ، عن الإمام المنقول إلى جنات الخلود ، واستبشروا
بإمامكم هذا الإمام الحاضر الموجود ، وابتهجوا بكيم نظره المطلع لكم
كواكب السعود . ولكم من أمير المؤمنين ألا يغمض جفنا عن مصابكم ، وأن
يتوخي ما عاد بميامنكم ومناجحكم وأن يحسن السية فيكم ، ويرفع أذى من
يعاديكم ، ويتفقد مصلحة حاضرك ، وباديكم
ولأمير المؤمنين عليكم أن تعتقدوا موالاته بخالص الطوية ، وتجمعوا له في
الطاعة بين العما والنية ، وتدخلوا فى البيعة بصدور منشرحة ، وأمال
منفسيحة ، وضمائر يقينية ، وبصائر في الولاء قوية ، وأن تقوموا بشروط بيعته ،
وتنهضوا بفرو ع نعمته ، وتبذلوا الطارف والتالد فى حقوق خذمته ، وتتقبوا إلى
الله سحانه بالمناصحة لدولته
وأمير المؤمنين يسأل الله أن تكون خلافته كافلة بالاقبال ، ضامنة ببلوغ
الأمانى والآمال ، وأن يجعل ديتها دائمة بالخيرات ، وقسمتها نامية على
الأوقات ، إن شاء الله تعالى » ]
ورثاه ابن نولى(5) الشاعر ومدح الأفضل بقصيدة .
سنة ست وتسعن وأربعمائة
في أول رمضان جرد الأفضل عسكرا وجعل عليه ابنه شف المعالى(5) ، وسير الأسطول في
السحر 1٠ ، وكان قد خرج فى رجب سنة خمس وتسعين عسكر وعليه سعد الدولة القواسى
فاحتمع العسكران بيازور والتقيا مع عسكر الفرنج فهزموهم . وحاص شف المعالى(5) قصرا
كان الأفشين قد بناه قريبا م الرملة «ملكه قهرا وقتل من كان به من الفرنج ، (27د) وسير تسعمائة
أسيرا إلى مصر ، فحضر في البحر عدة مراكب نحدة للأذ ثج وحاصروا عسقلان فرحل شف
المعالى من الرملة إلى عسقلان ، فارتحل الفرنج عنها . وكتب الأفضل إلى شمس الملوك دقاق ،
صاحب دمشق ، يستنجده على الفرنج ، فاعتذر عن ذلك ولم يحضر
سنة سبع وتسعين وأربعمائة
فيها حاصر بردويل(9) ملك الفرنج ، وصاحب القدس ، ثغر عكا وملكه ، فخرج عن أيدى
المسلمين ولم يعد . وكان ثغر عكا بايدى نواب صاحب مصر ، وكان الوالى يومئذ زهر الدولة بنا
بن الجيوشي ففر إلى دمشق وأكرمه ظهير الدين أتابك وأحسن مثواه مكرمة للأفضل ، ثم جهز إلى
مصر فشكه الأفضل
سنة ثمان وتسعين وأربعمائة
فيها جمع الأفضل حمعأ كثيفأ من العرب وأنفق فيهم أموالا جمة وجعزهم مع عساكره
وعليهم ابنه شف المعال ، وكتب لظهير الدين أتابك ، صاحب دمشق ، بمعاضدته فلم يتمك
من الحضور لانشغاله بمضايقة بصرى . فإن أرتاش بن تاج الدولة ، صاحب بصرى ، كان
قد كاتب الفرنج يغريهم بقتال المسلمين ، فسار أتابك من دمشق (28 و« وحاصر بصرى . ثم سير
عسكرا لابن الأفضا نجدة له فاجتمعا بظاهر عسقلان وكان التقاؤهم بالفرنج فى رابع عشر ذي
الحجة فيما بين يافا وعسقلان ، فحمل الفرنج على المسلمين فانكسروا ، وقتل والى عسقلان وأسر
بعض المقدمين ، وقتل كثير من الفريقين ، ورجع وقد كانت الكرة لهم وعاد عسكر دمشق إلى
بصرى فكان القتل من الفريقين متقاريا
وفيها مات كنز الدولة محمد فى ثامن شعبان وقام مقامه أخوه فخر العرب هبة اللها3)
سنة تسع5اوقسعين وأربعمائة
في سادس عشرين جمادى الأول(5) قتل خلف بن ملاعب ، صاحب أفامية بها ، قتله قوم من
لباطيية(276) .
سنة محسمائة
أهلت والخليفة ببغداد العستظهر بالله . ومدبر العراق السلطان غياث الدين محمد بن ملك
شاه . والخليفة عمصر الآمر بأحكام الله أبو على المنصور ، بن المستعل ، وهو العاشر منهم . ومدبر
علكته القائم مقام السلطنة أمير الحيوش الأفضل شاهنشاه ابن أمير الحيوث بدر الجمالى ، والأمر
ليس له حل ولا ربط سوى اسم الخلافة ، وهو مقام الونير . والذي في مملكته ديار مصر وغنة
وعحسقلان وصور (530) وطرابلس
وفيها بنى الأفضل دار الملك(277) بشاطى النيل على ساحل مصر ، وفرغت في سنة إحدى
وخمسمائة . «سكنها وتفتر الشعراء في مدحها(278) ، وصاريت هذه الدار دار متجر في أيام الكامل
محمد ، ثم عملت دار وكالة في أيام الظاهر بيبرس . وكانت دا الطاووس . بستانا فكان الأفضل
يتردد إليها وزخرف بها مجلسين ثم بنى بجوارها دارا سماها(5) دار الملك وكان موضيعها
أخصاص موقوفة على الأشراف فأمر أن يؤخذ ما كان لهم من الحكر على الأخصاص من مال الرباع
السلطانية فكانت تقبض إلى آخر وقت(279) .
وأنهت نيادة النيا إلى سبعة عش ذراعا وأربعة أصابع(28) .
سنة إحدىك) وتحسمائة
فيها جدد الأنضل ديدانا سعاه ديوان التحقيق(281) ، واستخدع فيه أبا البركات يوحنا ب.
[ ألى ](5) الليث النصرافى ، وبقى فيه حتي قتل في سنة ثمان عشرة(4) وخمسمائة . ولم يزل هذا
الديوان حتي زالت الدولة فانقطع إلى أيام الكامل محمد ، فأعاده فى سنة أربع وعشرين وستائة
واستخدم فيه ابنا4ا كوجك اليهودى ، ثم أبطله فى سنة ست وعشرين وستمائة فلم يعد . إلا أنه
تجدد في أيام المعز أيبك ، أن صفي الدي عبد الله بن (30 .، على بن المغري(5) استخدم مستوفيا على
مقابلة الدواوين وهو نوع من
وفيها نزل بردويل(5) على ثغر صور ، وكان النائب به سعد الملك كمشتكين أحد مماليك
:38 الأفضل ، وعمر بردويل حصنا مقابل حصن صور على تل المعشوقة . وصانع سعد الملك
دويا ، عل سبعة الاف دينار حتى رحا ع البلد(22) .
وفيها أخضير أهل فخر الدولة ابن عمار إلى مصر من طرابلس ، ومعهم أمواله وذخائره ، وسبب
ذلك أن فخر الدولة لما طال عليه حصار الفرنج له خرج من طرابلس فى سنة خمسمائة بتحف
وهدايا إلى دمشق فشكا إلى ظهير الدين طغتكين(5) أتابك ما ناله م: حصار الفرنج ، فأكرمه وقاع
بأمره إلى أن اثفة على المسير لبغداد ليستتصير بالسلطان غياث الدين محمد ب ملك شاه ، فسارا
بالهدايا ثم بدا لطغتكين(3) فرجع وكان قد بلغه أن السلطان غياث الدي ، ييد قصده لينزع منه
علاك الشام . وسار فخ الملك بن عثار واجتمع بالسلطان وشكا إليه أمه فشة عليه عود
طعتكين() ، وحلف أنه لم يكن عنده خبر ما ثقل إليه . وعاد فخر الملك إلى دمشق وقد استوثق
من السلطان أن ييده بالعساكر (38ط؛ نجدة له . فبينما هو كذلك إذ نافق() أبو المناقب بن عمار
على ابن عمه فشر الملك ونادى بشعار الأفضا ، وسير إليه أن يحضر لتسلم طرابلس ، فسير إليه
الأفضل الأمير شف الدولة(5) ابن أني الطيب فلما وصلها نقل حريم فخر الدولة اب: عمار وأولاده
وأمواله وذخائه إلى مصر ، ، فاضطب لذلك فخر الدولة وانداد ألمه وسير للسلطان(4) غياث
الدين طائفة من عسكره وأمر مقدمهم بقصد الموصل وحصار جاولى ، فنزل عليها وجرى بينه
وبين عسكر الموصل(5
ولم نجد في النسخة ما يتت المعنى ، ولا نسخة مثلها نقابل بها . فكتبنا ما
وجذناه على التوالى كذا على هذا المنوال .
[سنة نحس عشة ونحسمائة ]
[قال المؤوخ : لما قتل الأفضل أخضر الأمر ونيه الشيخ أبا الحسن عل الحلبي ، والقائد
أبا عبد الله ممدا وسألهما عن الأموال فقال القائد : أما السر فأعلمه ، وأما الظاهر فالوزير
يغلمه ، وأخبراه بذخائه وأمواله 3(686)
وأقام(287) الخليفة في دور الأفضل ، وهي دار الملك بمصر ، ودار الوزارة(288) بالقاهرة وغيهما
أربعين يوما ، والكتاب بين يديه يكثبون ماينقل إلى القص . ، فوجد له م الذخائ النفيسة مالا
يحصى
فوجد(5) له ستة آلاف ألف دينار عثنا ، وف بيت الخاصة ثلاثة الاف ألف دينار ، وفي البيت
البزانى ثلاثة الاف ألذ ومائتان وخمسون(2) أله دينار() ، وخمسون(5) أردبا(5) دراهم وق
وثلاثون(3) راحلة من الذهب العراق المغزول(4ا برسم الرقم ، وعشرة(5) بيوت فى كل بيت منها عشرةا
مسامير ذهب كل مسمار وزنه مائتا مثقال :53 و) عليهاان العمائم المختلفة الألوان (مغطاة بالمناديل
المزركشة اذا ، وتسعمائة ثوب ديباج ، وخمسمائة صندوق من دق دمياط وتنيس برسم كسوة
بدنه ، ولعبة عنبر على قدر جسده برسم ما يعمل عليها من ثيابه ليكسب الراحة(4) ، ومن الطيب
والنحاس والآلات مالا يخصيه عدد ، ومن الأبقار والجاموس والأغنام والجمال ما بلغ ضمان ألبانه
ونتاجه(1) أريعين ألف دينار في السنة ، ودواة يكثب منها مرصعة بالجوهر قوم جوهرها بإثنى عشر
ألف دينار ، وخمسمائة أله مجلد مد الكتب(286) .
وكان سبب قتله(290) أنه قبض على رجل يعرف بالبديع ، من الباطنية ، وكان قد نفى قديما من
مصر ، ثم أعيد شفاعة وقعت فيه ، فصار له أتباع(5) ، وهم الأفضل بنفيه إلى الير. إلى الحرة
بنت الصليحي ، فإن هذا المذهب كان عندها وفي بلادها ظاهرا ،فحضر عشة من الباطنية وأرادوا
أن يكونوا معه في الاعتقال ، وتتابع معهم جماعة ، فقيض عليهم الافضل وهم نيف وعشرون
وقتلهم جميعا ، وكثر تحرسه من الباطنية في ركوبه وخروج
فلما كان قبل عيد الفطر بيوم(5) خرج من داره ، دار الملك بمصر ، إلى القاهرة لإخراج العدد
والتجسل وقصب الفضة «52ه4 برسم العيد عل العادة ، فلما انقضي عمله وعاد إا مص ون عليه
رجلان من حانوت دقاق في طريقه وقد شهرا سكاكينهما ، وكان هو قدام الناس والجند متفرقون عنه
في ]8) عوده لكثرة حوله فحين رأهم من بين يديه الركابية بادروا إليهما وقتلوهما ، وخف من حوله
ودهشوا لما رأوا من الإقدام عليه فونب رجل خياط ، ذكر أنه كان بالقاهرة ، من خلفه فصاح الأفضل
حين راه أقبل إليه وقال : إلى أين ؟ فقال : إليك وشتمه وبادره فقبض على أطواقه وسقطت عمامته
وضربه ضربات وقع منها ، فارتج الناس ووثبوا عليه فقتلوه . وحمل الأفضل إلى داره وبه رمق وقد
أثخنته(4) الجراح ، فلما وصل إلى داره بعث ابن البطائحى ، وزيره المستولى على أموره ، إلى الخليفة
الأمر ليخضر ، وكان الناس قد انزعجوا انعاجا شديدا وهم بعض المقدمين أن يخرج بعض أولاد
الأفضل ويجعله مكان أبيه ، وكان الأفضل قد حبس سائر أولاده في دورهم ومنعهم التصرف فلم يك
يظهر منهم سوى ألى على فإنه كان يركب . فخر ج ابن البطائحي للناس ، وقد اجتمعوا بدار الملك
وأظهر أنه ركب ليسك. الناس بالقاهرة ، وصار إلى الآمر :»5 و، فبادر للوقت وحضر بنفسه إلى دار
الافضل وختم الدار وبيوت الأموال والخزائن والصناديق وسائر ما فيها وعاد إلى القاهرة . فلما أصبح
صلى بالنام صلاة العيد الداعي ، والأفضل في داره ميتا(4) . فلما كان بعد الصلاة غسيل وكفر عند
أبيه ونفذت الفكاتبات إلى أعمال مصر بتطييباقا قله الناس وإعلامهم الحال .
وأخذ الآمر في نقا ما بدار الأفضا إلى القصر ، وهو يرتب الأمر فيما يحمل بنفسه هو
وأصحابه ، واستمر ذلك مدة شهرين وأياما(4) ، والأموال تحمل على جمال وبغال إلى القصر ،
والآمر يطلع إلى القصر ويعود كل غداة ويقيم حتى يرتفع النهار ويقرر ما يغفل ويرتب ما يحمل
وذكر متولى الخثزانة بالقصر أن ما وجد في دار الأفضا (291) ستة الاف ألف وأربعمائة ألف
دينار ، وورق قيمته مائتااة) ألف وعشرون() ألف دينار ، وسبعمائة طبق فضة وذهب ، ومن
الآلات كالأسطال والصحاف والشربات والأباريق والقدور والزبادى ، والقطع من الذهب والفضة
المختلفة الأجناس مالا يحصى كثرة(2) ، ومن برانى الصينى الكبار المملوءة بالجوهر التى بعضها
منظوم كالسبح :50ض، وبعضها منثور ، شمء كثير .
وكان الأفضا ، فى أوقات الشب ، يصف فى مجلسه صوانى الذهب وفيها البرانى المملوعة (ك
بالجوهر ، فإذا أحب فغت البنية فى الصينية فيكون ملها . ووجد له من أصناف الديباج وما
يجرى مجراه من عتابني وغيره تسعون ألف ثوب ، وثلاث خزائن كبار مملوءة(5) صناديق كلها دبيقى
وشب عمل بتنيس ودمياط على كل صندوق شرح ما فيه وجنسه ، وخرانة الط مملوءة1
بالأتفاط من العود وغيه مكتوب عليها أوزانها وأجناسها ، وبرافى العسك وبرانى الكافور ومن
العني مالا يعصى .
وكان له مجلس يجلس فيه للشب ، فيه صور ثمان جوارى متقابلات ، أربع منب بيض من كافور ،
وأربع سود من عنبر قيام في المجلس عليهن أفخر الثا وأثمن الحلى وبايديه: أحس: الجواهر ،
فإذا دخل من باب المجلس ووطىء5) العتبة نكسن رؤسهن خذمة له ، فإذا جلس فى صدر
المحلسر استوين قائمات .
«وجد له من المقاطع والستور والفرش والمطارح والمخاد والمساند الديباج والدبيقى الحرير
والمذهب على اختلاف أخناسها ، أربع حجر كل حجرة مملوءة() . ٠50 ، م ن هذا الخنس .
ووجد لع عدة صناديق مله خزانة بها أحقاق ذهب عراق برسم الاستعمال ، مثانمائة جارية منها
حظايا له خمسون جارية لكل واحدة منهن حجرة ، وخزائن مملوءة(5) بالكسوة والألات الديباج
والذهب والفضة وغيه من كل صنف .
قال الخازن(5) : هذا ما حضرفى حفظه [مما](4) في داره ، وأما ما كان في مخاز نه وتحمت يد
ععاله والخجباة) وضعان النواحي من المال وأصناف الغلال والحبوب والقطن والكتان والشمع
والحديد «الخشب وغير ذلك ما لا يحصى .
وحمل م داره أربعة آلاف بساط وستور حمل3) طنافس ، وخمسمائة قطعة بلور كبار
وصغار ، وخمسمائة قطعة محكم برسم النقل ، وألف عدل من متاع اليمن والإسكندرية والغب ،
وسبعة آلاف مركب ، يعني سرج(22) .
وكان من العذل وحسن السيرة فى الرعية والتجار على صيفة جميلة تجاوز(5) ما سيع به قديما
وشوهد أخيرا(4) ، ولم يعرف أحذ صودر فى زمانه ولا ثسعع(4) عليه . ولما حصر(4) الإسكندرية كان
بها يهودى يبالغ فى سب الأفضل وشتمه ولعنه ، فلما دخلها الأفضا قبض عليه وأراد قتله وقد عدد
عليه ذنوبه فقال : إن معى خمسة الاف دينار خذها مني واعتقن ،55، واعف عني ، فقال : والله
لولا خشية أن يقال قتله حتم يأخذ ماله لقتلتك وعفاانا عنه ولم يأخذ منه شيعا . و [ كان إنا إذا
غضيب على أحد اعتقله . فلما مات أطلق من سجنه عشرة الاف إنسان ، فإنه كان إذا اعتقل أحدا
نسيه ولا يري بإخراجه(293) .
ومحاسنه كثيرة وهو أول من أفرد مال المواريث ومنع من أخذ شيء من التركات على العادة
القديمة ، وأمر بحفظها لاربابها فإذا حضر من يطلبها وطالعه القاضى بثبوت استحقاقها أطلقها فى
الحال ، وكانت هذه مء حسناته التتى تفد بها دون م . تقدمه
واجتمع بمودع الحكم من مال المواريث فى أيامه مما نتظر وصول مستحقيه من مشق الدنيا
ومغيبها ما قذره مائة ألف وثلاثون ألف دينار ، فلما ولى القضاء القاضى ثقة الملك أبو الفتح مسلم
ابن على بن الرسعنى ، بعد وفاة القاضى الجليس ، رفع إليه أنى قد اعتبرت ما فى مودع الحكم
من مال الموايث فكان مائة ألف دينار ورفعها إلى بيت المال أولى من تكها فى المودع فإن لها
السنين الطويلة لم يطلب شيء منها . فوقع على رقعته «إنما قلدناك الحكم ولا رأى لنا فيما لا
نستحقه فاتركه على حاله لمستحقيه ولا تراجع فيه» (265) 50 و فاخذها غرفا
وبقى هذا القاضي ، ابن السعني إلى اخر أيام الأفضل . فلما مات الأمير السعيد محمود بن
خلفر . ، وال قوص في ايام المامون ، وحضر المأمون والقاضي عزاعه وحضرت صلاة الصح ،
أشار المأمون للقاضي بالتقدم للصلاة ، فلما أحوم بالصلاة ، أخذه هلع فلحن فى الفاتحة وارتج
عليه في ( والشمس وضحها() )(297) فوقف عند قوله ( ناقة الله وسقيها(5) ))(298) فردها المأمون
عليه فاد استبهاما ، فكر الد على القاضي فلم يهتد ، ثم صحف قمله تعال ( ناقة الله
وسقيها )(268) فقال « وسقناها » بالنون فقر المأمون عند بقية السورة وسجد وسجد الناس . ثم قام
إلى الركعة الثانية وقد دهش فلم يفتح عليه شيء ، فقرأ الفاتحة و (( قل هو الله أحد )(299) وقنت
فلما انفض الناس وكل المامون عليه حتى يخفظ القران وصرفه وقر عوضه القاضى أبا الحجاج
يوسف بن ايوب المغربى ، قاضي الغربية
وأمر الأفضل بعما تقدير اتفاع ديار مصر ، فعمل ذلك ، وجاء خمسة الاف الف دينار
كان متحعا اللأعاء الف ألف أردب .
وبنى فى أيامه كثير من المساجد والجوامع منها : جامع الفيلة((2) المطل على الجبا المعروف
بسطح الجف ، والمسجد الذي :556 ، على حبل المقطم المعروف بالجيوشى 1 ، وبنى المأذنة
الكبية بجامع عمرو بن العاص ، والمأذنة السعيدية والمأذنة() المستجدة به أيضا(3) وجامع
ليزة(31) .
وعمل خيمة سماها خيمة الفرح ، ثم سميت بالقاتول(25) ، لأنها إذا نصبت يموت تحتها من
الفاشين واحد أو اثنان() ، اشتما - عا ألف ألف ذراع وأربعمائة ألذ ذراء ، وقائمها
وتفاعه خمسون ذراعا بذراع العما(36) ، صرف عليها عشة الاف ألف دينار(2) ، ومدحها
جماعة م: الشعراء
وكان الأفضل يقول الشعر فمنه فى غلامه تاج المعالى :
أقضيب يميس أم هو قد أو شقيق يلوح أم هو خد
أنا مثا الهلال سقاك عليه وهو كالبدر حين وافاه سعو(ء
وكان شديد الغيرة على نسائه ، وله فيها أخبار منها : أنه طلع ذات يوع سطح داره فرأى
جارية من جواريه متطلعة إلى الطريق فأمر بضب عنقها ، فلما جيء برأسها بين يديه قال :
نظت إليها وهي تنظر ظلها فنزهت نفسى عن شريكي مقارب
أغار على أغطافها من ثيابها حذارا ومن مسك لها فى الذوائب
لى غيرة لو كان للبذر مثلها لما كان يضى باجتماع الكواكب
وكان عدة الوعاظ والقراء والمنشدين عند عزائه أريعمائة وعشرين(1) شخصا . فخرج أمر
الخليفة أن يعطى كل واحد منهم ثمانين 5 دينارا ، للصغير مثل الكبير . فقال ابن ألى قيراط :
يا مولانا هذا مال كثر ، فقال : لا يرد أمنا فهذا من بغض حقه علبنا . فجاء مبلغ ما دفع
نحواا(6) م أربعة وثلاثين ألف دينار .
« هو الذى أنشأ بسيتان البع((39) ، «المنتزه المعروف بالتاج(310) ، والخمس وجوه(311) ،
والبستان الكبير ببولاق ، والبساتين الخاصة بقليوب ، وجدد بستان الأمير تمم ببركة الحبش
وأنشا الروضه بحرى الجزيرة فكان يمضى إليها كل يوم فى العشاريات الموكبية ، رحمه ال(212
وفيها شرف القائد أبو عبد الله محمد بن الأمير نور الدولة(5) أني شجاع فاتك بن الأمير منجد
الدولة أني الحسن مختار المستنصرى المعروف بابن البطائحى (312) في الخامس من ذى الحجة ، وكان
قبل ذلك عند الأفضل أستاذ دولته(5) (214) ، وهو الذي قدمه إلى هذه الرثبة . « استق ت نعه ثه(315) ف
سجله المقو() على كافة الأمراء والأحناد «بالأجا المأمون تا- الخلافة وجيه الملك فثر الصنائع
ذخر أمير المؤمنين » ، ثم تجدد له في النعوت بعد ذلك «الاجل المأمون تاج الخلافة عة الاسلام
فخر الأنام نظام الدين والدعاة»(3) ، ثم نعت بما كان ينعت به الأفضل وهو «السيد الأجل المأمون
أمير الجيوش سيف الاسلام ناص الأنام كافل قضاة المسلمين وهادى دعاة المؤمنين
لعا كان يوم الثلاثاء ساب (ث) ذي الححة ، وهو يوم الهناء بعيد النحر ، حلس المأمون فى
دار 5(318) عند اذان الصبح(5) و جاء النام لخذمته للهناء على طبقاتهم من أرباب السيوف والأقلام
ثم الأمراء والأستاذون المحنكون(2) (219) ، والشعراء بعدهم . وركب إلى القصور) فأتى باب
الذه(320) فه جد المرتبة العختصة بالوزارة قد هيعت له في موضعها الجارى به(5) العادة ، وأغلق
الباب الذى عندها على الرسم المعتاد لوزراء السيوف والاقلام ، وهذا البا يعرف بباب السرداب ،
عندما شاهدها(4) ، تهقف عد الجلوس عليها لأنها حالة لم يجر معه حديث فيها ، ثم ألحأته الضرورة
لأجل حضور الأمراء، [الى]) الجلوس عليها ، فجلس وجلس أولاده الثلاثة عن يمينه وأخواه عن
يساره ، والامراء المطدقون(321) خاصة دون غيرهم قيام بين يديه ، فإنه لا يصل أحد إلى هذا المكان
سواهم ، (8ه و) فلم يكن بأسر ع من أن فتح الباب و خرج عدة من الأستاذين المحنكين بسلام
أمير المؤمنين ، وخرج إليه الأمير الثقة متولى الرسالة وزم القصور ، فعند حضوره وقف له أو لاد
المأمون وأخواه(4) فطلع عند خروجه قبالة المرتبة وقال : أمير المؤمنين يرد على السيد الأجا المأمون
السلام . فوقف عند ذلك الأحا المأمون وقبل الأرض وعاد [ف]ا4ا جلس موضعه ، وتأخر الأمير
إلى أن نزل من المصطبة وقبل الأرض وقبل يد المأمون ، ودخل من فوره من الباب وأغلق الباب على
حاله عل ما كان عليه الأفضل وكان الأفضل يقول : ما أزال أعد نفسى سلطانا حتى أجلس على
تلك المرتبة والباب يغلق في وجهى والدخان فى أنفى فإن الحمام [كانت ](5) من خلف الباب فى
السداب ، ثم فتح الباب وعاد الثقة وأشار بالدخول إلى القصر فدخل إلى المكان الذي هيء له ،
ودعا لمجلس الوزارة وبقي الأمراء بالدهاليز إلى أن جلس الخليفة واستفتح القراء(45) واستدعي المأمون
فحضر بين يديه ، وسلم عليه أولاده وأخواه(3) ، ثم وصل(ك) الأمراء على قدر طبقاتهم . أولهم
أرباب الأطواق وتلاهم أرباب العماريات والأقصا والضيوف (50د) والأشراف ، ثم دخل ديوان
المكاتبات سلم بهم الشيخ أبو الحسن بن ألي أسامة (222) ، ثم ديوان الانشاء سلم بهم الشريف ابن
أنس الدولة ، ثم نقيب الطالبيين بالأشراف ، ثم سلم القاضى ابن السعنى بشهوده ، والداعى ابن
عبد الحقية بالمؤمنين ، ثم سلم القائد مقبل مقدم الكاب الأمرى بجميع المقدممن الأمرية ، ثم سلم
بعدهم الشيخ أبو البركات بن ألى الليث متولى ديوان المملكة ، ثم دخل الأجناد (323) مر: باب
البح ، وسلم كا طائفة بمقدمها . فلما انقضى ذلك دخل والى القاهرة ووالى مصر وسلم كل
منهما ببياض أهل البلدين ، ثم البطرك بالنصارى وكتاب النصارى ، ورئيس اليهود وكتاب اليهود ، ثم
سلم المقيبون وقد قارب القصر ، ودخل الشعراء علا طبقاتهم وأنشد كل واحد منهم ما سمحت به
قريحته . فكان هذا رتبة المامون 4 هذا اليوع
وفيها عمر المأمون الجامع الأقمر(325) بالقاهرة وكان مكانه دكاكين علافين (26
سنة ست5) عشرة ونحسمائة
في رييع الأول أمر المأمون وكيله الشيخ أبا البركات محمد بن عثمان أن توجه إلى المساحد
السبعة(4) ، التى بين الجبل والقرافة ، وأولها مشهد السيدة زين وآخرها مشهد السيده كلثم
ويجدد عمارتها ، (55 و) ويصلح ما تهدم منها ، ويجعل على كل مشهد لوحا من رخام عليه اسيمه
وتاريخ تجديده ، فمدحه الشعراء قصائد عند فراغ العمارة (327) .
وفيها أراد الآمر أن يحضر إلى دار الملك فى النيروز(5) الكائ فى حمادى الآخرة(4) في المراكب
على ما كان عليه الأفضل . فأعاد المأمون عليه أنه لا يمكن ، فإن الأفضا لا يجرى مجراه الخليفة . وحمل
اليه المأمون مر الثياب الفاخة برسم [النوروز]() للجهات . ماله قمة جللة
وفي شوال أمر المأمون بعمل دار ضب بالقاهرة فعملت وضرب فيها . وأمر أن يكون الدينار أغلى
92:2 ذهبااع) مد كل دار ضب فبنيت بالقشاشين
وفيها أمر ببناء دار وكالة بالقاهرة ، لمن يصيل من العراق والشام من التجار4 [ولم يسبق إلى
:62 ذلك )) (369) .
وفي ذي القعدة صرف قاضى القضاة ثقة الملك بن الرسعنى ، وقد تقدم سب صفه ، وتولى
مكانه القاضي جلال الملك أبو الحجاج يوسف بن أيوب المغرثى ، وكان قاضي الغربية ، وأشهد ستة
عشر نفسا بأمر المأمون فإنه خرج أمره للقاض أن يستشهد من يقع عليه الاختيار ، فاختار جماعة
طالعه بأمرهم فابتغى منهم ستة عشر.
وفيها انتدب المأمون وحشى بن طلائع فمض إلى صور ، وقبض عليه مسعود بن :559) سلار
واليبا ، فإنه كان قد خالف وأحضره مقهورا .
وفيها جهز المأمون أسطولا في البحر ، وأوسق المراكب بخمسة عشر ألف أردب قمح وأقوات
كثية ، فضت إلى صور وملكثها وأحضرت واليها مسعود بن سلار(331) .
وف رجب وصل الدوك من عسقلان ، وأخبروا أن الباطنية فرحوا بقتل الأفضل
وفيها نقل المأمون عمارة المراكب الحربية من الصناعة التي بجزيرة مصر ، إلى الصناعة القديمة
بساحل مصر ، وبنى عليها منظرة (322) [ كانت باقية إلى اخر ايام الدولة العلوية ]5)
سنة سبع) عشرة وتعسمائة
فيها ورد من المغرب إل الإسكندرية ، طائفة م لواتة فأفسدوا فى أعمالها فسادا كثيرا ، فتدب
المأمون أخاه نظام الدين(2) أبا تراب حيدرة الملقب بالمؤتمن لقتالهم فكسرهم وقتل منهم خلقا
كثيرا ، وكسب خيوهم وأموالهم ، ثم دخا مدبنة الإسكندرية ، وكانت مراكب البنادقة قد هجموا
على ساحل الثغر وقتلوا وأسوا فحايهم وأخذ الأسارى . .
وفي جمادى الأولى كان وصول رسول الأمير تاج الخلافة أنى منصور حسن بن على بن يحيى بن
تميم بن معز بن باديسر ، صاحب المفدية ، يخبر بانحيازه للدولة وأن رجار ابن رجار ، صاحب
صقلية ، تواصلت (.و أذيته «استعد لمحاربته ، وسأل أن يسير لرجار يمنعه [ من ذلك ]5) ، فسير
من مصر إليه مصطنع الدولة على بن أحمد بن زين الحند، فأصلح بينبا(4) (334)
وفي شوال توجه هلال الدولة سوار(235) رسولا إلى حرة اليمن (36[ وصحبته برسيها من
التشريف ما لبسه الخليفة وما زج عرقة من الحلا المذهبات والملاقات الشترب المذهبة ،
والشقق النفوسي والمغرنى المقصور والاسكندرانى المطز جملة كثيرة في تخوت مدهونة
مبطنة ، وسلال مملوءة من لخم الناقة الت نحرت بالمصل ، واثنى عش مجلسا من المساطير
التي ثقرأ كل خميس وعليها علامة الخليفة ، وكثير من النحاس القضيب والمرجان . وكتب إليها
كتابا في قطع الثلثين أوله
( من عبد الله ووليه المنصور ألى على الآمر بأحكام الله أمير المؤمنين ، ابن
الامام المستعلى بالله أمير المؤمنين ، صلى الله عليهما ، إلى الحرة الملكة السيدة
الرضية ، الطاهرة الزكية ، وحيدة الزمن ، سيدة ملوك اليمن ، عدة الإسلام ،
خالصة الامام ، نصيرة الدي ، عصمة المسترشدين ، كهف المستجيرين
ولية أمير المؤمنين وكافية أوليائه الميامين ، أدام الله تمكينها ونعمتها ، وأحسن
توفيقها ومع
وفي أخره :
« وأمير المؤمنين متطلع إلى علم أخبارك ، ومعرفة أنبائك ، فتواصل
بإنهاء المتجدد منما إن شاء الله ، والسلاع علله ورحمة الله وركاته» .
ويطوى مددرا ويختم بحرير وأشرطة ذه وعنبر ويجعل في خريطة ]236) .
وفيها وصل رسول من ظهير الدين أتابك ، صاح دمشق ، ورسول من آق ستقر ،
صاجب حلب ، بكتب للخليفة الآمر ، فلما وصلا باب الفتوح ترجلا وقبلاه ومشيا إلى أبواب
القصور ففعلا مثل ذلك ، وأوقفا عند باب البحر قذر ما جلس الخليفة ، وكانت كتبهما تتضمن
الأخبار بنزلة الفرنج بالأعمال الفلسطينية والثغور الساحلية ، وأن الفرصة قد أمكنت فيهم ،
وسألا(5) أن يجهز بعض العساكر والأساطيل ، فنفة في العساكر ، وجهز المأمون أربعين شينيا فيها
عشرون() أميرا وهدايا وأجوبة الكتب صحة الئسل الواصلين ، فسار العسكر إلى يافا وأقام عليها
ستة أيام ، ورحا عنما وقد تخاذل عنه ملوك الشق ، ورجع إلى مصر فوافاه الفرنج على يبنى فى
نانى ربيع الاخرة فانكسر العسكر المصرى من غير مصاف .
وفي ربيع الأول أضلق المأمون دار العلم(337) التي بالتانين مجاورة القصر الصغير ، وذلك أن رجلا
تعرف بحميد بن (60 ] مكي الأمأفيحي القصار ادعى الربوبية واجتمع معه خلق كثير ، وكان يصعد
الجبل المقطم ويعضر لأصحابه ما ييدونه ويناول كل واحد (3) ما يشتهيه . وكان أولا جيد النظر فى
علم الكلام على طيق الأشعرية ، ثم انسلخ من الإسلام وسلك طريق السحرة والمموهين ،
فعكيت عنه حكايات كثية ، فقبض عليه المأمون وقتله هو وجماعة كثية من أصحابه ، وكان
ذلك سبب إغلاق دار العلم فإنه أفسد عقول ختاحة(338)
وفيها نقل المأمون التصد من الجبل المطلى على راشدة إلى غلو باب النص بالقاهية . فتقدم
شيوخ الصناعة الفلكية أبو عبد الله الحلبي ، وابن العيثمى ، وأبو جعفر بن حسداى ، واب سند ،
وأحمد بن مفرج الشاعر ، وابن ققة ومعهم جماعة فوجدوا الطارة الواحدة قد فسدت . فجمع
السباكون وأحضر لهم ما يحتاج إليه من النحاس والذهب والفضة وسبكت الدائرة وأعيدت بحضة
الشيوخ بعد تعب كثير ومصروف كبير ونقلت إلى أعلى الباب فاستمرت إل اخ أيام الآمر . فلما
كثر الهرج أهمل وأفسد ثم نهب ما قدر عليه منه ، فحمل إلى المناخ ، فلما نهب المناخ كسيرت
الطارات بالفؤس (8 و) ونهبت وبقى منها طارتان على أحديهما إسم الأفضل وعلى الأخرى اسم
المأمون خفى مكانمما وسلما فكانا بالمناخ(339) .
وفيها توفى ولى الدولة [أبو البركات ](5) بن عبد الحقيق داع الدعاة ، فاستق عوضه أب محمد
:15 حسن بن ادم ، ثم صرف لحدائة سنه ، وفرر أبو الفخر صالح ، وأضيف إليه الخطابة بالجامع
الأزهر مع خزانة الكتب .
سنة ثمان5) عشرة ونحسمائة
فيها ملك الفرنج مدينة صور ، واستمرت بأيديهم حتى زالت الدولة . وكان أخذها بعد
محاصرتها مدة ، وتقاصر المأمون عن نجدتهم ، فأغائهم ظهير الدين طغتكين ، صاحب
دمشق ، ووصل إلى بانياس وراسل الإفرنج فوقع الاتفاق على أن يتسلموها بالأمان فخرج أهلها
بما خف حمله وتفرقوا فى البلاد . وكان تسليمهم إياها فى الثامن والعشرين من جمادى
الا) (9)(240) .
وفيها أمر ببناء دار واسعة لتفر ج الناس فيها عند كسر السد بخليج القاهرة بالكراء . وذلك أن
الناس عند كسر الخنليج كانوا يعملون أخشابا يركبون بعضها على بعض ليتفرجوا عليها ، فيحصا
لهم الضرر . ولم يك هناك من الأدر سوى دارين أحدهما لأنى عبد الله محمد بن المستنصر ولي
العقد ، والأخى :» ظ ، دار ابن مقسر . . ولم تزل هذه الدور الثلاثة إلى أن أخرقت في أيام شاور
في كائنة سنة تسع وخمسين وخمسمائة ولم يبق لها أثر(241) .
وفيها توفى بألموت الحسن بن صباح ، رئيس الاسماعيلية . وقد تقدم(242) خبر قدومه إلى مصر في
أيام المستنصر ومسير ابن صناح إلى المشرق وأخذه قلعة ألموت.
فلما مات المستنصر مال ابن صباح إلى القول بإمامة نزار بن المستنصر وأنكر إمامة المستعلى
وإمامة ابنه الامر ، وندب جماعة لقتا الأفضا
فلما ولى المأمون بلغه أن ابن صباح والباطنية فرحوا لموت الأفضل وقتثله ، وأنهم قد امتدت
امالهم لقثل الآمر والمأمون معا ، وأنهم ارسلوا رسلا لأصحابهم المقيمين بمصر ومعهم أموال للتفرقة
عليهم .
فتقدم المأممن إلى والى عسقلان وصرفه عنها وولى غيه ، وأمره بعضر(4) أرباب الخدم بها ، وأن
لا يبقى فيها إلا من هو معروف من أها البلاد . ووصاه بالاجتباد والكشف عن أحوال الواصلين من
التجار وغيرهم ، وأن لا تثق بما يذكرونه من أسمائهم وكناه(ك) وبلادهم وحلاهم ، بل يكشف ع:
بعضهم من بعض ويفرق بينهم ويبالغ فى كل ذلك ، ومن وصل ثمن لم تجر له عادة بالوصول إلى
اليلاد فليعوقه بالثغر ويطالع بحاله وبما معه من البضائع . وكذلك الجمالون لا يمكن أحدا من
الوصول إلى البلاد إلا(5) إن كان معروفا مترددا ، ولا يسير قافلة إلا بعد أن يتقدمها كتابه إلى
الديوان بعدة التجار وأسمائهم وأسماء غلمانهم وأسماء الجمالين وذكر أصناف البضائع ليقابل بها فى
مدينة بلبيس وعند وصوطم إلى الباب ، ويكرم التحار ويكف الأذى عنهم .
ثم تقدم أمر المأمون لوليى ، مصر والقاهرة وأمرهما أن يسقعا له شارعا() شارعا وحارة حارة
بأسماء من فيها من السكان وأن لا يمكنا أحدا من الانتقال من منزل إلى منل إلى أن يخرج أمره بما
يعهداه فيه
فلما وقف على أوراق التسقيع وفيها() أسماء أهل مصر والقاهرة وكناهم وأحوالهم ومعايشهم ،
ومن يصيل إلى كل ساك من سكان الحارات م. الغرباء ، حنقذ سير من قبله نساء يذخل هذه
المساكن ويتعتفن أحوال [سكانها )(5) الباطنية ، فكانت أحوال من بالقاهة ومصر لا يخفي عليه
منها شيء ولذلك امتنع من يصيل إليه من الباطنية ، سوى 5 من يصل من بلاد العجم وغيها لهذا
القصد
ثم إنه ركب في يوع من الأيام جماعة م. العسكرية وفرقهم وأمر بمسك من (62 ) عينه فمسك منه
جماعة كثية ، منم رجا كان يقرىء ألاد الخليفة الأمر ، ومسك رسلا معهم المال الذى سيه ابن
صباح برسم نفقة المقيمين بمصر فأخذه . وكانت هذه الفغلة من المأمون من عجائب الحذق ، وبث
مع ذلله الجواسيس فى أقطار الأض . وكان الباطنى إذا خرج من ألموت لا تزال أخباره تصيل إلى
المامون متعاقبة حتى يصا بلبيس فيمسك بها ويحمل إليه فيقتله .
وقال للخليفة الآمر قد كشفت الغطاء وفعلت ما لا يقدر أحد(3) على فعله، وأما القص فمالى فيه
حيلة ، ولوح للآمر أن أخت نزار وأولاده(4) لا يمكنى كشف أمرهم . فبلغ أخت نزار القصة
فحضرت [ إلى الخلفة ](5) الآمر لتبرىء نفسها ، ورغبت أن تثر -(5) للناس لتقول(5) ماسمعت
من والدهاك) وشاهدثه ليكون قولها حجة على م: يدع لأخيها ما ليسر له فاستحسن الآم ذلك
وأخضر المأمون ، وأخاه شقيقه أبا الفضل جعفر بن المستعلى ، واتفقوا على يوم يجتمعون فيه .
فلما كان فى شؤال سنة ست عشة(3) وخمسمائة استدع دعاة الاسماعيلية ، وأحضر أبو
الحسن على بن أنى أسامة ، كاتب الدست ، وولى الدولة أبو البركات بن عبد الحقيق داعر
الدعاة ، :3.، وأبو محمد بن ادم متولى دار العلم بالقاهرة ، وأبو الثيا بر مختار فقيه الاسماعلية
ورفيقه أبو الفخر ، وجماعة من الأمراء وغيهم ، والشريف ابن عقيل ، وقاضى القضاة ، وشيوخ
الشفاء ، وأولاد المستنصر ، وجاعة من بنى عمها ممن وقع عليه الاختيار
وكان المأمون إماميا فاحتيوا بأن المستنصر نعت المستعلى ولي عيمد المؤمنين وأفرده بذلك فدل
على تخصيصه ، إذ ولاية عهد المأمنين تتضعن ولاية عهد المسلمين ، لأن كل مؤمن مسلم ولا
يتعكس (01) . وكان المستنصر نعت المستعلى بهذا النعت لما عقد نكاحه على إبنة أمير الجيوش
ذر .
واحتجوا بأن من يقول أنه ضربت السكة باسم نزار وأن الدينار المنقوط(347) ياسمه ، قول باطل وأن
المنقوط ضب العزيز ، ولو كان الأمر على ما يقولون لما كان فيه خصة لأن الحاكم ضرب السكة باسم
بعض بنى عمه نيابة عنه وليس بامام(348) ، وأن الوزير اليازورى سأل المستنصر أن يكتب اسمه على
على سكة نقش عليها « ضربت فى دولة آل الهدى آل ياسين(5) سنة كذا(344)» وطبعت عليها الدنانير
نحو شهر ثم بطلت وأمر المستنصر بأن لا نسطر فى السير .
واحتجوا بأن المستنصر لعا جرت على دولته (3 غ، الشدائد سير أولاده عبد الله(3) إلى عكا لأمير
الجيوش ، وسير أبا القاسم والد الحافظ . لعسقلان ، ونار لتغر دمياط ، سير الأعلى إلى الأعلا ، و
يسمح بخروج المستعل من قصره [ لما أهله له من الخلافة]() .
وعند وفاة المستنصر بايع نزار المستعل فجرى فى هذا مفاوضة
وكانت أخت نزار فى قاعة صغية بجانب الإيوان بالقصر وعلى الباب ستر ، وعلى الستر إخوتها
وبنو عمها وكبار الأستاذين ، فلما جرى هذاالفعل قام المأمون من مكانه ووقف بإزاء الستر وقال :
من وراء الستر ? فصرف بها إخوتها وبنو عمها ، وأنه ليس غيرها وراء الستار . فلما تحقق الحاضرون
ذللد قالت : اشهدوا على يا حتاعة الحاضري: ، وبلخوا عنى جماعة المسلمين ، أن أخى شقيقى نزار
لم يكن له إمامة ، وإننى بريئة من إمامته جاحدة لها لاعنة لمن يعتقدها ، لما علمته من والدى وسيعته
من والدتى(5) ، لما أمر المستنصر بمضيها هي والجهة المعظمة والدة عبد الله أخي إلى المنظرتين اللتين
عل القناطر المعروفتين بالحولا والبياب(5) للنزهة أياع النيل جرى بينبا مشاج فى ولديها ،
فأخضرهما المستنص بمن يديه وأنكر عليهما ، وقال : ما يصل أحد م. ولديكما إلى الأمر صاحبه
معروف »6 و فى وقته . وشاهذت والدى المستنصر ، فى المضة التي توفى فيها ، وقد أحضر
المستعلى وأخذه معه في فراشه ، وقبل بين عينيه وأسر إليه طويلا وتدمعت عيناهما . وفى اليوم الذي
انتقل والدى فى ليله استدعى عست بنت الظاهر فأس إليها من بيننا ، ومد يده إليها فقبلما وعاهدها
وأشقد الله تعالى معلنا ومظهرا .
فلما انتقل فىي تلك الليله حضر صبيحتها الأفضل ومعه الداعي والأمراء والأجناد ، ووقف
بظاهر المقرمة ثم جلس وكلهم قيام وأخذ فى التعرية ، ثم قال : يامولاتنا من اتضاه للخلافة ؟
فقالت : هي أمانة قد عاهدنى عليها ، وأوصانى بأن الخليفة من بعده ولده أبو القاسم أحمد ،
فحضر وبايعثه عمتي ، وبايعه أخوه الأكبر عبد الله ، فأشار الأفضل إلى نزار فبايعه وأمر
الأفضل بالتوكيل على نزار وتأخيه فأخر إل مكان لا يصلح له . واستدعى الأفضل الداعي
وأمره بأخذ البيعة من نفسه ومن الموالى والأستاذين . وسألت عمتي الأفضا فى نزار فرفع عنه
التوكيل عليه بعد أن كلمه بكلام فيه غلظة ، ووالله ما مضي أخي نزار إلى ناصر الدولة أفتكين
بالإسكندرية لطل إمامة ولا لادعاء (» د ، حق ، ولكر طالبا لزوال الأفضل وإبطال أمه لما
فعل معه ، والله يلعن من يخالف ظاهره وباطنه . هذا آخر ما نطقت به فشكرها الناس على
ذلك .
وأمر المأمون ابن الصيرف الكاتب بإنشاء سجل(35) يقرأ على منبر مصر بذلك ، فكتبه
وانفض المجلس .
وأما النزاية(351) فإنها تقول أن المستنصر لما مات ، والأفضل صاحب الأمر وهو مستحهز
على المملكة والجند جنده وغلمان أبيه لا بعرفون سواه ، وكان نزار لما يرى من الغلبة من
الأفضل على الدولة يتكلم بما يبلغه فينكه فتخوف شه . فلما مات المستنصر ولي أحمد
المستعلى لأنه زوج أخته ، وإنما ذكر هذا المجلس هنا ليصير الكلام منسجما بعضه على بعض . ولم
تزل الاسماعيلية بجبل ألموت وملكتهم يقولون بإمامة نزار إلى أبناء الدولة التركية
وأما ابن صباح فإنه لما قريت وفاته أخرج فتى ، كان مختفيا عنده ، وسلم إليه جميع قلاعه ،
وكانت عامة من فى دعوته تحت طاعته فلم يمت حتى ملك بالشام جبل عاملة وحصن العليق
والكيف « مصياف والخوافي وحص الاكمة وقلعة العيدي. .
ثم امتدت مملكته بعد وفاته ، فصار لهم عدة (65 و بلاد ومملكة طويلة الى حد شق أذربيجان
وبخر طبرستان وجرجان ، ولهم بخاسان مدينة كبية يقال لها رشيش ، أخذها منهم شهاب
الدد. محمد في سنة سبع وتسعين وخمسمائة ، وقتل كل من فيها . وبقى بايديهم إلى أخر سنة اثنتين
وستين وستمائة بالشام ثمان قلاع على جبل عاملة : قلعة الكهف ، والعليقة ، والقدموس ، والخوانى ،
والمنه ، ويصياف ، والصفة ، والقليعة . وكان رئيسهم في سنة ست وخمسين وستائة رضى الدين أبو
المعالى ، وقدم إلى مصر رسولا منهم قبل أن يرأس عليهم فى شوال سنة خمس وستين ، وفيها خرج
مرء مصر فرأس عليهم .
ولما ملك التتر الشام سلموا إليهم أربع قلاع من هذه القلاع . فلما كسرهم المظفر قطز عادت
الأربع قلا ع إليهم ، فتسلمها رئيسهم ، وقتل أصحابه الذين سلموها للتتر . وتوفى فى سنة ستين
وستائة ، ورأس عليهم نحم الدين إسماعيل بن ألى الفتح الشعرافى .
وكان الضرر على المسلمين وملوكهم منذ خرج ابن صباح وإلى سنة بضع وعشرين وستمائة
عظيما . وجرى للناصر صلاح الدي : يوسف بن ايوب معهم امور .
ثم إن الذي. بالشام منهم يقال (60 د) لهم الحشيشية(252) ، ومن كان بالموت يقال لهم الباطنية
والملاحدة ، ومن كان بخراسان يقال لهم التعليمية وكلهم إسماعيلية . وكان للرئيس(5) فيهم على كل
لك إقليم مال يحمل إليه تقية من شهم .
ولما انفض المجلس أمر المأمون ابن الصرف فكتب لابن صباح كتابا طويلا يدعوه فيه إلى الحق ،
فيرجعه عن القول بامامة نزار ويحتج عليه بأمور مما ذكنا ، وسيره على يد ستة نفر من العربان فلم
يسيروا غير مسير حتى وردت رسل الدعاة وعلى أيديهم كثت فيها من الإرعاد والإبراق والازعاج مالم
تجر به عادتهم ، ويذكرون أن القوم قويت عزائمهم وطالت السنتهم بما يصل إليهم من كتب أهل
البلاد متضعنة بأن الله قد سيل الأمر ، وقد وجدوا السبيل إلى إظهار الحق وما بقت العاقة إلا منكم
لأنه قد تجرد من الكوب والتوجه إلى البساتين والمتنزهات والمقام بها ليلا ونهارا ما اتسع فيه المجال
وتحقق به بلوغ الأمال ، ويخاف أن يعود الحال إلى ما كان عليه فيعود الطلب عسيرا . وقد توجه
إليكم جماعة بمال كثير ، وهم مقيمون(5) في بلادكم عند جماعة يخفون أمرهم والقوم يسيرون المال مع
التجار . فجمع المأمون الجماعة بين يدى الآمر وفاوضه فى أمرهم ، وأخذ المامون فى فعل ما
تقدم ذكره من الضبط والحزم .
سنة تسع عشرة ونعسمائة
في ليلة السبت لأبع خلون من رمضان قبض الخليفة الآمر على وزيه المأمون بن البطائحى ،
وعلى إخوته الخمسة مع ثلاثين رجلا من خواصه وأهله ، واعتقله وصلبه مع إخوته فى سنة اثنتين
وعشرين وخمسمائة(554) .
واختلف في سبب القبض عليه ، فقيل أنه بعث إلى الأمير جعفر ، أخي الخليفة ، يخيه بقثل
أخيه ليقيمه مكانه في الخلافة . فلما تقرر الأمر على ذلك ، بلغ الشيخ الأجل أبا الحسن على بن
ألي أسامة ذلك ، وكان خصيصا بالخليفة الآم قريبا منه ، وأصابه أذع كثير من المأمون . فأعلم
الأمر بالحال ، وأنه سير نجيب الدولة أبا الحسن(355) إلى اليم. وأمره أن يضب السكة ويكتب عليبما
« الامام المختار محمد ب نزار » .
وقيل بل سم مبضعا ودفعه لفصاد الآمر فأعلمه بالقصة فقخ عله
وكان مولده في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة أو سنة تسع . وكان من ذوى الأراء والمغرفة التامة
بتدبير الذول كيما ، واسع الصدر ، سفاكا للدماء ، كثير التحرز والتطلع (66 ض إل أحوال الناس
من العامة والجند ، فكثر الدشاة ف أيامه(356) .
وذكر ابن الأثير فى « تاريخه » ، عن أبيه : أنه كان من جواسيس الأفضل بالعراق ، وأنه مات ولم
يخلف شيئا ، فتوجت أمه وتركثه فقيرا فاتصا بإنسان نعلم البناء بمصر ثم صار يحمل
الأمتعة بالسوق الكبير بمصر ، فدخل مع الحمالين إلى دار الأفضل مرة بعد أخرى ، فراه الأفضا
خفيفا شيقا حسن الحركة حله الكلام ، فأعجبه وسأل(5) عنه ، فقيل له : هو ابن فلان
فاستخدمه مع الفاشن ، ثم تقدم عنده وكبرت منزلته وعلت درجته(3) (357) . قال المألك : هذا
وهت فان والد المأمون توفى فى سنة اثنت عشرة وخمسمائة ، وولده مذبر ملك الأفضل . ورأيت
جزاء فيه من مرائ والد المأمون شيء كثير . ومدح الأفضل فى بعض المالى وقد ذكنا ذلك في
سنة اثنتى عشرة(359) .
ورأيت فى كتاب «البستان بحوادث التمان» أن المأمون كان يرش بين القصري . بالماء (359) .
سنة عشرين ونعسمائة
فيها جهز الآمر الأمير المنتضا5) ب، مسافر الغنوى بخلع سنية ، وتحف مصرية ، وثلاثين ألف
دينار للأمير اليسقي ، صاحب الموصل ، فسمع فى الطريق بقثل المذكور فرجع بما معه إلى
م .
«فيها قدم إلى مصر الأمير الرئيس :67 و حمدان(5) بن عبد الرحيم مصنف «سية الافرنج
الخارجين إلى بلاد الإسلام » في هذه السنين ، برسالة من حلب
وفى شوال كان بدعع) أمر الراهب بمصر فى مصادرات الناس .
سنة إحدى(5) وعشرين ونحسمائة
فيها أحضير نجيب الدولة ، داعي اليمن ، وكان المأمون قد سيره إلى اليمن فبعث به صاحت اليهن (2)
فدخا عا حما وخلفه قد يصفعه بذرة محشوا حصي فى يوم عاشوراء ، وصل .
وفيها توفى قاضى القضاة أبو الحجاج يوسف بن أيوب بن إسماعيل الأندلسي(0 ، وكان قد أقرأ
لموتمد(364) أخا المزير المأمون القران والنحو ، فولاه قضاء الغربية ، ثم نقل إلى قضاء القضاة بعد ابن
الرسعنى بوساطة المؤتمن . ولما مات استقر مكانه فى القضاء أبو عبد الله محمد بن هبة الله بن الميسر
القيسرانى
سنة اثنسن(3) وعشرين ونعسمائة
فيها أحضيرت رأس بهرام الباطني ، وكان طغتكين قد وهب له بائياس خوفا من شه ، فتضايق
الحال وأفسد أصحابه بالشام ، إلى أن جرت له حادثة فقتل وحيلت رأسه إلى مصر .
وفيها رتب الآمر قاضى القضاة أيا عبد الله محمد بن ميسر مشافا على ثقة الدولة بن أفى الرداد
في قياس الماء وعمارة المقياس ، وعمل مصالحة فاستمر إلى أن قتا(367) ، فلم ينظر بعده
أحذ على هذه الجهة ، واستمر اب: ألى الرداد بمفرده وأطلق له فى كل سنة مائة قنطار جير لعمارة
المكان .
وفي الليلة المسفرة عن العشرين من رجب ، قتل المأمون بن الطائحى الوزير 1 ، وصالح بر
العفيف 3 ، وعلى بن إبراهيم بن نجيب الدولة ، واخرجوا ثلاثتهم إلى قرب سقاية ريدان
فصلبت أبدانهم بغير رؤوس ، وفى صدر كل واحد رقعة فيها اسمه ، فشق الناس فيهم ،
فأخرجت أسهم وعملت على أبدانهم .
وقيل بل كانت ولاية ابن ميسر القضاء فى ذي الحجة منها ، ولقب «ثقة الدولة القاضي الأمين
سناء الملك شرف الأحكام قاضي القضاة عمدة أمير المؤمنين أبو عد الله محمد ين القاضى أنى
الفرج هبة الله بن ميسر » فواصل الملازمة والدأب ، وتوفر على الانتصاب للجلوس ، واعتمد
ااسة - في الاكاء ، معدا جاعة فبلغت عدة الشهود ف أنامه ما يزيد على مائة وعشرين ، ول
تكن عدتهم تبلغ الثلاثين ، وردت(5) إليه المظالم فاستوضح أحوال المعتقلين وطالع بها حضرة
أمير المؤمنين ، وكانت فبم جماعة قد يئسوا من الفرج ، فاستخرج أمر الخليفة بالإفراج عنهم
وتكلم مع الخليفة في أم التجار ، فكتبت مناشير فى معناهم تليت على المنابر . .
سنة ثلاث وعشرين ونحسمائة
فيها قتل أبو نجاح النصرانى المعروف بالراهب ، قتله الأمير مقداد ، والى مصر ، وصليه عند
الجسر ، ، ثم أمر به فأنزل وريط على خشبة ورمى به فى النيل . وخرجت الكتب إلى الأعمال
[البحرية ](5) بأن ينظروه كلعا أوقفه التيار في مكان يحدرونه عنه ، فلم يزل كذلك حتى خرج إلى
لبحر المالح(371) .
وكان ابتداء أمره أنه كان يخدم ولي(4) الدولة أبا البركات يحنا ابن ألى الليث ، ثم اتصل بالآمر
بعد قتل المأمون(5) ، وبذل له في مصادرة قوعم من النصارى مائة ألف دينار ، فأطلق يده فيهم
وتسلسا الحال حتى عم البلاء منه لجميع رؤساء مصر وقضاتها وكتابها وسوقتها ، بحيث لم يبق أحد
إلا وناله منه مكوه من ضرب أو نعب او أخذ مال ، وارتفع [شأنه ](5) عند الخليفة حتى كان
تعمل له بتنيس ودمياط ملابس مخصوصة به من الصوف الأبيض [المنسوج ](5) بالذهب
فلسها ومن فوقها غفارة ديباج ، ويتطيب (68 د) بعدة مثاقيل مسك كل يوع ، فكان يشتم ريحه
من مسافة بعيدة ، ويركب الحمير بسروج محلاة بالذهب والفضة ، ويجلس بقاعة الخطابة(5) في
الحامع العتيق بمصر ويستدعي الناس للمصادرة (372) . واتفق أنه طل يوما رجلا من مصر يعرف
بابن الفرس من العدول المتميزين ، وكان معظما عند الناس ، فأهانه وأخرق به ، فخرج م عنده
ووقف بالجامع فى يوم جمعة وقال : يا أهل مصر انظروا عذل مملانا الآمر فى تمكينه 6 هذا](5)
النصرانى من المسلمين ، فارتج الناس لكلامه وكادت تكون فثنة ، فدخل خواص الآمر وخوفوه
عاقبة ذلك وأغلموه ما حا بالمسلمين ، فاستذعاه وكان بحضرته رجل من الأشراف (373) فانشد :
إن الذى شيفت من أجله يعم هذا أنه كاذب(74
فقال له الآمر : ما تقول ياراه 2 فسكت فأمر به فقتل(275
ووجد له في مقطع ثلثمائة طراحة سامان محشوة حددا5) لم تستعمل قد يصعت إلى قب
السقف ، هذا م نوع واحدب فكيف ما عداه ؟(376) وأصله من أشمون(5) طناح وترهب أولا على يد
أى إسحاق بن أبي اليم ، وزير بن عبد المسيح متولى الديوان بأسفل الأض .
سنة أربع وعشرين وتحسمائة
في رييع الأول ولد للآمر ولد فسماه أبا القاسم الطيب ، وجعله ولي عهده(377) . وزينت مصر
والقاهرة: ، وغيلت الملاهي في الأسواق(5) وبأبواب القصور ، ولبست العساكر ، وزينت
القصور . وأخرج الآمر م: خزائنه وذخائره قماشا وصياغات وأوانى ذهب وفضة ، فزين بها وعلق
الإيوان جميعه بالستور والسلاح ، فأقام الحال كذلك أربعة عشر يوما . وأحضر الكبش الذي يذبح
في العقيقة() (378) وعليه جل ديباج وقلائد فضة ، وذبح بحضرة الأمر . وأخضير المولود فشرف قاضي
القضاة ابن ميسر بحمله ، ونثرت الدنانير على رؤوس الناس ، وعملت الأسمطة ، وكتب
إلى الفيوم والشرقية والقليوبية بإحضار الفواكه فأخضيرت وملىء القصر من الفواكه وغير [ذلك]
وامتلا الجو بدخان العود والعثر.
في يوم الثلاثاء الثانى م. ذى القعدة ، قتل بجزية مصر(38) الخنليفة الآمر أبو على المنصور بن
المستعلى بالقرب من المقياس ، وثب عليه عدة من النزارية فقتلوه ، وحمل إلى المركب
وأحدر : من الخليج إلى اللؤلؤة ، وحمل منها إلى القصر ، فتوفى باق يومه . وقبض على الجماعة
ذقتلوا (65 ف) وأخدرواف النيل ، ونهب سوق
وكان عنره يوم قتل أربعا(3) وثلاثين سنة وتسعة أشهر وعشرين يوما . ومولده يوم الثلاثاء
الثالث عشر من محرم سنة تسعين وأربعمائة . وبويع يوم الثلاثاء سابع عشر صفر سنة خمس
وتسعين . وقتل يوم الثلاثاء ثالث عشر ذي القعدة وقيل ثانى عشه . ومدة خلافته تسع وعشرون(5)
سنة وثمانية أشهر ونصف . ولم يزل محكوما عليه حتى قتل الأفضا وتولى المأمون ، فتأيد أمره
عنا كان عليه في أيام الأفضل ، فلما قتل المأمون ظهر أمره وصار يتصرف ويركب فى يوع الجمعة
والست والثلاثاء ، فاذا لم يركب فى يوع مرن هذه الأيام ركب فى يوم غيه ، فكان الناس من القاهة
ومصر يخرجون بالمعايش للنظر إليه فيكون يوم ركوبه مثل يوم العيد
ولم يستوزر بعد المأمون وزير سيف : ، بل استد نأمره وباشرها نفسه ، وكان قبيح السية في
الرعية مبالغا ، فى ظلمهم وأخذ أموالهم واغتصاب أملاكهم ، كثير السفك للدماء ، يتكب
التحظورات(5) ويستحس : القبائح ، وقد تقذم تمكينه الراهب(383) .
وفي أنامه ملك الإفرنج كثيرا من المعاقل والحصون (و؛ بساحل الشام ما كان بيد ابائه .
فملكت عكا في شعبان سنة سبع وتسعين . وعقة(5) في رجب سنة اثنتين وخمسمائة ، وتسلعوا
طرابلس بالسيف فى يوم الاثنين لإحدى عشرة خلت م ذى الحجة سنة اثنتين(2) وخسمائة
وملكوا بانياس وجبيل بالأمان لثمان بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وخسمائة ، ثم قلعة تبنين فى سنة
إحدى [ عشرة ]5) وخمسمائة ، ثم تسلموا صور فيى سنة ثمان عشرة وخمسمائة(384
ومن شعره
أما والذى حجت الى ركن بيته جرائي م(4) وكبان مقادةن شيبا
لأقتحم الحب حتتر يقال لى ملكت زمام الحرب ، فاعتزل الحريا
وينزل روح الله عيسى بن ميم فيضى بنا صحبا ونضى به صحبا
وكان قد تجهز ليسافر إلى الشام للغارة على بلاد خليفة بغداد ، فعمل آلات السفر منها مخالى
الخيل من الديباج وقال فى ذلك :
5 اللوم عنى ، لست منى بموئق (5) فلا بد لى م صدمة المتحقق
واسقى جيادى من فرات ودجلة وأجمع شمل الدين بعد تمزق(2
ووزراؤه : الأفضل ثم المأمون(385) .
وقضاته : ابن ذكا النابلسي . ثم نعمة بن بشير الجليس النابلسى ، واستقال . فولى الرشيد أبو
عبد الله همد بن قاسم بن زيد الصقلى ومات(6)2) . فتولى الجليس النابلسى ثانيا ثم صرف . وولى
أبو الفتح مسلم بن السعنى وصرف . فتولى أبو الحجاج يوسف بن أيوب الأندلسى ومات . فولي
أبو عبد الله محمد بن هبة الله[ بن ] مسر القسسافي ، وقتا الأمر وهو عل القضاء(387) .
وكتابه في الانشاء : الشريف سناء العلك أبو محمد ب محمد الحسيني الزيدى 3 ، والشيخ
الأجل أبو الحسن بن أني أسامة الحلبى ، والشيخ تاج الرئاسة(5) بن الصيرف ، وابن أنى الدم
اليهودى .
ونقش خاتمه « الإمام الآمر بأحكام الله ، أمير المؤمنين »
[ اعاؤثالينابشر]
ولما قتل كتم الحافظ أمر ولده الذي ولد في هذه السنة . فبايع الناسن الأمير أبا الميمون
عبد المجيد بن محمد بن المستنصر ، بولاية العهد إلى أن تنكشف أحوال نساء الأمر ، هل فيهن
حامل أم لا؟
وثار الحيد وأخرجوا ابن مولاهم أبا(5) على أحمد بن الأفضا الملق بكتفات 389) وولو 5
امرة() الجيوش فى يوم الاثنين وقيل الختميس سادس عشر ذى القعدة ، فحكم واعتقل (1» .
أبا الميمون صبيحة بيعته ودعا للامام المنتظ (290) .
وفيها قبض الحافظ عل جعفر بن عبد المنعم بن ألي قياط الكاتب ، وإبراهم السامرى
الكاتب ، «نهب الجند دورهما ، وحبسا سجن المعونة(361) ثم أخرجا ميتين .
سنة نحس وعشرين وتعسمائة
فيها رتب أبو على أحمد بن الأفضل في الحكم أربعة(5) قضاة ، يحكم كا قاض بمذهبه ، ويورث
بمذهبه . فكان قاضي الشافعية الفقيه سلطان(392) ، وقاضي المالكية اللن ، وقاضى الاسماعيلية
أبو الفضل بن الأزرق(34) ، وقاضى الإمامية ابن ألى كامل (365) . ولم يسمع بهذا قط في ماسلف .(36
سنة سس(5) وعشرين ونعسمائة
في يوم الثلاثاء سادس عشر محرم (397) ركب أمير الجيوش أبو على أحمد بن الأفضل ابن أمير
الجيوش بذر الجمالى إلى الميدان بالبستان الكبير 0) ، ظاهر القاهرة للعب بالكرة على عادته ، فاتفق
جماعة من الأخناد عل قثله ، فبدره بعض صبيان الخناص . بطغنة ألقاه عن فرسه ونول
فاحتز رأسه ومضى بها إلى القصر ، وأخرج الحافظ من الخنزانة (40) التى كان بها عتقلا وبويع بالخلافة
بنعة عامة(46)
وكان أبو عل قد أسقط ذكر إسماعيل بن حعفر الصتادق ، : 71 د ، الذى تنسبا5 إليه
الاسماعيلية ، وأزال من الآذان « حي على خير العمل »(2) ، وقطع ذكر الحافظ من الخطبة (42)
واختار لنفسه وعاء يدعو به عل المنير وهو «السيد الأجأ الافضا (3) مالك أصحا الدوا()
والمحامي عن حوزة(5) الدين ، وناشر جناح العدل على المسلمين الأقربين والأبعدين ، ناصر إمام
الحق في حالتي غيبته وحضوره ، والقائم بنصته(4) بماضي سيفه وصائب رأيه(5) وتدبيه ، أمين الله
على عباده(9) ، وهادى القضاة إلى اتباع شرع الحق واعتماده ، ومرشد دعاة المؤمنين بواضح بيانه
وإرشاده ، مولى النعم ورافع الجور عن الأمم ، مالك فضيلتى السيف والقلم ، أبو على أحمد بن
السيد الأجا الأفضل شاهنشاه أمير الجخيوش» (43) .
وكانت مدة حكمه سنة وشهرا5) وثلاثة عشر يوما(4) . وكان إماميا يكثر ذم الآمر والبغض له
وكرهه الشيعة . ولما ولي جرى على منهاج أبيه في حب العدل وأعاد على الناس ما أخذ من أموالهم
وأملاكهم ، فحسده الأمراء وقتلوه . فذفن عند أبيه وجده . وكان يلقب بكتيفات
وفي ثالث ربيع الآخر(4) قرىء سجل بإمامة عبد (2» و«المجيد (44) ، وركب م: باب العيد 45) إلى
باب الذهب بزى الخلفاء، «رفع عن الناس بواق مكس الغلة . وأمر أن يدعي ، على المناير «اللهم
صلى على الذع شدت به الدين بعد أن رام الأعداء دثوره ، وأقررت الإسلام بان جعلت طلوعة
على الامة وظهوره اية(4) لمن تدبر الحقائق بباطن البصيرة ، مولانا وسيدنا وإمام عص نا وزماننا عبد
المجيد أفي الميمون ، وعلى ابائه الطاهرين وأبنائه الأكمين صلاة دائمة ال يوم الدين» (46) .
واستوزر أبا الفتح يانس الرومى ، من مماليك الأفضل أمير الحيوث ، وكان أهداه باديس ، جد
عباس الوزير الأنى ذكه ، إلى الأفضل . ملما ولي الوزارة لقبه الحافظ بأمير الجيوش ، فتتبع الطائفة
المعروفة بصبيان الخاص وقتل منهم جماعة منهم قاتل أبى على كتيفات (47) . وكان عظيم الهيبة بعيد
الغور ، كثير الشر ، فخافه الحافظ وتخيلر منه فأحس بذلك ، فاستوحش هو أيضا من الحافظ
وأخذ كا منهما يدبر على الآخر ، فسبق تدبير الحافظ فيه وسمه فى إبريق فاستعمل منه الماء وقت
الطهارة فتلف منه ، وتدارك نفسه بالعلاج حتى قارب (2» د ، النفوض والبرؤ ، فشاور الحافظ بعض
خواصه من الأطباء فأشار عليه أن يتوجه إلى زيارته وتهنيته بالعافية ، فان أمير المؤمنين إذا دخا عليه
لابد أن ينهض للقائه ماشا وإذا مشي لا كاد يبقي . فمض إليه الحافظ فلما رآه يانس قام للقائه
وخرج عن فراشه ، ومضى الحافظ بعد زيارته فانتكس ومات من ليلته فى السادس والعشرين من ذي
الحجة فكانت وزاته تسعة اشهر وأياما(5) (48) .
وفى يوم الثلاثاء مستهل ربيع الأول صرف عن قضاء القضاة أبو عبد الله محمد بن هبة الله بن
ميسر القيسرانى(2) . وتولى مكانه سراج الدين أبو الثريا نجم بن جعفر ، وأضيفت الدعوة إليه فصار
قاضى القضاة وداع الدعاة(49) .
سنة سبع() وعشرين ونحسمائة
فيها حشد جماعة من العبيد بالأعمال الشقية ، فكانت حرب بينهم وبين العسكرية .
وفيها تولى نظر الدواوين الشريف معتمد الدولة على بن جعفر بن غسان المعروف بابن أنى
العستاف .
سنة ثمان5) وعشرين ونعسمائة
في شعبان(40) كانت حرب بين ألى تراب حيدرة ابر الخليفة الحافظ ، وبين أخيه حسن طالت
اشتدت ، فافترق لذلك العسكر فرقتين : فرقة مع ألى تراب وفرقة مع حسن ، وهما الريحانية
والجيوشية ، فكانت بينهم حروب بين القصري قتا فيها من الطائفتين نحو عشة الاف نفسر .
وسبب ذلك أن الحافظ جعل ابنه حيدرة ، ولي العفد من بعده(41) ، فلم يض أخوه حسن بذلك ،
فكانت بينهما الحروب المذكورة . فاستظهر حسن على أخيه وصب حيدرة والتجأ إلى أبيه ، فبعث
أبوه خلف ابنه حسن ليسك: أمره ، فامتنع من المجيء إليه وطالبه بحيدرة أخه ، وضايق القصر
وحاصره حصارا شديدا ، هذا والحافظ يتلافى ولده حسن وولأه ولاية العهد من بعده (2)4) . وكتب
بذلك سجلا قرىء (413) ، فتمك حس: من الدولة وتصرف فيها حتى لم يبق لأبيه معه حكم
اليته(44) .
وفى يوم الخميس الثامن من شؤال قتل القاضى سراج الدين أبو الثريا نجم(45) . وقتل معه
الشريف أبو العينين ، وجماعة . ورد حسن بن الحافظ القضاء لابن ميسر ، وخلع عليه فى يوم
الختميس ثانى ذى القعدة (416) .
وتوفى القاض المكمن أبو طالب أحمد د. عد المحيد بن أحمد بن الحسن بن حديد (73 ظ) برن
حمدون الكنانى ، قاضي الإسكندرية بثغر رشيد ، وهو عائد من مصر فى جمادى الأخرة . ومولده
سنة اثنتين(4) وستين «أربعمائة وكانت له مدة فى القضاء (47) . وهه الذى كان السب ف اعتقال أث
الصلت أمية(48) . ورثي بعدة قصائد ، وذكه السسلف وأثني عليه .
وفى جمادى الاولى توف أبو عبد الله الحسين [بن ] أني الفضا عبد الله بن الحسين الزاهد الناططق
بالحكم بن بشرى ، المعروف بابن الجوهرى ، واعظ ابن واعظ ابن واعظ ابن واعظ ، قرأ عليه
السلفى وكان حلو الوغظ لم يكن في بيتهم أحل كلاما منه ، وتعرض في آخر عمره لما لا يعنيه ،
فوشى به إلى الخليفة فسيره إلى دمياط وبها مات . وذلك أن الآمر ظهر له ولد يسمي ففيفة كان
عند ابن الجوهرى فعلم به الحافظ الخليفة (49) .
سنة تسع(5) وعشرين ونعسمائة
فيها اشتد(5) أمر حسن واستقا بتدبير الدولة ، وكان الأمراء والأجناد يميلون إليه ، فلذلك سألوا
الحافظ أن يوليه أمرهم ، ففوض إليه ذلك كما مر ، فحسده أخوه حيدرة وقال : أنا ولى العهد ، فجمع
كل منهما وأقتتلا فقتل بينهما جماعة كثيرة كما (4 .، تقدم . فلما استقر حسن فى الوزارة والتدبير ،
قبض عل جماعة م: الأمراء وقتلهم بسبب قيامهم مع أنى عل كتيفات وأقام غيرهم ، فخافه م.
بقى من الأمراء وعزموا على خلع الحافظ م الخلافة ، وخلع ولده حسن ، وتجمعوا بين القصرين وبعثوا
للحافظ بما هم عليه ، فسير إليهم واعتذر وفر ابنه حسن إليه فمسكه وقيده ، وبعث إلى الأمراء
يعلمهم ، فسيروا إليه لابد من قثله فسقاه سما قتل به ، وجعله على سرير وأمر أن تدخل إليه الأمراء
لتراه وهو ميت ، فدخلوا عليه ، فلما شاهذوه ميتا سكنوا واطمأنوا . وكان ذلك فى يوم الثلاثاء
السادس والعشرين من جمادى الآخرة (42) .
وقيل أن الحافظ دس إلى الأمراء والأجناد أن يثبتوا على ابنه حس: . وقيل أن الحافظ جعل ابنه
سليمان(5) ولى عهده ليسد به مكان وزير كى يستريح من الوزراء ، فمات بعد ولايته بشهرين ،
فحزن عليه وكان أكبر أولاده ، فترشح أخوه حسن ، وهو يتلوه في العمر ، لولاية العهد ، فلم يرضه
ذللد() ، فدعا لنفسه وكاتب الأمراء وعول على اعتقال أبيه ليستبد بالأمر ، وأطمع الناس فيما
يواصلهم به إذا تم أمره ، فامتدت إليه الأعناق ( »ه وكاتب الأمراء وكاتبوه ، ثم خشوا ألا يتم له أمر مع
وجود أبيه فأعلموا الحافظ الخبر بمكاتباتهم ، فبعث بها الحافظ إلى ابنه حسن وقال : لا تعتقد أن
معك أحدا(5) فأوقع حينئذ حسن بعدة من الأمراء وقتلهم وأخذ ما في دورهم وقصد إضعاف أبيه ،
وأخذ أبوه في إضعافه حتي أفسد عليه أمره وافتقر إلى أبيه ، وكان قد سير إلى بهرام الأرمنى
يستحثه أن يصل إليه بالأرمن ، فلما التجأ إلى أبيه احتفظ به وأعلم م. بقي من الأمراء بمكانه لخنوفه
منه فأجمعوا عل طلبه من أبيه ليقتلوه ، وصار بين القصرين من الفارس والراجا عشة الاف
نفسر ، فراسلهم الخليفة وألان لهم في القول وقبح مرادهم من قتا ولده وأنه قد أزال عنهم أمره فلا
يتحكم فيهم أبدا ، ووعدهم بزيادة أرزاقهم فأبؤا إلا قثله أو خلع الخليفة ، وأحضروا الأحطاب
والنيران لحق القصر وبالغوا في الجرأة عليه ، فلم يجد بدا من أن سألهم أن يمهله ثلاثة أيام
ليرى ما يفعله ، فأجابوه لذلك . ولما علم أنه لأبد من قثل ولده قصد أن يكون قثله مستورا بشيء
من السمومات ، فأطلع طبيبه ابن ققة(21)) على ذلك ، فقال : الساعة ،0» و) ولا ينقطع شيء من
حسده بل تفيض ، نفسه لا غير ، فاحضر ابن ققة شربة واستدعي الحافظ ابنه حس ومازال به
حتى شربها كها من طائفة من الصقالية جبروه على شربها فمات . وأعلم القوم سا بما كان
ليمضوا إلى دورهم فأبوا إلا أن يشاهده منهم من يثفون به ، فانتدبوا أميرا اسمه محمد ، وينعت
بالأمير المقدم المعظم جلال الدين بن عبد الله بن محمد ويعرف بجل راغ ، كثير الشر والشغب
والجرأة ، دخل على حسن وهو مسجى وعليه ملاءة فكشف عن وجهه وأخرج من وسطه
سكينا وغرسها في مواضع خطرة من جسده ، فلم يتحرك فعلم حينئذ أنه قد مات . فرجع إلى
القوم وأخبهم الخبر فتفقوا . ثم أن الحافظ بعد ذلاه قتل طبيبه ابن ققة(422) .
وفي يوم الجمعة سادس عشر جمادى الآخرة ، وقيل لاحدى عشرة(5) خلت منه قدم بهرام
الارمنى من الغربية إلى الديار المصرية ، فاستوزره الحافظ ونعته «بسيف الإسلام تاج الملوك» (2)
وكان نصرانيا . وذلك أنه لما وصل واجتمع بالحافظ رأى منه عقلا وافرا وإقداما فى الحرب والسياسة
وحس تدبير.
وسبب وصوله أن القائم بأمر الأريمن مات ، وكان بهرام أحق ««ظ ، بمكانه من ولي بعده فتعصب
عليه جماعة من الأرمن ورفضوه وولوا عليهم غيه ، فخرج من تل باشراه) مفضبا وقدم إلى القاهرة
فندب للوزارة بها ، وأخذ الحافظ يستشير من يثق به في ذلك فلم يشر به أحد عليه . وقيل : أولا هو
نصرانى فلا يضاه المسلمون ، والثانى من شط الوزير أن يقى مع الإمام المنبر فى الاعياد ليزرر عليه
المزرة الحاجزة بينه وبين الناس ، والثالث ان القضاة نواب الوزراء من زمن أمير الجيوش ويذكرون النيابة
عنهم فى الكتب الحكمية النافذة إلى الأفاق وكتب الأنكحة . فلم يصغ لذلك وقال : إذا رضيناه
نحن فمن يخالفنا وهو وزير السيف . وأما صعود المنبر فيستنيب عنه قاض القضاة ، وأما ذكه في
الكتب الحكمية فلا حاجة إلى ذلك ، ويفعا ما كان يفعل قبل أمير الجيوش واستوزره والناس
ينكرون عليه ذلك(44) . وقيل أنه ترقى في الخدم حتى ولى ولاية المحلة وأنه سار منها مجدا حتى
وصل القاهرة وحاصرها يوما واحدا ودخلها فقرر فى الوزراة ، وهو الصحيح .
فى المحرم توفى الأديب أبو نصر ظافر بن القاسم بن منصور بن عبد الله الجروى الحزامى
الإسكندرانى المعروف بالحداد ، الشاعر بمصر .
سنة إحدى(5) وثلاثن ونحسمائة
فيها كان خروج بهرام من الوزارة واستقرار رضوان بن الولخشى . وذلك أن بهرام لما ثبت قدميه
ف الوزارة سأل الحافظ أن يسمح له يإحضار إخوته وأهله ، فأذن له في ذلك ، فأحضرهم من تل
باشر ومن بلاد الأرمن ، حتى صار منهم بالديار المصرية نحو ثلاثين ألف إنسان فاستطالوا على
المسلمين ، واصاب المسلمين م التصارى جور عظم .
وبنيت في أيامه كنائس وأديرة حتى صار كل رئيس من أهله يبني له كنيسة، وخاف أهل مصر
منهم أن يغيروا ملة الإسلام ، وكثت الشكايات فيه وفي أهله . وكان أخوه المعوف بالباساك قد
تولى قوص وجار على أهلها جورا عظيما واستباح أموال الناس وظلمهم ، فعظم على أمراء المصريين
ذلك وشق عليهم ، فبعثوا إلى رضوان بن الولخشي(3) ، وكان والى الغربية ، كتبهم يستحثونه على
المسير إليهم وانقاذهم بما هم فيه (427) .
وكان رضوان أحد الأمراء بالقاهرة ويوصف بشجاعة وإقدام . فلما ول بيمرام الوزارة خافه
وخشى وتوبه عليه ، فأبعده عنه وأخرجه من مصر ، وكان إذ ذاك (76 د) يلي حجبة باب ابن الخليفة
الحافظ ، وخلع عليه بولاية عسقلان فى سلخ رجب سنة تسع وعشرين وخمسمائة ، فوصل إلى
عسقلان وأقام بها فوجد حاعة من الأرمن يتواصلون فى البحر يريدون مصر ، فناكدهم ورد
بعضهم ، فعظم ذلك على بهرام فصرفه عن ولاية عسقلان واستدعاه إلى مصر ، فشكره الناس على
فعله في رد الأرم فأخذ بهرام فى إبعاده وولاه الغربية فىي صفر سنة إحدى وثلاثين . فلما وصلت إليه
كتب الأمراء شمر لطلب الوزاية ، وكان أول ما بدأ به أن رؤ() المنبر خطيبا بنفسه وخطب خطبة
بليغة حتض الناس فيها على الجهاد ، وكان ذلك بناحية سخا . وأخذ فى حشد العربان وغيرهم
فصار فى نحو ثلاثين ألف فارس وسار إلى مصر لمحاربة بهرام . فلما قرب من القاهرة خرج إليه بهزام
بعساكر مصر ، فلما تقاربا رفع رضوان المصاحف على اليماح فما هو [ إلا ] أن راى عسكر
المسلمين المصاحف تكوا بهرام والتجأوا بأجمعهم إلى ريضوان ، وكان ذلك باتفاق منهم مع
رضوان قبل قدومه ، فلما رأى ذلك بهرام بعث إلى الحافط يعرفه ، فخاف من (7» . عاقبة ذلك ،
وسير إليه بالسير إلى الأعمال القوصية ليقم بها عند أخيه حتى يرى() رأيه . فعاد سياء ال القاهرة
وأخذ معه ما خف حمله وخر ج من باب البرقية فيى حادى عشر جمادى الأولى ، وسار إلى قوص
وبعث بالمراكب في البحر فوصل قوص وما هو إلا أن انفصل عن القاهرة نهب العامة سائر ديار
الأيم ، وكانوا قد نزلوا بالخسينية ظاهر باب الفتوح وعمروها منازل للسكنى ، ونهبوا كنيسة
الزهرى ، ونبشوا قبر أخيه الطرو(428) .
وانتشر الخخبر بانهزام بهام فطار إلى قوص قبل وصوله إليها ، فثار المسلمون أيضا بقوص على
الباساك() أخي -، بهرام ، وقتلوه ومثلوا به وجعلوا في رجله كلبا ميتا وألقوه على مزبلة . فلما كان بعد
ذلك بيومين قدع بهراء ف طائفة م أقاربه وجنده فرأى أخاه بتللك الحال فقتا م أضا قوص جماعة
بالسيف ونهبها وسار عنها إلى أسوان فنزل بالأديرة البيض ، وهى أماكن حصينة [في غربي إخمم
ففارقه جماعة من أهله وعادوا إلى بلادهم واستقر هو هناك . وإلى الباساك تنسب القرية التى بالقرب
من إطفيح (429) .
وأما رضوان فإنه لما خرج بهرام من القاهرة دخل إليها فوقف بين القصرين واستأذن الخافظ
فيما يفعله ، فاشار بنزوله إلى دار الوزارة فنزلها وأخلع عليه خلع الوزارة ونعته « بالأفضل » وذلك
لاحدى عشة خل - من جمادى الاوا(43) .
فكان أول ما بدأ به أن بعث أخاه ناصر الدين بعسكر إلى بهرام فسار إلى الأديرة وتقرر الحال
من غير قتال على إقامة بهرام بها ، وعاد الجند الذى كانوا معه إلى مصر وارتحلوا عنها إلى
بلادهم .
وفى يوم الأحد لسبع خلون من المحرم فى وزارة بهرام صرف عن قضاء(5) القضاة بديار
مصر ، أبو عبد الله محمد بن ميسر وأبعد إلى تنيس وقتل بها يوم الاثنم ثاذ ربيع الأول (426) .
وقدم من قسارية إلى مصر مع ابيه وهو صغير في أيام أمير الجيوش بذر الجمالى عند حضوره إلى
المستنصر أيام الشدة ، وبعثه إل البلاد الشامية لاعضار أرباب الأموال وذوى اليسار . وكان ممن
أحضر والد، القاضي ، وكان له مال جزيا ففوض إليه أمر الخطابة بمصر ، وفتح بمصر دار
وكالة وأقام بها مدة حتى مات(433) . فترقى ولده حتى ولي القضاء وتردد فيه عدة مرار(434) . وكان له
كرغ مشهور ورثبة حليلة ، وضرب باسمه دنانير كثية كان اقترحها عل الخليفة الامر .
وهو الذي أخرج الفستق الملبس بالحلوى ، لأن أبا بكر محمد بن عا الماذرافي 3) ، وزي الدولة
الإخشيدية ، عما كعكا وسماه «افطر له « وعمل عوضا من حشو السكر دنانير ، فلما حضر
الناس في يوع العيد وأكلوا من طعامه ، أراد بعض خدامه أن يؤثر إنسانا فقال له : افطن له ، وأشار
إلى الكعك ، فتناول منه وصار يأخذ مافى حشوه من الذهب ، فعمل القاضى ابن ميسر أيضا نظير
ذلك صحفا فيه هيئة فستق ملبس حلوى على قلب فستق م ذه وأطعمه أهل مجلسه(436) .
وسبب قتله(437) أنه كان أسقط شخصا يعرف بابن الزعفرانى فعاداه لذلك وطلع إلى الخليفة
الحافظ وذكه بأن كتيفات لما ولى الوزارة واعتقا الحافظ وجلس للهناء ، ودخا الشعراء فهنوه
بالوزارة ، كان فى خملة من أنشد على بن عباد الإسكندرى الشاعر .، قصيدة يذم فيها خلفاء
المصريين وسوء اعتقادهم ذما قبيحا ، أولها :
نبسم الدهر لكن بعد تعبيس
إلى أن قال منها في ذم الحافظ :
هذا سليمانك (5) قد رد خاتمه :50 ، واسترجع الملك من صخر بن إبليس
فلما وصل [ ابن ] عناد إلى هذا البيت قام القاضى ابن مسر وألق : عرضيته طربا لهذا
البيت(441) فكان ذلك سبيا لصرف ابن ميسر عن القضاء وقثله . وأمر بإحضار الشاعر ، فلما قام
بين يدى الحافظ قال له أنشدن قصيدتك ، فأخذ فى إنشادها حت قال منما ف بت :
ولا تضوا عن الخمسر(3) المناحيس
- يعنى الحافظ وآباه وابنيه(3) وجده - فأمر حينقذ أن يلكمه الغلمان ، فلكم حتي مات بين
يديه . وكان ننعت « بجلال الدولة » . وكانت علامة ابن ميسر «الحمد لله عا نعيه» .
وفيها مات أبو البركات بن بشرى الجوهرى الواعظ فى جمادى الأولى عن إحدى وتسعين سنة ،
واستخدم فى الحكم أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن أنى عقيل ، ونعت « بقاضى القضاة الأعزاء
أفي المكارع» (446) .
وفيها ثار بناحية بقة رجل من بنى سلم ادعى النبوة ، فاجتمع عليه أناس كثير ، وزعم أنه ينزل
عليه قران منه « أيها الناس إنما الناس بالناس ، ولولا الناس لم تكن الناس والجميع برب الناس» ثم
انفضر عنه جمعه وانحا أمه .
وفى ذى القعدة جلس الوزير رضوان (0» و، لاستخدام المسلمين فىي المناصب التي كانت بأيدى
النصارى ، واستجد ديوان الجهاد(443) ، وأحضر جميع الدواوين وكشفها ورتبها ، ودبر الأمور أحسن
تدبي .
وكان من جملة الضمان فى أموال الدولة هبة الله بن عبد المحسن الشاعر ، فلما عرض حسابه
وجد قد انكسر عليه في ضمانه ، فكتب له في مجلسه هذه الأبيات :
أنا شاعر وصناعتي الأدب وضمان مثلى المال لا يجب
أنا مستميحكم وليس على من ما يطلب وفدكم طلب(
واذا تأخر الباق على فما من حاصل وق ولا ذهب
فامه ما عليه مرن الباق(444) .
وفي رمضان أحضر م: الصعيد الأعل جماعة يقدمهم رجل بجاوى(5) يدعى فيه أصحابه أنه
إله ، فصلبوا أصحابه وقطعت رأسه .
سنة اثسن(5) وثلاثين وتعسمائة
فيها أطلق الوزير رضوان شمس الخلافة مختار الأفضل ، صاحب باب بهرام ، من اعتقاله وولآه
الإسكندرية .
وفيها شدد رضوان على النصارى أصحاب بهرام وصادرهم وقتلهم بالسف وأباد أكثرهم
وفيها أحضت من تنيس امراة بغير يدين (79ض) وموضع اليدين مثا الحلمتين ، فأعضها الوزي
إلى مجلسه وأخبرته أنها تعمل برجليها ما تعمله بيديها من رقم وخط وغير ذلك ، فأمر لها بدواة ،
فتناولت الأقلام برجلها اليسرى [وتأملتها](5) قلما قلما ، فلم ترض شيأ منها فأخذت السكين وبرت
3 167٠ لنفسها قلما وشقته وقطته واستدعت ورقة فأمسكتها بالرجل المنى وكتبت بالرجل اليسرى رقعة
بأحسن خط تكتبه النساء ، وحمدت الله في أخر الرقعة وناولتها الوزير ، فاذا قد سألته فيها أن يزاد
وفيها بنى الونير رضوان المدرسة المعروفة به في ثغر الإسكندرية(4) ، وقزر فى تدريسها الفقيه
أبا طاهر ابن عوف .
سنة ثلاث وثلاثين وحسمائة
في رمضان سير الحافظ من أحضر إليه بهرام الأمنى وأسكنه بالقصور عنده وأكرمه، فعظم ذلك
على رضوان ، وأخذ الحافظ يشغب عليه الحند حتى ثاروا به ، فكانت بينهم وبين رضوان حب
بالقاهرة ، فطلب السكن مع الحافظ فى القصر ، فلم يجبه ، فازدادت الوحشة بينهما حتى
ضعفت قدرة رضوان عن لقاء (.8و، العسكر ففر من مصر فى خامس عشر شوال وقيل فى ثالث
عشره « قصد كمئتكين(447) ، والى صوخد ، « أقام عنده مك ما مبجلاا5) (448) .
وفى شعبان توفى الأعر قاضى القضاة أبو المكارم أحمد بن عيد الرحمن بن أنى عقيا . فأقام
منصب القضاء شاغر اثلاثة أشه.
ثم اختير فى ذي القعدة الفقيه أبو العباس أحمد .. الخطيعة(2) (450) ، فاشترط أن لايحكم إلا
بمذهب الدولة ، فلم يتمك . م . ذلك فتقدم رضوان إلى الفقيه ألى [عبد الله ](5) محمد بن
عبد المولى أن يعقد الأنكحة (451) .
م ولي الحافظ قضاء القضاة للقاضى فخر الأمناء هبة الله بن حسين) الأنصارى فى الحادى
عشر من ذى القعدة (452)
سنة أربع وثلاثين وخعسمائة
في سلخ المحرم عاد الأفضل رضوان بن الولخشى من صوخد(5) في جمع كبير ، فبرزت له
العساكر وحاربوه عند باب الفتوح ، فمضى إلى سطح الجرف ونزل بباب الرصد فى يوم
الغلاثاء مستبا صفر ، ثم مضى إلى الصعيد . فسير الحافظ عسك ا يقذعه الأمير [ سيف
لدولة ](5) أبو الفضائا ابن مصال ودفع إليه أمانا فسار إليه ولم يزل به حتى أحضره إلى القصر
فى يوم الاثنين رابع ربيع الأخر . فعفا الحافظ (.ود عن الأتراك الذين حضروا معه ، واعتقله هو
بالقصر .
وفى سابع عشر جمادى الأخرة أضيف لقاضى القضاة هبة الله بن حسن الأنصارى الأوسي
المعروف بابن الأزرق تدريس دار العلم ، فمضى إليها . وكان مدرسها الفقيه ابو الحسن على بن
إسماعيل ، فجرى بينهما مفاوضات أدت إلى المصافعة والخصام . فخرج القاضى إلى القصر
ماشيا وقد تخ قت(ك) ثيابه وسقطت عمامته . فأعلم الحافظ بالخنبر ، فعظم عليه خروج القاضي فى
الأسواق على تللك الهئة فصرفه عن الحكم ورسم عليه وغرمه مائتى دينار والزمه داره . وولى
عوضا عنه أبا الطاهر إسماعيل بن سلامة الانصارى ، ونعته «بالموفق فى الدين» فى هذا اليوم بغير
تقليد، فأقام إلى غرة المحرم سنة خمس وثلاثين وخمسمائة فوفر جارى الحكم ، وهو أر بعون دينارا
فى كل شهر وخدم بجارى التقدمة على الدعاة وهو ثلاثون دينارا فى الخدمتين فأجيب إلى ذلك
واممتمر
سنة خمس وثلاثين ونعسمائة
في الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر مات بهرام الأمني بالقصر ، وكان الحافظ قد أنزله عنده
في دار بالقصر ولم يمكنه من التصف(9) ، وكان يشاوره في تدبير الدولة) و فلما مات حزن عليه
حزنا كثيرا بحبث ظهر على القصر كمده(4) ، وأمر بغلق الدواوين وأن لا تفتح ثلاثة أيام . وأحضر
بطرك الملكية بمصر وامره بتجهيزه . فأخرج عند صلاة الظهر فى تابوت عليه الديباج وحوله
النصارى(2) يبخرون باللبان والسندروس والعود . وخرج الناس كلهم مشاة بحيث لم يتأخر احد من
أعيان الوقت عن جنازته ، وخرج الحافظ راكبا بغلة خلف التابوت وعليه عمامة خضراء وثوب
أخضر بغير طيلسان . فما زال النام سائرين والأقساء يعلنون بقراءة() الإنجيل ، والحافظ عل
حالته إلى دير الخندق بظاهر القاهرة . فنزل الحافظ عن بغلته وجلس على شفير القبر وبكى بكاء
شديدا
وفيها مات الفقيه أبو الفتح سلطان [ بن ](5) إبراهم بن المسلم المعروف بابن رشا المقدسى فى
آخر جمادى الآخرة
سنة ست(4) وثلاثن وخمسمائة
فى ليلة الثلاثاء لاثنتي 5 عشرة خلت من ربيع الأول سقطت صاعقة أحرقت ركن المنارة من
الجامع العتيق بمصر
وفي شعبان غلت الأسعار وعدم القمح والشعير ، فبلغ القمح تسعين دهما الأردب ، والدقيق
مائة وخمسين الحملة ، والخبز ثلاثة أرطال بدرهم ، (8د) والويبة الشعير سبعة دراهم ، والزيت
الطيب الطل بثلاثة دراهم ، والجبن كل رطل بدرهمين ، والبيض كل مائة بعشرة دراهم ، والزيت
الحار الرطل بدرهم ونصف ، والقلقاس كل رطل بدرهم ، والدجاج والفراريج لا يقدر على شيء
منها . وكثر الوباء والموت
وفيها مات أحمد بن مفرج بن أحمد [ بن](5) أني الخليل الصقلى الشاعر ، المعروف بتلميذ ابن
سابق 1٠ . كان فضلا ذكيا يتصف في فنون شتي ، وله رسائل فى غاية الحسن وشعر فائق .
فمنه ، وقد كان الشعراء فى ايام الحافظ قد اطنبوا فى المديح وتناهوا فى القصائد حت صار الانشاد
يؤدى إلى قصر الوقت الذي جرت العادة باستماع أشعارهم لطول متوليهم بالخدمة ، فأمروا لذلك
بالاختصار فيما ينشدونه من الأشعار ، فقال أحمد بن مفرج ، يخاطب الخليفة الحافظ :
أمرتنا أن نصوغ المدح مختصرا لم لا(2) أمرت ندى كفيك يختصر
والله لابد أن تجرى سوابقنا حتى يبين لها(ء) فى مدحك الأثر
فأمروا بما كانوا عليه أولا458) .
سنة سبع وثلاثين «نحسمائة
فيها عظم الوباء بديار مصر فهللء فيه (82و) عالع لا يحصى.
وفيها بعث الحافظ الأمير النجيب سولا لجار ، ملك صقلية ، بسبب محاربته أها
صقلية (46٠) . وكان وجار يحب مدح الشعراء ويجيزهم ، فذهب إليه حعلة من الشعراء
ومدحوه منهم ابن قلاقس ، وأمر ان يصنف له تأريخ فصنف له تاريخ كبير .
سنة ثان() وثلاثين وخسمائة
فيها خرج محمد بن رافع اللواق بالبحيرة في طائفة كبيرة من العربان ، فسار إليهم طلائع بن
زيك() ، والى البحيرة ، وحاربهم فكسرهم ، وقتل أميرهم محمد بن رافع
وفيها غلت الأسعار بمصر
سنة تسعد وثلاثين ونعسمائة
فيها سير الحافظ الرشيد أبا الحسين أحمد بن الزبير رسولا إلى اليمن بسجل يقرأه عليهم ، فسار
ف ربيع
وفيها خر ج أبو الحسين بن المستنصر إلى الأمير ألي المظفر خماتاث ، صاحب البا الحافظى ،
وقال له : اجعلنى خليفة وأنا أوليك الوزارة ، فأعلم الحافظ بذلك فقبض عليه واعتقله
وفى جمادى الأخرة قدم من دمشق إلى مصر الأمير مؤيد الدولة أسامة بن منقذ(464) وإخته
وأولادهم ، ونظام الدين أبو الكرام محسن ، وزير صاحب دمشق ، مغاضبين(5) لصاحب دمشق .
سنة أربعين ونعسمائة
التتيسي(425) في جمادى الأولى .
فيها أعيد نظر الدواوين والأتراك والخزائن للقاضي الموفق أنى الكرم محمد بن معصوم
سنة إحدى5) وأربعين ونعسمائة
فيها خرج على الحافظ أمير من المماليك يعرف ببختيار() طالبا للوزارة بأرض الصعيد ، فندب
إليه عسكرا عليه سلمان بن يونس(2) اللواق ، فمض إليه وحاربه ، فانهزم فاتبعه حتى أخذه أسيرا
وقتله وصلبه
ولسبع بقين من جمادى الآخرة قدم إلى مصر صاف() الخادم ، أحد خدام المتقى (3) من بغداد
فارا فأكرمه الحافظ
وفيها منع الحافظ من التعرض لصف شيء من المال الحاضر من الأعمال فى جوارى المستخدمين
وأن يكون ما يسيب(4) منها على البواق والفاضل فى هذه السنة .
سنة اثنتين(4) وأربعين ونحسمائة
في ربيع الآخر أعيد نظر الدواوين للقاضى المرتضى أنى عبد الله محمد بن الحسين الطرابلسي
المعروف بالمحتاء ، وصرف أبو الكرم التنيسى .
وفيها بعث الحافظ لظهير الدين ، صاحب دمشق هدايا ، خلعا وتحفا(466)
وفى ليلة الثلاثاء لسبع بقين من ذي القعدة خرج رضوان الوزير من نقب نقبه بالقصر ، فىي
الموضيع الذى كان (83و، معتقلا فيه ، وركب وحوله جماعة من كان يكاتبه ، وسار إلى الجيزة فنزل
بها ، واستنجد بجماعة كثيرة من طوائف العربان ، وسار إلى القاهرة ، فخرج إليه عسكر الحافظ
فحارجهم عند جامع ابن طولون ، فانهزموا منه ، ودخل إثرهم إلى القاهرة ونزل بالجامع
ل بيحت
138-
الأقمر ، فغلة الحافظ أبواب القصر في وجهه . فأحضر رضوان جميع أرباب الدواوين وأرباب الدولة
وأمر ديوان الجيش بعيض الجند ، وأخذ أموالا كانت خارجة عن القصر في الدواوين وفي طوائف
العسكر . وقيا أنه سير يطلب من الحافظ المال ، فسير إليه عشرين ألف دينار وبعث الحافظ
خلف مقدمي السودان وأمرهم بالهجاوآم عل رضوان وقتله ، فخرجوا إليه وهاجموه فلما راهم هم
بالكوب فبيدره بعض السودان بسيفه ، قتله به وقتل معه أخاه ، وأخذ السودان رأسهما ودخلا بهما
إلى الحافظ فسكنت الفتزة(27)
وبعث الحافظ رأس رضوان إلى زوجته فلما وضعت فى حجرها قالت : هكذا تكون(9)
الرجال(468)
وكان رضوان سنيا حسن الاعتقاد ، شجاعا شديد البأس ، ثابت الجنان . ولد ليلة غدير خم
من سنة (83 د) تسع وثمانين وأربعمائة ، وأول ولاية وليها قوص وإخميم فى سنة ثمان وعشرين
وخحسمائة(469) .
وفى يوم الأحد لعشر بقين من صفر توفى الشيخ الفاضل أبو القاسم على بن منجب بن سليمان
الكاتب المعروف باب. الصتيرفي المنعوت بتاج الرئاسة ، صاحب الرسائل . أخذ صناعة التسل عن
ثقة الملك أر العلاء(4) صاعد بن مفرج ، صاحب ديوان الجيش ، ثم انتقل منه إلى ديوان الانشاء
وبه الشريف سناء المللف أبو محمد الخسين التيدى ، ثم تفد بالديوان فصار فيه تمفده . وكان أيوه
صيفيا وجده كاتبا . ومولده بمصر يوم السبت لثمان بقين من شعبان سنة ثلاث وستين وأربعمائة
وله تصانيف عدة في الأدب والتاريخ والترسل ، وله شعر .
سنة ثلاث(5) و أربعين وخمسمائة
في ثالث صفر توجه العسكر لقتال لواتة ، وكان قد قام فيهم رجل قدم من الغرب(4) ادع أنه
ابن نزار فكانت بينهم وقعة على الحمامات انهزم فيها عسكر الحافظ . فسير إليهم عسكرا ثانيا ودس
إلى مقدمي لواتة مالا جزيلا ليقتلوا ابن نزار ، فقبلوا المال وقتلوا المذكور وبعثوا برأسه إلى الحافظ ،
وذلك في صفر وعادت 1 84 و العساكر فى ثانى ربيع الأول (471) .
ولسبع خلون من المخحرم صرف عن قضاء القضاة أبو الطاهر 1 إسماعيل بن سلامة الأنصارى
واستقر على الدعوة فقط(472) . واستخدم فى القضاء ل) أبو الفضائل يونس بن محمد بن الحسن
القرثي القدسي.
وفي رجب قطعت أيدى بني الأنصارى وصلبوا على بابي(5) زويلة الكبير والصغير .
وفيها للغت زيادة ماء النيل تسعة عشر ذراعا وأربعة أصابع ، وبلغ الماء الباب الجديد أول الشارع
[الأعظم ](4) خارج القاهرة(4) . فكان الناس يتوجهون إلى القاهرة من مصر من ناحية المقابر
فلما بلغ الحافظ أن الماء وصل إلى الباب الجديد أظهر الحزن والانقطاع ، فدخل عليه بعض خواصه
وسأله عن هذا السبب ، فأخرج له كتابا وقال : انظر هذا السطر ، فقرأه الرجل فإذا فيه « إذا
وصا الماء الباب الجديد (475) انتقل الإمام عبد المجيد» ثم قال هذا الكتاب الذى نعلم فيه أحوالنا
وأحوال الدولة وما يأتى بعدها(476) . فاتفق بعد ذلك مرض الحافظ إلى آخر السنة .
سنة أربع وأربعين ونعسمائة
فيها وقع الاختلاف بين الطائفة الجيوشية «الطائفة السمدانية اليحانية ، فكانت (، 5 بينهما
حروب شديدة قتل فيها عدة من الطائفتين ، وامتنع الناس من المضى للقاهرة والطلوع إلى مصر
وكان التقاؤهم أولا يوم الخميس ثامن عشر جمادى الأولى ثم فى يوم السبت رابع جمادى الآخرة ،
فانهزمت الريحانية إلى الجيية .
واشتغل الناس بوفاة الخليفة ، وكان القصد القيام عليه وإزالته من الخلافة فمات فى ليلة الخميس
لخنمس خلون من جمادى الآخرة . ومولده في المحرم سنة سبع وستين وأربعمائة ، وقيل ثمان وستين
وعدة - لفته م يوع بعته عند قثا كتيفات ثمانى عشرة سنة وأربعة اشهر وتسعة عشر يوما (477) .
ولاق في أول أيامه شدائد وحكم عليه ، فما زال يسوس أمره حتى مسك رضوان الوزير واعتقله
ولم يستوزر بعده أحدا ، بل كانوا كثابا على سنة الوزراء أرباب العمائم كأنى عبد الله محمد بن
الأنصارى ، والقاضى الموفق التنيسى ، وصنيعة الخلافة ألى الكرم الأخرم النصرانى .
وكان حازع ال أى حامعا للأموال لا يحب أن يكمن له وزير لما جرى عليه من وزراثه(478) . ولم يل
الخلافة أحد من أفل بيته من أبوه غير خليفة غيه ثم العاضد (479) . وكان عنده سبعة من المنجمين ، .0م
منهم (85و المحقوق وابن الملاح وابن القلعى وابن موسى النصرا
وفي أيامه عملت الطبلة التي كسرت فى أيام السلطان صلاح الدين ، وكانت إذا ضرب عليها
من به قولنج تنفس عنه الريح (481) .
وترك من الأولاد أبا الامانة جبيل ، ويوسف ، وأبا المنصور إسماعيل ، وتولى الخلافة بعده ولقب
بالظافر.
[ااظاواماضر]
فاستوزر الأمير نجم الدين أبا الفتح سليم بن محمد بن مصال ولقبه «بالسيد الأجل المفضل
أمير الحيوش » ، وهو يومقذ مر آكابر امراء الدولة (483) .
وفى رابع شعبان اجتمع بالبهنساوية(5) جهمع كيير من السودان والمفسدين ، فخرج إليهم الوزير
ابن مصال وحاربهم فكسرهم
ففى أثناء ذلك ثار عليه الأمير المظفر أبو الحس على بن السلار(484) ، والى الإسكندريع(5)
وعاجله إلى مص فدخل القاهرة فى يوم البعاءة) سابع شعبان المذكور ، ووقف على باب القصر
وسير إلى الظافر وإلى من يدبره من النساء فأعلم بحاله . وكانت بينه وبين أهل القصر مراجعات
كثية الت إلى أن فتح له أبواب القصر وخلع عليه خلع الوزارة ولقب «بالعادل » . فبلغ ذلك ابن
قصال فجمع من العربان جنعا صالحا ، وقصد اب السلار ومعه بذر بن رافع ، « مود مقدم العريان
فى تلك البلاد ، فندب ابن السلار ربيبه() عباس بن يحى بن قميم بن المعز بن باديس فى عسكر فتزل
بركة الحبش . وسير ابن مصال طائفة من عسكره مع الامير الماجد فجد فى السير وكبس عسكره
عباس فأكثر من القتل والجراح فيهم . فانهزم عباس إلى القاهرة وعاد الأمير الماجد إلى ابن مصال
فأجمع رأيه على السير إلى بلاد الصعيد لجنع العربان والأحناد ، فتوجه لذلك وأخذ ابن السلار فى
تجهيز عباس فجهيه فيى عسكر كثف خوفا من اجتاع الناس على ابن مصال ، فلحقه عباس على
دلآصر(485) وكان معمن معه طلائع بن رنيك ، وكان مقدما في هذه النوبة . فكانت بينه وبين ابن مصال
وقعة انجلت عن قتل ابن مصال وبذر بن رافع فى يوم الأحد تاسع عشر شوال . وعاد عباس بمن معه
إلى ابن السلار برأس ابن مصال فطيف بها فى القاهرة ومصر ، وخلع على ابن السلار فى ذلك
اليوم (486) .
وكان ابن مصال من برقة وتعاطى أولا البيزرة والصيد هو وأبوه من قبله ، فتقدم فى الدولة حت
نال الوزارة فاتفق أن راته في وزارته امرأة كانت تغرفه فيى حال فقره ، فقالت له : سلم (88. 1 وذرت
فقال لها : نعم ، فقالت له : والله ما وزت وبقى أحد فضحك وأمر لها بصلة
وفي السادس والعشرين من رمضان أغلق العادل بن السلار [ أبواب ](5) القاهرة والقصور ،
وأعسك صبيان الخاص وقتلهم عد أخرهم ، وكانوا جمعا كبيرا
وصبيان الخاص هم أولاد الأجناد والأمراء وعبيد الدولة ، فكان الرجل منهم إذا مات وله أولاد
حملوا إلى حضرة الخلافة ويودعوا فى أماكن مخصوصة ، ويؤخذ في تعليمهم الفروسية ويقال لهئلا
الألاد صبيان الخاص . وسبب قثل [ابن](5) السلار لهم أنه بلغه عنهم أنهم تعاقدوا على أن يهجموا
في داره بالليل ويقتلوه ، فقبض عليم وقتل أكثهم وبعث بمن بقى منهم ذكرهم فى الثغور.
وفى يوم الجمعة رابع شوال قتل العادل بن السلار أبا الكم محمد بن معصوم(5) التنسع ، ناظر
لدواوين (20 . وذلك أنه كان قبل الوزارة من صبيان الحجر ، وكان يعاود الدخول على الموفق فى
الرسائا «يكلمه يكلام غليظ ، فكهه الموفق لذلك ، فاتفق أنه كتب لابن السلار منشورا بإقطاع
فدخل به إلى الموفق فتغافا عنه وأضتا أمره ، فقال له ابن السلار : ما تسمع ، فقاا له الموفق :
كلاملك ما يدخل ف أذن أصلا ، فأخذ ابن السلار منشوره وخرج . وضرب الده ضرباته وصار
ابن السلار ملكا فدخا عليه الموفق بن التنيسى وسلم فقال له : ما اظن كلامي يدخل فىي أذنك ،
فتلجلج الموفق وقال له : عفو السلطان ، فقال : قد استعملت العفو من خروجى من عندك . وأشار
لبعض خدمه فأحضر مسمارا من حديد عظم الخلقة ، فقال : والله
هذا أعددته لك م ذلك الوقت وأمر به فجر وضب المسمار في أذنه حتي تفذ من الأخرى ، فأمر
به فخيل إلى باب :ويلة الأوسط «دق المسار فى خشبة وعلق عليها ميتا ثم أتزل بعد ذلك(490) .
وفى سابع عشر شوال ريى برأس سعيد السعداء من القصر وصلب بباب زويلة من ناحية
الخق ، و إليه تسب دوية سعيد السعداء ، وه الأن خائقاه(49) .
وفى رابع عشر صفر قتل تاج الئاسة(5) بن المأمون
وفيها مات أبو الحسن على بن الحسن البيسانى ، والد القاضى الفاضا بمصر ، وكان قاضى
عسقلن() والناظر فيها . ومولده ثامن عشر معادى الآخرة سنة إحدى وخمسمائة . وولد أبوه
الحسن يوم غدير خم سنة ستين واربعمائة ، ومات (87و مستهل ربيع الأخر سنة إحدى عشرة
وخمسمائة .
سنة نحس وأربعين(3) ومعسمائة
في رجب غارك) جنع كبير من الفرنج على الفرما وأحرقوها وأخربوها ونهبوا أعلها (492) .
سنة ست() وأربعين (7د؛ ونعسمائة
فيها جهز العادل بن السلا المراكب الحربية بالرجال والعدة(2) فسارت فى ربيع الأول إلى
يافا ، فأسرت عدة من مراكب الافرنج ، وأحرقت ماعجزوا عن أخذه ، وقتلوا() خلقا كثيرا
من أهل يافا . ثم قصذوا ثغر عكا « أفتكوا فيه . وسا وامنه ا[ صيداك) وبيروت وطرابلس . فايله
بلاء حسنا وظفروا بحماعة م حجاج الافرنح فقتلوهم عن اخرهم.
وبلغ ذلك نور الدب محمود بن زنك ، ملك الشام ، فهع بقصد الفرنج فى البر لكون وهه
في البر والأسطول المصرى في البحر ، فعاقه عن ذلك الشغل بإصلاح دمشق ، ولو اتفق مسيره
مع الأسطول كان يحصل الغرض من الفرنج (494) .
وكان جملة ما نفقه العادل بن السلار على هذا الأسطول ثلاثمائة ألف دينار . وكان سبب
تحهيزه ما فعله الفرنج فى مدينة الفرما (495) .
وفيها قطعت جميع الكسوات ع: الناس من الأهراء والدواوين وغيرهم.
سنة سبع وأربعين وتحسمائة
فيها صرف العادل بن السلار ع القضاء أيا الفضائل يونسر ، واستخدم عبد المحسن بن محمد
ابن مكرم . ثم ولى بعده أبا النجم بدر بن ثمال(5) بن نصير . وقيل بل الذى ولى أبو المعالى
مجلي(4) بن جميع بن نحا الارسوف(4) الشافعي
سنة ثمان وأربعين وخمسمائة
في سادس المحرم قتل أبو الحسن على بن السلار ، سلطان مصر ، قتله ربيبه عباس (498) . وذلك أن
العادة كانت جارية كل ستة أشه بتجريد عسكر مصر لحفظ عسقلان من الفرنج ، وكان الفرنج قد
نزلوا عليها وحاصروها فى السبنة الماضية . فلما قدم البدل فى هذه السنة ، وكانت النوبة لعباس ،
خرج ومعه من الأمراء ، ملهم والضرغام وأسامة بن منقذ وغيه ، وكان لأسامة بعباس
خصوصية(499) .
فلما برزوا من بلبيس تذاكر عباس وأسامة مصر وطيبها وماهم خارجون إليه من شدة السفر ولقاء
العدو ، فتأوه عباس لذلك وأخذ يلوم العادل ويعتب عليه وكونه جده ، فقال له أسامه : لو أردت
كنت سلطان مصر . فقال : كيف الحلة ? فقال : هذا ولدد بينه وبين الظافر مودة عظيمة ،
فخاطبه على لسان ولدك أن تكون أنت السلطان موضيع (مدو عمك فإنه يختارك ويكره عمك ، فإن
أجابك فاقتا عتك
فأحضر عباس ابنه نصر وأسر إليه ما تقرر مع أسامة وسيره إلى مصر ، فاتفق أنه وجد عند
دخوله غفلة من العادل أمكنه فيبا الاجتماع بالظافر ، فأعلمه الحال فوافقه على ذلك ، ومضى نصر
إلى دار جدته ، زوجة العادل ، وأعلم العادل أن أياه سيره من بلبيس شفقة عليه من السف .
فلما أصح العادل مضى إلى مصر بكرة النهار وجهز المراكب الحربية ونفق فى رجالها وعرضها
لتلحة عباسا وأقام نهاره ثم عاد اخر النبار إلى القاهرة وقد لحقته شدة من التعب ، فنام على فراشه ،
فقام إليه نصر بن عناس على حين غفلة واحتز رأسه ومضى بها إلى الظافر بالقصر .
فسرح الطائر من فوره إلى بلبيس ، فقام عباس لوقته ودخل إلى القاهرة صبيحة نهار الأحد ثانى
عشر المحم ، فوجد جماعة م: الأتراك ، كان العادل قد اصطنعهم لنفسه ، قد نفروا واستوحشوا ما
وقع ، فأخذ 4 تسكينهم فلم يطمئنها إليه وخرجوا على وجوههم إلى دمشة
وكانت وزارة العادل ثلاث سنين ونصفا . ولما خحملت رأسه إلى القصر أشف الظاف م. يا
الذهب ، ورفعت الرأس ليراها الناس ، ثم أمر بها فصملت إلى بيت المال فوضعت ف خزانة
الرؤوس ، فأودعت بها .
سنة تسع وأربعين ونعسمائة
في ليلة الخميس سلخ محم خرج الظافر متنكرا(9) ومعه خادمان إلى دار نصر بن عباس ، وهي
الدار المعروفه بدار جبر بن القاسم ثم عفت بدار المأمون بن البطائح ، وهي الأن المدرسة
السيوفية(52) . فاتفق أن نصرا() قتل الظافر وحفر له تحت لوح رخام ودفنه ، وقتل معه أحد
الخادمين(5) وهرب الآخر . .
وسبب ذلك أن الأمراء استهحشوا من أسامة بن منقذ لما حست. لعباس أن يقتل عمه العادل ،
وهنوا بقتله ، فبلغه ذلك . فأخذ يقول لعباس : كيف تصبر على ما تقول الناس في ولدك ، واتهامهم
له بأن الخليفة يفعل به ما يفعل مع النساء ؟ ، فعظم ذلك على عباس ، واتفق أن الظافر أنعم على
نصر بقليوب ، فحضر نصر إلى ابيه وأعلمه بذلك ، فقال أسامه بن منقذ ما هي بمدك غالية ،
فقال عباس لابر منقذ : كيف تكون الحيلة فى هذا الأمر ? . فقال له : الخليفة فى كل وقت يأنى
ولدك في هذه الدار خفية ، فإذا أتاه مرة يقتله . فأحضر عباس ابنه وأمره بذلك . فلما أتاه الخليفة
في ليلة (88 و الحنميس قتله كما ذكنا(55) .
وركب يوم الخميس عباس الوزير فى أوله إلى القصر على العادة ، وقال لبعض الخدم : اعلم (5
مولانا لنجلس للاجتماع معه . فدخل وأعلم أهل القصر بما التمسه عباس من الاجتماع بالخليفة ،
فقيل أنه خرج البارحة ولم يعد . وحضر فى أثناء القضية الخنادم الذى كان معه وأعلمهم الحال ،
وشدد عناس في طل الخليفة ، وقام بنفسه ودخل القاعات ومعه كبار الخدم ، وقال لهم : لابد من
مولانا الخليفة . فقا له حينقذ أنت أعلم بحاله فأمر بإحضار آخويه ألي الأمانة جبريل ويوسف ،
وقال لهما : أنتا قتلتا الخليفة ، فأنكرا ذلك محلفا عليه ، وهو يتمادى عليهم . فاحضر القاضى
وداعي الدعاة أا الظاهر بن إسماعيل بن عبد الغفار ، والفقيه مجلى وعنفهم أنه صح عنده أن إخوة
الظافر قتلوه ، فأفت الجماعة بقتلهم . فأمر حينتذ بهما فقتلا بين يديه(56) . وقد أحضر عيسى بن
الظافر ، وهو طفا صغير ، فبايعه بالخنلافة وأخرجه للناس ونعته «بالفائز » فحصل له رجفة مما رأى
من قتل عميه ، فكان يصرع كل قليل(58) .
وكان الظافر من أحس خلق الله وجها . ولد يوم الأحد نصف ربيع الآخر (8ط ، سنة سبع
وعشر ين وخمسمائة . وقتا ليلة الخميس سلخ المحرم سنة تسع وأربعين . فكانت مدة ملكه أربع سنين
وسبعة أشهر وخمسة وعشرين يوما ، وعمره إحدى وعشرين سنة وتسعة أشهر وخمسة عشر
يوما(58) .
[الفانتصراشر
وظن عباس أن الأمر استقام(5) له فكان الأمر بخلاف ذلك . وكثرت نياحة أهل القصر على
الظافر وأخذوا في إغمال الحيلة على عباس . وكانت الأمراء والسودان قد نفروا عنه لاقدامه على
القتل ، فاختلفت الكلمة عليه وهاجت الفئنة بالقاهرة وتفرق العسكر فرقا ولبسوا السلاح
فخرج إليهم عباس فى يوم الاثنين عاشر ربيع الأول وحاربهم فكسهم وقتل منهم جماعة ، وبعثت
عمة ، الفائز إلى طلائع بن رنيك ، وهو على الأعمال الأسيوطية(2) ، بالكتب وفى طيها شعور
النساء(3) تستصرخ به على عباس ، فجمع العربان والأجناد ومقطعي البلاد ، وحشد وسار من
منية الحنصيب يوم الست لثمان خلون من ربيع الأول (511) .
وبلغ عباس فجهز إليه عسكرا فسار من القاهرة عاشر ربيع الأول فوصا إطفيح بكرة
الثلاثاء خامس عشره2 ، وسارت عربان إطفيح إلى ابن رزيك فوافوه بأبويط ، وسار فنزل
دهشور من الجيزة ، (.» و؛ فوصلته الأخبار بخروج عباس من القاهرة فسار ونزل قبالة المقس
عشية نهاره .
وخرج الناس للقائه فبات في عشارى ، وأصبح فأقام به إلى يوم الأبعاء تاسع عشره(5) ، فكب
ليريد القصر . فخرج إليه الأمراء ، فمنهم من قابله ومنهم من التحق به ، وبعد ساعة انجل الأمر عن
فرار عباس وأسامه بن منقذ بما خف من المال والتحف إلى جهة أيلة ليصير إلى الشام ، ونهب الناس
دوهم .
ودخل طلائع القاهرة وشقها عساكه وهو لأبس ثيابا سوداء ، وأعلامه وبنوده سود ، وشعور
نساء القصر على الرماح حزنا على الظافر . فكان ذلك من عجيب التفاؤل فان الدولة انتقلت عما
قليل إلى بنى العباس ودخلت أعلامهم السمد ا! القاهرة
ونزل طلائع دار المأمون التى كان يسكنها عناس ، وأحضر الخنادم الذى كان مع الظافر لماقتا
فأعلمهم مكانه فأخرجه وغسله وكفنه وعمله في تابوت مغشى ، وحمله الأستاذون والأمراء ،
وصش طلائع والناس حتي وصلوا به إلى القص فصلى عليه انه الفائز ، ودفن فى تبة القصر ..
وجلس الفائز بقية النهار ، وخلع على طلائع بن رنين(4(5) بالموشح والعقد ، (90 ط، وعلى ولد
وإخوته وحاشيته . وقرىء سيجله(54) بالوزارة ونعت « بالملك الصالح » ، وعلى طرةا5
السجا بمخط الفائز ما نصه : « لوزيرنا السيد الأجل الملك الصالح ، وتتمة النعوت والدعاء(5) ، من
جلالة القدر ، وعظم الأمر وفخامة الشأن وعلو المكان ، واستحباب التفضيل() ، واستحقاق
غايات المت الجزيل ، ممنية الولاء الذى بعثه على بدل النفس فى نصرتناا) ، ودعاه دون الخلائق إلى
القيام بحق مشايعتناك) وطاعتنا ، ما بعثنا(5) على التبرع له ببذل كل مصون ، والابتداء م . ذاتن
بالاقتراح له بكل شيء يسر النفوس ويقر العيون . والذى تضمنه هذا السجل من تقريظه وأوصافه ،
فالذى تشتمل(0) عليه ضمائرنا أضعاف أضعافه ، ولذلك شفناه بجميع التدبير والانالة ، ورفعناه إلى
أعلى رتب الأصفياء بما حعلناه له من الكفالة . والله تعالى يعضد به دولتنا ، ويحوط به حوزتنا ،
ويمده بمواد التوفيق والتأييد ، ويجعل ايامه فى وزارتنا ممنوحة غايات الاستمرار والتأييد إن شاء الله
تعال »(516) . وهو سجل كبير جدا م . إنشاء الموفق أبي الحجاج يوسف بن على بن الخخلال (517) .
ودخل(5) الشعراء على الصالح (و، فهنؤه(5) بالوزارة وذكروا هذه الحالة والواقعة ، وكانوا جماعة
منهم : أبو على عبد الحيم بن على البيسان(58) ، والقاضى الأجل الرشيد أحمد بن الزبير .
والقاضي الحليس . عبد العزية . بن الحسين بن الجباب . . ، والقاضي السعيد حلال الملك أيو
الحسن على بن الأشرف بن كاسيبويه(521) ، وأبو محمد يحيى بن خير الشاعر المسم ديك الكم .
وفيها أرسلت عمة الظافر(4) للفرنج بعسقلان رسلا على البيد ثعلمهم بالحال وتبذل لهم
الأموال فى الخروج على عباس وأخذ ما معه ، فخرجوا إليه وحاربوه فخذله أصحايه ونجوا مع أسامه
بن منقذ إلى الشام . فوقع فى قبضة الفر نمج فنهبوا ما كان معه وحملوه إلى عسقلن (522
وفيها صرف عن قضاء القضاة أبو المعالى فجلى بن جتيع الفقيه الشافعى . . واستقر
كانه القاض المفضا أيه القاسم هبة اللله بن عيد الله بن كامل بن عيد الكيم فى العشر الأخير م
شعبان(524)
وفى يوم الأحد ثالث عشر ربيع الأول قبض الصالح على جماعة من الأمراء وقتلهم ، وعلى عدة من
أرباب العمائم منهم الخطير أبو الحسن على بن سلم بن البواب ، ناظر دواوين مصر ، (59) وكان عارفا
بالهندسة والمنطق مليح الشعر حسن الترسا (5)
وفيها مات القاضى المرتضى أبو عبد الله محمد بن الحسن الأطرابلسي المعروف بالمحنك ، وكان
من ولى نظر الدواوين والخزائن وغيها . وله « تاريخ خلفاء مصر» قطع فيه عل الحافنا (525)
سنة محسين وتحسمائة
فيها مضى الأسطول لميناء صور فملكها وقتل() من فيها وأحرقها ، وعاد وقد ظفر بمراكب
حجاج النصارى وغيرهم وبعدة أسرى (2 وغنائم كثيرة (566) .
وفيها خرج على الصالح الأمير تميم ، والى إخميم وأسيوط ، وجمع جمعا موفورا ، فأرسل إليه عسكرأ
فقتل في يوع الاربعاء سابع عشر رجب (527) .
وفيها قدم إلى مصر الفقيه عمارة بن على بن نيدان(5) الحكمى الشاعر ، رسولأ من أمير
إلى مصر فاستقر بها
وصار من جملة خدام الدولة(8)5) .
وفيها مات بمصر الفقيه أبو المعالى مجلى بن جميع بن نجا القرشى المخرومي(2) الأرسوف
الشتافعي . وله مصتفات منبا كتابه الكبير المسمى «بالذخائر »(7) في الفقه(53) .
سنة إحدى(5) ونعسين وتحسمائة
فيبا كان الغلاء بمص فلحة 976 و؛ الناس منه شدة .
سنة اثنسين(5) ونعسين وخعسمائة
فيها كان() انفساخ الهدنة بين الفرنج والصالح ، فشرع في النفقة عل العساكر وعربان البلاد
للغارة على بلاد الفر نج . فأول سرية سيرها يوم السبت سابع عشرين جمادى الأولى فوصلت إلى
عزة ونهبت أطرافها ، وسارت إلى عسقلان فاسرت وغنمت وعادت بغنائم كثية ال مص 4 رابع
عشر جمادى الآخرة . ثم سير عسكرا(ل) آخرا(5) فمض إلى الشريعة فأبلى بلاء حسنا وعاد مؤيدا ،
وندب مراكب فى البحر فسارت إلى بيروت وغيرها فأوقعت بمراك الفرنج فأست منهم وغنمت
وسير عسكرا إلى بلاد الشوبك والطفيل فعائوا في تلك البلاد وغاروا ، ورجعوا بالغنائم في رجب
ومعهم عدة أسرى . ثم سير الأسطول فمض إلى عكا فأسروا من أهله نحو سبعمائة نفس بعد
حروب وعاد في رمضان ، وجهز سرية إلى بلاد الفرنج فغارت وعادت بغنائم في رمضان . وندب سرية
أخرى فى غرة ذى القعدة وأردفها باخرى فى خامسه . فوصلت غاراتهم إلى أعمال دمشق فغنموا
عادوا في سادم ذى الحجة (531) .
وفيبا قدم رسول محمود (2» د بن(4) زنكي صاحب الشام (536) .
وفيها كسر مركب(8) فيه حجاج النصارى بثغر الإسكندرية ، فقبض عليهم نائب الثغر وبعث
بهم إلى القاهرة
وفى سلخ ذي الحجة قبض الصالح على الأمير ناصر الدولة ياقوت وأولاده واعتقلهم ، بسبب أنه
كاتب أخت الظافر وقصد القيام على الصالح . وكان واليأ على أعمال قوص وهو بالقاهرة وبقى حتى
مات بالحبس فى رجب سنة ثلاث وخمسين .
وفيها أحضر إلى الصالح رجل كامل الأعضاء قويها سريع الحركة ليس بضئيل الصوت ، طوله من
رأسه إلى قدمه أربعة أشبار وله أولاد .
سنة ثلاث ونحسين «خعسمائة
في محرم جهز الصالح عسكرا عدته أربعة آلاف وعليه شمسر الخلافة أبو الأشبال ضرغام وجماعة
من الأمراء للغارة على بلاد الفرنج ، فساروا فى رابع صفر إلى تل العجول(5) فكانت بينهم وبين الفر ج
وقعة في نصف صفر انهزم فيها الفرنج هزيمة قبيحة . وسير س ية واقعت الفرخج عل العريش فى شعبان
فكسرتهم وغنمت منهم خيولا وأموالا(533).
وفيها قدم رسول محمود بن زنكى ، ووصل رسول الفرنج يطلب الصلح ، ورسول من صاحب
قسطنطينية (3» و يطلب مراكب نجدة له عل صاحب صقلية
وفيها سارت سرية من مصر إلى بيت جبين فغنمت وعادت سالمة بالغنائم
وسار الأسطول يوم الجمعة ثالث عشرين ربيع الآخر فوصل إلى تنيس فى ثامن شعبان ، ومنه
سار إلى بلاد الفرج .
وفي سادس عشر ربيع الأخر ورد أسطول الإسكندرية وقد امتلأت أديهم بالغنائم
وفي ربيع الاخر سار عسكر إلى وادى موسى ، فحاصر حصن الوعيرة (4) ثمانية أيام وعاد بعد ما
توجه إل الشوبك وغار عليها وترك هناك أميين على الحصار .
وفى تاسع جمادى الأولى سار عسكر إلى بيت المقدم فعاث وخرب وعاد بغنائم . وورد الخب
بوقعه كانت على طبرية انكسر فيها الفرنج ، فشرع الصالح فى النفقة على العساكر ، فكانت حملة
234 ما أنفقه فى مدة إلى عاث شعبان فى هذه السنة خاصة مائة ألف دينار
فسار في خامسر شعبان خمس شوانى قد وخت ساحل الشام وظفرت بمراكب للفرج
وعادت بعدة غنائم وأسرى فى ثانى عشرين رمضان .
وود الخبر بحركة ملك العريش إلى مصر للغارة على أطرافها ، فجهز الصالح عسكرا فعاد ر3د، وا
يأت مص .
وفيها مات بمصر القاضي المفضل كافى الكفاة أبو الفتح محمود ابن القاضع الموفق إسماعيا بن
حميد الدمياطي المعروف بابن قادوس في سابع المحرم . فحضر الصالح من القاهرة إلى مصر للصلاة
عليه ومشى فى جنازته إلى تبته عند مسجد الأقدام(534) . وكان من امائل المصريين وكتابهم مقدما
غند ملوكهم وله « ديوان شعر »(535) .
وفيها عاد رسول محمود بن(5) زنكى بجواب رسالته (536) ومعه هدية من الأسلحة وغيها قيمتها
ثلاثون ألف دينار ، وعينا سبعون ألف دينار توسعة(5) له على الجهاد ، وندب مع الهدية أميرا من
أمرائه ، وكتب الصالح كتابا على يده وضمنه قصائد يحرضه فيها على قتال الفرنج ، فوصلت
الهدية فى حادى عشر شهر رمضان .
ومضت فى هذه السنة عدة عساكر في البر والبحر وعادوا بكثير من الأسرى منهم أخو القمص
صاحب جزية قبرص ، فأكرمه الصالح وسيره إلى ملك القسطنطينية فامتلأت الأيدى بالغنائم ، وقال
الصالح فى ذلك عدة قصائد .
« والله أعلم »
وقد وجدنا هكذا مكتوبا في آخر النسخة . آخر المنتقي
من الجزء الثانى من تاريخ مصر لابن ميسر ، تم على يد
أحمد بن على المقريزى فى مساء يوم السبت
لست بقين من شهر ربيع الأخر
سنة أربع عشرة وثمانمائة .
أمين الدولة أبو سعد العلانى [بن ] ألى عل الحسن بن وهب ب: الموصلايا كاتب الانشاء بدار
الحنلافة ببغداد ، كتب للقائم والمقتدى والمستظهر خمس وستين سنة وكان ابتداء خيره منه في
أيام القائم سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة . ومات فى ثالى عشرين جمادى الاولى سنة تسع وتسعين
وأربعمائة بعد ما أخر . وكان متل على ابن أخيه ألى نصر وكان نصرانيا فأسلم فى أيام المقتدى عل يده
ولم يزل موقرا وناب فى الوزارة وله شعر وكان قد جمع من حسن الخنط والبلاغة . وولد ليلة السبت
سادس شوال سنة اثنتى عشرة وأربعمائة(
وتأخرت دولة العاضد ، وهو أخرهم والله أعلم ، لم يذكرها المؤلف وهم ثلاثة عشر رجلا خلفا .
ط واقتدى 4) خ وط واستظهر
51) هذه الترجمة جاءت هكذا في آخر الكتاب ولا صلة لها بموضوعه .
[العةلين اشر]
1 قال اب اهلاة : «ركب المعز لدد . الله يوع الفطر لصلاة العيد (538) ا! مصتلي القاهرة (539)
التى بناها القائد جوهر . «كان محمد بن أحمد بن الأدر ع الحسنى قد بكر وجلس في المصلى
تحت القبة فى موضع ، فجاء الخدم وأقاموه وأقعذوا موضعه أا جعفر مسلما ، وأقعدوه هو دونه ،
وكان(4) أبو جعفر مسلم خلف المعز ع: يمينه وهو يصلى . وأقبل المعز في زيه وبنوده وقبابه ، وصلي
بالناس صلاة العيد تامة طويلة، قرأ في الأولى بأم الكتاب ، و ( ها أتاك حديث الغاشية ))(540)
كير بعد القراءة وركع فأطال ، وسجد فأطال ، أنا سسحت خلفه فى كلى ركعة وفي كل سجدة
نيفا وثلاثين تسبيحة ، وكان القاضي النعمان بن محمد يبلغ عنه التكبير . وقرأ في الثانية بأم الكتا
وسورة ) والضحى ))((54) ثم كبر أيضا بعد القراءة ، وهي صلاة جده علا بن ألى طالب ، عليه
السلام ، وأطال أيضا في الثانية الركو ع والسجود ، أنا سبحت خلفه نفا وثلاثين تسبيحة فى كا
ركعة وفى كل سجدة ، وجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في كا سورة ، وأنكر جماعات يتوحمون
بالعلم قاعته قبا التكبير لقلة علمهم وتقصيرهم فى العلوم .
حدننا ممد .. أحمد قال حدثنا عمر ب : شئبة حدثنا عبد الله ورجاء عن إسرائيل عرن ألى
إسحاق عن الحارث عن على ، عليه السلام ، أنه كان يقرأ فى صلاة العيد قبل التكبير . فلما فرغ
المعز من الصلاة صعد المنبر وسلم على الناس يمينا وشمالا ثم ] (586) نشر بالبندين (5) اللذير(2)
[ كانا ](4) على المنبر فخطب وراعهماك) على رسمه . وكان في أعلى درجة عل(5) المنبر وسادة(2)
ديباج مثقل ، فجلس عليها بين الخطبتين واستفتح الخطبة بالبسملة . وكان معه على المنبر القائد
جوهر وعمار ابن جعفر وشفيع ، صاحب المظلة ، ثم قال : الله أكبر الله أكبر ، استفتح بذلك ،
وخطب وأبلغ وأبكى الناس ، وكانت خطبة(4) بخشوع وخضوع . فلما فرغ انصف فى عساكره
خلفه أولاده الأربعة بالجواشن والخوذ على الخيل [ بأحسن زي ، وساروا ]() بين يديه
بالفيلين(4) فلما حصا اذا في قصره أحضر الناس فأكلوا [ وقدمت إليهم السمط ونشطهم إلى
الطعام ](1) وعتب عل م تأخر ، ا وتهذد من بلغه عنه صيام العيد ].
. 5421
وفي شوال رد أحكام المغاربة ومظالمهم إلى ألي سعيد عبد الله ب. ألي ثوبان(544) ، فأقام مدة
يحكم بينهم ، ثم تحاكم إليه جماعة من المصريين فحكم بينهم وقضوه ، ، فلم يزل كذلك إلى أخر
1 : 138 سنة ثلاث وستين يحكم ويسجل ، وكان شهود مصر يشهدون عنده ويشهدون على أحكامه ،
لم ير هذا بمصر قبل هذا الوقت
منع المعز من النداء بزيادة النيل وألا(1) يكتب بذلك إلا إليه وإلى القائد جوهر ، فلماتم
أباح النداء
وخلع على القائد جوهر خلعة مذهبة وعمامة حمراء وقلده سيفا ، وقاد بين بديه عشر ين
فرسا مسرجة ملجمة ، وحمل بين يديه خمسين ألف دينار ومائتى ألف درهم وثمانين تخت
ثياب . وركب إلى المقس فأشرف على أسطوله وقرألة) عليه وعوذه وخلفه(4) القائد جوهر
والقاضى النعمان بن محمد ووجوه أها البلد
[قال ابن زولاق فى كتاب «سيرة المعز لدي . الله» ]() وفى ذى القعدة ركب المعز لكسر
الخليج 3) ، فكسر بين يديه ثم سار على شاطىء545) النيل حتى بلغ إلى بنى واثل(3) ، ومر على
سطح الجف (٠،ط في موكب عظم [وخلفه وجوه أهل الدولة ، ومعه أبو حعفر أحمد بن نصر
يسير معه ويعرفه بالمواضع التى يجتاز عليها ، ونجعت له الرعية بالدعاء](4) ، ثم عطف على بركة
الحبشر (0٠) ، ثم على الصحراء على الخندق الذى حفره جوهر، [ ومر على قبر كافور ، وعلى قبر
عبد الله بن أحمد بن طباطبا الحسن وعرفه به ثم عاد إلى قصره
١ قال ابن زولاق :](4) وفى يوم ع فة نصب المعز الشمسة (4) (547) التي عملها للكعبة عل
إيوان قصره ، وسعتها اثناا4) عش شبرا في إثن عشر شبرا ، وأرضها ديباج أحمر ، ودورها إثنا5)
عشر هلالا ذهبا في كل هلال أثرجة ذهب مشبد(ن) ، حوف كل أترجة خمسون درة كبارا
كبيض الحمام،، وفيها الياقوت الأحمر والأصفر والأزرق ، وفى دورها كتابة(لا ايات الحج
امرد أخضر [ قد فسر ](5) ، وحشو الكتابة() در كبار لم ير مثله ، وحشو الشمسة(4) المسك
المسحوق ، فرأهااك) الناس فى القصر ومن خارج القصر لعلو موضعها ، وإنما نصبها عدة فراشين
وجروها ) ليقل وزنها .
ثم غدا لصلاة عيد النحر [في عساكره](1) ، وصلى كما تقدم . فلما وصل إلى قصه أذن للناس
عامة فدخلوا والشمسة(4) منصوبة [ عل حالها )(2) ولم يبق أحد حتي دخلا من أهل مصر والشام
والعراق فذكروا أنهم لم يروا قط مثا [هذه](4) الشمسة(2) . وذكر أصحاب الجوهر أنه لا قيمة لها وأن
شعة(4) بنى العباس [ كان أكثها مصنوعا ومن شبه وأن ](4) مساحتها مثا ربع هذه ، وكزلك
كانت شمسة(4) كافور الذى عملها لمولاه أنوجور وكان يسير بها إلى الحرم [جعفر بن محمد
لموسوى ، ثم ابنه أبو الحسين ، ثم بعده ابنه مسلم ، ثم أبو تراب بعد أخيه ](4) إلى أن أخذها القائد
جوهر [ من ألى تراب ](9) . وأمر المعز للناس بالطعام فأكلوا
ووصل القرامطة إلى تنيس فحاربهم أهلها
وفي ثامن عشر ذي الحجة ، وهو يوم الغدير ، تجتع خلق من أهل مصر والمغاربة للدعاء
فأعج المعز ذلك [ م: فعلهم ، وكان هذا أول ما عمل بمصر ]نا
وقدم الأسارى من القرامطة ، جاء بهم من تنيس ، وعدتهم مائة وثلاثة وسبعون رجلا ومعهم
أعلام القرامطة منكوسة .
[ سنة ثلاث وستين وثلاثائة ]
[ قال ابن نولاق فى « سية المعز لدين الله» ](5) وفى محرم (549) سنة ثلاث وستين قلد المعز
الخراج وجميع وجوه الأموال(4) ، والحسبة ، والسواحل ، والأعشار والجوالى ، والأحباس ،
والمواريث ، والشطتين ، وجميع ما ينضاف إلى ذلك [وما يطرأ ](3) فى مصر وسائر الأعمال
أبا الفرج يعقوب بن يوسف بن كلس ، وعسلوج بن الحسن ، وكتب لهما سجلا [بذلك)
قرىء يوم الجمعة على منبر جامع ابن طولون ، وقبضت أيدى سائر العمال والمتضمنين . وجلسا
في غد هذا اليوم فى دار الامارة فى حامع ابن طولون للنداء على الضياء وسائر وجوه الأموال
وحضر الناس للقبالات وطالبوا بالبقايا من الأموال واستقصيا في الطلب ونظرا فى المظالم
قال ابن زولاق فى كتاب «سية الإمام المعز لدين الله» ، ومن خطه نقلت ... 3(5) وتبسطت
المغاربة فى نواحى القرافة والمعافر ، ونزلوا فى الدور وأخرجوا الناس من دورهم ونقلوا
السكان (، ف وشرعوا في السكنى في المدينة ، وكان المعز قد أمرف(5) أن يسكنوا أطراف المدينة ،
فخرج الناس واستغائوا إلى المعز ، فأمر أن يسكنوا نواحي عين شمس وركب المعز بنفسه حتى
فاهد المواضع التي ينزلون فيها ، وأمر لهم بمال يبنون به ، وهو المعضع المعروف اليوم بالخندق
والخفرة(5) وخندق العبيد ، وجعل لهم واليا وقاضيا و سكن أكثرهم فى المدينة مخالطين لأهل
مصر ( ، فلم يكن القائد جوهر يبيحهم سكنى المدينة ولا المست فيها وحظر ذلك عليهم ، وكان
مناديه(5) ينادى كا عشية لا يبيتن في المدينة أحد مء المغارية
وفى يوم عاشوراء غلقت(4) الدكاكين وعطلت الأسواق وتجمع الناس بالمشاهر (552)
وفى صفر توفى ابن عم للمعز ، فخرج المعز وصلى عليه وعلى رجل اخر وكبر على ابن عمه
سبعا وعلى الرجا ا خمسا ، وهذا مذهب على بن أني طالب : أنه كبر على الميت على قدر
نزلته )4
ولما جلس يعقوب بن كلس وعسلوج للاستخراج امتنعا أن يأخذا إلا دينارا معزيا فائضع
الدينار الراضى وانحط إلى نحو ثلثيى دينار ، ونقص من صفه أكثر من ربع دينار فخسير الناس
كثيرا من أموالهم فيى الدينار الأبيض والدينار الراضي . وكان صف المعرى خمسة عشر درهما
ونصفأان ، واشتد الاستخراج ، لكثرة ما أنفقه المعز ( »، و، على مصر ، لأنه قدم إلى مصر يظظن أن
الأموال مجتمعة فوجدها قد فقها مون مصر وكثرة عساكرها وكان الذى أنفقه المعز على مصر مالا
بعرفه إلا هو وخزانه
وحدثن بعض كتا بيت ماله قال : « حملنا إلى مصر أكياسا فارغة ، أنفق ما كان فيها ،
في أربعة أعدال على حملين (لا ، فكان يستخرج في اليوم نيف وخمسون(3) ألف دينارا معزية ، لأنه
كان استخراجا(ا) بغير براءة ولا خرج ولا حوالة . واستخرج فى يوم مائة وعشرون ألف دينار معزية
وحصل في يوم واحد من مال تنيس ودمياط والأشمونين أكثر من مائتى ألف وعشرين ألف دينار
وهذا لم يسمع بيثله قط فى بلد.
وفى ربيع الامل (5ا كثر الإرجاف بالقرامطة وانتشارهم فى أعمال الشاء (555)
في ربيع الأخر اعتل المعز وعوفى فى جمادى الألى .
في أول رجب توف القاضي النعمان بن محمد(2) (56) فخرج المعز [يبين الحون عليه ](2) وصلو
عليه وأضجعه في التابوت ، [ ودفن في داره بالقاهرة )(2) .
وزاد الاجاف بالقرامطة وبلغت مقدمتهم أرياف مصر ، فنبوا ، ورجعوا إلى أعمال الشام .
وأمر ا المعز]() المغاربة بالخثروج من مصر والسكنى بالقاهرة فخرجوا وأخلوا الدور .
وعادت العلة للمعز فأقام أياما ثم جلس للناس ، (2، د ، وتأهب لحرب القرامطة وعرض العساكر
وفق السلاح ووسع فى الأرزاق ، وسير العسكر ، وعليه ابنه عبد الله الأمير فسار بمظلة وبين يديه
الرجال بالسلاح والكراع والبنود وصناديق الأموال والخلغ
وانبسطت سرية القرامطة فى نواحي أسفل الأض فسار إليهم عسكر في أربعة الاف فقتا منهم
وأسر وقبض على جماعة من الاخشيدية(4) وغيرهم من الجند واعتقلوا . ونازل القرامطة الأمير
عبد الله بسطح الجب فانهم القرامطة وقتل منهم وأسر .
وعاد الأمير عبد الله أول يوم من رمضان إلى القاهرة .
وسار(557) أبو محمود بن جعفر(558) بن فلاح إلى الشام في عسكر يقال أنه عشرون ألفاة) ، ودخا
إلى دمشق وتكن بها(559) .
وفى ذي الحجة نودى ألا تلبس امرأة سراويلا كبيرا() . ووجد سراويل فيه خمس شقاق ، ثم وجد
سراويل قطع من ثماني شقاق دبيقي
[ قال ابن زولاق ]() ومنع (المعز](2) من وقود النيران ليلة النوروز(ك) في السكك ومن صب
لاء يوع النوروز .
وكثرت الأراجيف بمسيير الروم إلى أنطاكية .
[سنة أربع وستين وللاثائة]
وفى جمادى سنة أربع وستين أطلق المعز الجراية(5) لوفد الحجاز من الأشراف وغيرهم ، ومبلغها
أريعمائة ألف درصم(560).
ومات الأمير عبد الله بن المعز لسبع بقين (3» و م جمادى الأولى ، وجلس المعز للتعزية ، ودخل
الناس بغير عائم وأظيروا الجزع ، وأمر القاضى [ محمد ]4) بن النعمان بغسله ودفن فى
القصر
قال ابن ذولاق .. فى كتاب «سية المعز لدين الله» ](5) وفى [مستبل ](5) رجب أصلح
جسر الفسطاط ، ومنع الناس من زركوبه ، وكان قد أقاء(5) سنين ، معطلا
وفى ذي القعدة نودى فى الجامع العتيق فى الناس بالحج فى البر ، وكان قد انقطع منذ سنين .
وعات ار . أد ثوبان(5) فخاطب المعز عل بن النعمان (562) بالقضاء وأذن(5) له فى النظر فى
الأحكام(2) ، وأبو طاهر ، على حاله ينظر .
[سنة نحس وستين وللاقائة ]
وفى محرم سنة خمس وستين ورد سابق(4) الحاج فأخبر بإقامة الدعوة بمكة [ ومسحد إبراهم يوم
عرفة ]5) والمدينة وسائر أعمالهما للمعز وبتمام الحج ، ولم يكن قط ذكر بها ، فسر بذلك
وتصدق .
قال ابن زولاق](5) ولأربع(2) خلون من صفر ورد حاج البر ، [ وقد كان البر أقام سنين لم
يسلك ]5) .
واعتل المعز لثمان خلون من ربيع الؤول فأقام عليلا ثمانية وثلاثين يوما ، وعهد إلى ابنه ألى منصور
نزار . وتوفى فى عشية يوم الجمعة النصف من ربيع الأخر منها(524) . فكان مقامه بمصر سنتين وسبعة
أشهر وعشرة أيام .
وكان عبد السميع(3) ابن عم العباسى ، خطيب جامع مصر ، قد دعا عل المنبر فى يوم الجمعة
هذا للمعز فقال فى دعائه « اللهم صا على (42 و عبدك ووليك ، ثمرة النبوة ، ومعدن الفضل
والإمامة ، عبد الله معد أني تمم الإمام المعز لدين الله ، كما صليت على أبائه الطاهرين ، وأسلافه
المنتخبين من قبله ، اللهم أعنه على ما وليته ، وأنجز له ما وعدته وملكه مشارق الأيض ومغاربها ،
واشدد اللهم أزره وأعزك) نصره بالأمير نتار أني المنصور(4) ولى عهد المسلمين ، ابن أمير المؤمنين ،
الذي جعلته القائم بدعوته والناطق () بحجته ، اللهم أصلح به العباد ومهد لديه البلاد وانجز له
بهق) ما وعدته ل إنك لا تخلف المعاد ي»(565) .
الع ثراش
أبو منصه ر نتار(2) بن المعز(566) . ولد بالمهدية يوم الخنميس الرابع عشر من المحرم سنة أربع
وأربعين وثلاثمائة ، وولى العهد بمصر ، وولى الخلافه فى يوم الحادى عشر" من شهر ربيع الآخر
سنة خمس وستين وثلاثمائة ، وتوف وهو مبرز ببلبيس بعد الظهر من يوم الثلاثاء الثامن وعشرين من
شهر رمضان(5) سنة ست وثمانين وثلاثمائة ، وله اثنان وأربعون سنة وثمانية أشهر وأربعة عشر يوما
وكانت خلافته إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر وخمسة عشر يوما ، وكان عفيفا عن سفك
الدماء ، محبا للصيد والكو (،، و؛ حسن الخلق متمك . العفو
حدث أن المعز خرج يوما مصر يمشى فى قصره وهو وإخوته(7) تميم وعبد الله وعقيل يمشون من
خلفه ، قال فخطر ببالى أن قلت : ثرى يصير هذا الأمر إلى أو إلى أخى تمم أو أخ عبد الله فان
صار إلى ترى أمشى هكذا وهؤلاء حولى . قال : وانتهى مولانا المعز إلى حيث أراد ووقفنا بين يديه
وانصفت الجماعة وأراد الانصراف ، فقال لا تيرح يانزار ، فوقفث حتى إذا لم يبق أحد ب.: يدبه
غيرى استدنانى وقال : بحيان يانزار سألثك ع: شيء تصدقني ؟ قلت نعم يا مولانا . فقال التفت
إليك فرأيثك وقد أعجبثك نفسك ، وأنت تنظر إلي وإلى نفسك وإلى إخوتك وأنا أسارقك النظر
وأنت لا تعلم ، فقلت ف نفسك ترى هذا الأمر يصير إلي فأمشى وإخول حول . قال : فاحمر
وجهى ودنوت منه فقبلت يديه(5) ، وقلت وقد غلبنى البكاء ، با يجعل الله جميعنا فداك ، فقال
دغ عنك هذا ، كذا كان . قلت نعم - يامولانا فكيف عرفته ؟ قال حزته(5) عليك لم أجد نفسع
تسامحني(1) في إعجابك بنفسك عل شيء سوى هذا الأمر وهو صائر إليك فأحسن إلى إخوتك
أصلله خار الله لك ووفقك(567) .
(44 ض) وقال العستحي ، ما ملخصه : وأمر العزيز بإزالة الأنبذة وكسها4) وهدم مواضعها(26)
فكسر لرجل خمسون ألف جرة وردت من الصعيد(568) .
سنة إحدى وثانين وثلالثاية]
وفي صفر سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة برز منجوتكين التركى إلى منية الأصبغ للمسير إلى
الشام . فركب العزيز حتى راى الضب والعساكر السائرة ، وعاد فخلع على منجوتكين وحمل إليه
عشة أحمال مال فيها مائة ألف دينار ، ومائة قطعة من الثياب الملونة على ايدى خمسة وعشرين
غلاما ؛ وعشر قباب بأغشية ؛ ومناطق مثقلة وأهلة وفروش وخمسين بندا منها ثلاثة مثقل وعشر
منجوقات وعشر أفراس ، قيد ذلاك كله بين يديه . فأقام بمنية الأصبغ شهرين وسبعة عشر يوما
يخرج إليه العزيز لمشاهدة لعب الغلمان وينفذ إليه في كل يوم جائزة وخلعا وحملا ما لا يخليه يوما
واحدا من ذلك ، فرفع إلى القصور فكان يخرج إليه ويبعث له فى كل يوم هدايا وتحفا ، وأمر أهل
العسكر أن يوصلوه بالسلام صبح كل يوم .
وخلع على [حسان بن] مفرج بن جراح [صاح الرملة] وحمل وأمر بالمسير مع منجوتكين ،
وأرسل إلى منجوتكين هدية مبلغا مائة ألف دينار فرفع إلى المينى وودعه العزيز ، وجد منجوتكين
(45 و، في المسير فكان ما أنفق العزير عليه ألذ أله دينار ونفا ، ووصا إلى دمشة فكانت بينه
وبين أهلها حروب الت إلى ظفره ، وسار إلى حلب وزفت أخت كاتبه السيدة العزيزية إلى زوجها
بتكين التركى [والى دمشق] فحملت معها من الجهاز ما مبلغه مائة ألف دينار ، سوي صناديق لم
تفتح يحملها ثلاثون بغلا ، وعما لها صنيع ذبح فيه عشرون ألف رأس ما بين ككبش وخروف وجدي
وأوزة ودجاجة وفروج ، ونزلت إليه فى عشرين قبة وخلع عليه وحمل ودخل بها ولم يقم غير أيام واعتل ثم
مات فكان مقامها معه خمسة أشهر وأحد عشر يوما
واعتل منصور بن العزيز فتصدق العزيز بعشرة الاف دينار على الفقراء والمساكين
(سنة اثنتين وثانين وثلاثائة ]
وفي مرم سنة اثنتمن وثمانين وثلاثمائة ، ورد الخبر باقامة الدعوة للعزيز بالموصل وأن السكة ضربت
باسمه ، وأن الدعوة أقيمت له أيضا باليمن وانتشر عتاله بأعمالها(9)
وجرى فى أمر السعر فى شهر ربيع الأل سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة ما يعجب منه ، وهو أن
اللحم بيع في الخامس منه رطل ونصف بدرهم ، وبيع فى سادسه عشر أواق بدرهم ، وبيع فى سابعه
أريعة أرطال بدرهم ، (0، د) ولحم البقر ستة أطال بدرهم ، والخبز السميذ(5) اثنا() عشر بطلا
بدرهم ، وغيره) سبعة عشر رطلا بديصم . وكانت الدراهم القروية خمسة عشر درهما ونصف
بدينار ، وبلغت الدواهم القطع من سبعة وسبعين درهما بدينار إلى مائة درهم بدينار ، واضربت
الأسعار والصف ، فضربت دراهم جدد بيعت القطء() من الصيارف لسبك كل خمسة دراهم منها
بدرهم [جديد]5) . وكانت الدراهم المجدد فى الوجه الواحد منها «الواحد الله الغفور» وعلى الجانب
الآخر «الإمام أبو منصور »(4)
وسارت قافلة الحاج فى نصف ذى القعدة ومبلغ ما أنفقه العزيز على الكسوة «الصلات وغيره
عينا وورقا ثلاثمائة ألف دينار
[سنة نحس وثانين وثلاثائة ]
وفي جمادى الأولى سنة خمس وثمانين وثلاثمائة تأهب العزيز للمسير إلى الشام فأطلق خمسين
ألف دينار لابتياع كراع بسبب المسير ، وأخرج للكتاميين أربعة الاف فرس ، وأمر أن تشترى لهم
ألة أخرى . وسار جمع كثير من الأتراك والعزيزية والعبيد فى سلاح كثيرة ومالى جزيل ، ونصبت
الفازة الكبية للعزيز وهى بعمود واحد طوله أربعة وأربعون ذراعا ، وفشح الفلكة التى على رأسه سبعة
حشر (46 و، شبرا وطول ثيابها خمسون ذراعا ، وفي راسها صفرية(57) فضة زنتها سبعة عش ألف
درهم ، وتحمل(5) هذه الفازة سبعون جملا من البخائ .
وسار جيش بن الصمصامة(5) بعسكر كبير إلى الشام ، وسير لابن الجراح خسين ألف دينار ،
ولمنجوتكين مائة وخمسين ألف دينار .
وخرج العزيز فى عاشر رجب سائر العسكر إلى منية الأصبغ فأقام فى الفازة شهرا ثم رجع(ك) إلى
منا(5) جغفر ومعه من الخيل التى فى اصطبلاته إثنا عشر ألف فرس ، ومن الإبل المحملة له ولوجوه
خحاصته ثلاثون ألف بعير سوى وجوه الدولة ، وحيلت الخزانة السائرة على عشرين .ملا سوى خزائن
الوجوه والخاصة .
وصلى العيد بمناكا جعفر وموكب الخنلافة وخطب فكان يوما عظيما
و[ فى نصف شوال ](3) توفيت السيدة العزينية أم ولد العزيز بالمخم في منا جعف فعملت إلى
القصر ، وصلى عليها العزيز وكفنت بما مبلغه عشرة الاف دينار ، وأخذت الغاسيلة ما كان تحتها من
الفيش وعليها من الشا : ، فكان مبلغ ذلك ستة الاف دينار ، ودفع إلى الفقراء فى سبعة أيام ألفا
دينار ، وأغطي للقراء [الذين قرأوا ] على قبها ثلاثة الاف دينار . ورثاها جماعة من (46 د الشعراء
فأطالة - لهم الحوائ ، وأجيز بعضهم بخمسمائة دينار .
ورجع العريز إلى مضابه وأقامت ابنتها المناحة على قيها شهرا ، والعزيز يواصا زياتها فى كل
يوم ، والناس تطعم كل ليلة ، وتفقد سائر الناس باصناف الطعام والحلوى ، وفق على الشعراء
ألفى دينار(571) .
[سنة ست وغانين وثلاثائة ]
ورفع العزيز فى العشرين من ربيع الأول سنة ست وثمانين من غيفا(5) بعد أن أقام بها أربعة أشهر
وخمسة وعشرين يوما إلى الغفارية(5) فأقام بها ليلة ورفع إلى بلبيس.
لم تزل العلة به تنقص عليه من خمس بقين من رجب إلى الثامن والعشرين من رمضان بعد ما
أقام في مناخاته الأبعة سنة وشهرين وثمانية عشر يوما وكان مرضه من حصاة «قولنج .
فلما كان غداة يوم الثلاثاء لليلتين بقيتا من رمضان استدعي القاضي محمد بن النعمان ، والحسن
بن عمار وخاطبهما في أمر ولده ، ثم استدعى ولده وخاطبه ، ثم توفى من يومه بعد الظهر في مسلخ
الحمام ببلبيس فلم يكتم موته (572) .
ووصلت السيدة سيدة الملك(573) ، ابنة العزيز ، نصف الليل إلى القصر بالقاهرة وسار بمسيها
القصرية() لأنهم كانوا بسمها . ودخا (47 و2 فى جملتهم القاضى محمد بن النعمان
وريدان(574) ، صاحب المظلة ، وأبو سعيد مسمون دبة(575) . وأقم المأتم بالقصر وضبط البلد فلم
ينطق أحد ولا تحرك ، ولم يبق شار غ ولا زقاق إلا سيع فيه الصراخ
ويادر برجوان(576) إلى ألى على المنصور ، بن العزيز ، فإذا هو على شجرة من جميز يلعب فى دار
بلبيس ، فقال له : « سسلك تلعب ? انزل » ، فقال له : ما أنل والله الساعة ، فقال : انزل ، ويحلد
الله الله فينا وفله ، فنئل إليه فألبسة العمامة بالجوهر على رأسه وقبل له الأض وقال : السلام على
مير المؤمنين ورحمة الله . وأخرج به حينئذ إلى الناس على تلك الهيئة ، فقبل جميعهم له الأرض
وسلمها عله بالثلفة()
وخرج الناس غداة يوم الاربعاء للقاء أمير المؤمنين ابن العزيز . ودخل القاهرة وبين يديه البنود
والبوقات ، وعل رأسه المظلة() يحيلها ريدان ، والعساكر كلها ، والعزيز بالله بين يديه فى
عمايته() ، وقد خرج قدماه منها ونودى فى البلد . « لا مؤونة ولا كلفة(5) وقد امنكم الله على
أنفسكم ، فمن عارضكم أو خاطبكم فقد حل ماله وذمته(9) . وتولى غسل(7) العزيز القاضى محمد
ابن النعمان(8)5) ، ودف. عند ابائه بعد عشاء الاخرة
وكانت (7؛ ظ مدة خلافته إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر ونصفا [ومات ](3) وعمره اثنتان
وأربعون سنة وثمانية أشهر وأربعة عشر يوما . ونقش خاتمه « بنصر العزيز الجبار ينتصر الإمام
ثزار »
وخلف من الولد الأمين أبا على منصور ومولده يوم الخميس الرابع والعشرين من رييع الآخر سنة
خمس وسبعين «ثلاثمائة ، والسيدة سيدة الملك ومولدها بالمغرب فى ذي القعدة سنة تسع وخمسين
وثلاثمائة
وكان أسمر ، أصهب الشعر ، أعين ، أشهل ، عريض المنكبين ، شجاعا كريما ، سمحا ،
حسن العفو والقدرة ، لا يؤثر (5 سفك الدماء ، حسن الخلق ، قريبا من الناس ، بصيرا بالخيل
والجوارح من الطير ، محبا للصيد مغرما به وبصيد السباع خاصة (9)
ووزر له : يعقوب بن كلس اثنتى عشرة سنة وشهرين وتسعة عشر يوما . ثم أبو الحسن على بن
عمر بعده سنة واحدة . ثم أبو الفضل جعفر بن الفرات سنة . ثم حسين بن البازيار سنة وثلاثة
أشهر . ثم أبو محمد بن عمار شهرين . ثم الفضل بن صالح أياما . ثم عيسى بن نسطورس سنة وعشرة
أشهر .
وكان على قضائه أبو طاهر محمد بن أحمد . ثم أبو الحسن على بن النعمان . ثم أبو عيد الله محمد
ابن النعمان
وكانت خجاته إل السفر أولها ثام صفر سنة سبع وستين ، ثم عاد م العباسية . والثانية
سار إلى الرملة وظفر بالتكى . والثالثة سار إلى مضربه بعين شعس في صفر سنة اثنتين وسبعين ،
3» ، ورجع بعد شهر . والرابعة أبرز إلى منية مطر في ربيع الأول سنة أربع وسبعين ، ثم عاد بعد ثمانية أشهر
واثنى عشر يوما . والخامسة أبرز يوم العاشر من ربيع الآخر سنة خمس وثمانين فاقام فى تبريزه أربعة
عشر شهرا وعشرين يوما .
وهو أول من اتخذ من أهل بيته وزيرا اثتن اسمه على الطرز وقرنه ياسمه . وأول من لبس منهم
الخفين والمنطقة . وأول من اتخذ منهم الأتراك واصطنعهم وقود منهم . وأول من رمى منهم
بالنشاب ، وأول من ركب منهم بالذؤابة الطويلة والحنك ، وضب الصوالجة ، ولعب بالرمح . وأول
من عمل مائدة فى رمضان يفطر عليها أهل الجامع العتيق . وأقام طعاما فى جامع القاهرة لمن
يصضر في رجب وشعبان ورمضان . واتخذ الحمير لركوبه أامأ مفردة عن غيره (58) .
اليالمإمراش
أبو على المنصور أمير المؤمنين ابن العزيز بالله نزار بن المعز لدين الله معد ، ولد بالقصر من
القاهرة المعزية 8، د، فى ليلة الخميس الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول سنة خمس وسبعين
وثلاثماثة(581)
وسلم عليه بالخلافة وبامرة المؤمنيين ببلبيس3) ، فى الوقت الذى قبض فيه العزيز بالله ، وهو
بعد الظهر من يوم الثلاثاء ثامن وعشرين شهر رمضان سنة ست وثمانين وثلاثمائة . ووصا إلى
قصره ولم يفقد من جميع ما كان مع العساكر شيء فى يوم الأربعاء وسائر أهل الدولة بين يديه
ومعه القباب ، والعزيز في قبة منها على ناقة بين يديه ، وعليه دراعة مصمت وعمامة فيها
الجوهر ، وبيده رمح وهو متقلذ سيفا . فوصل إلى القصر قبل صلاة المغرب ، وأخذ في جهاز
العزيز ودفنه
ثم بكر سائر أهل الدولة إلى القصر يوم الخخميس وقد نصب للحاكم سرير من ذهب عليه مرتبة
مذهبة في الايوان الكبير . فخرج ، من قصره راكبا وعليه معممة الجوهر ، وقد وقف(4) الناس
بصحن الايوان فقبلوا [ له ] الأرض ومشوا بين يديه ، حتى جلس على السرير ، ووقف من
رسمه الوقوف ، وجلسر م له عادة بالحلوس . فسلم الكل عليه بالامامة واللقب الذى اختير
له وهه «الحاك بأمر الله « . وكان سنه يومئذ إحدى عشرة سنة « خمسة اشهر وستة (0، و) ايام .
وكان جماعة م شيوخ كتامة تخلفوا عن الحضور وتجمعوا نحو المصلى ، فخرج إليهم أبو
محمد الحسن بن عتار (586) في طائفة من شيوخهم ، فحضروا بعد امتناع وشكوا م: عسي بن
نسطورس 1 وسألوا صرفه ، وأن تكون الوساطة لرجل من المغاربة ، فندب لذلك الحسن بن
عمار وأمر بتقرير أحوالهم فيما يطلق لهم من الرزق واستحلافهم(5) . فقرر الأمر بينهم وبين الخليفة
بعد خطاب طويل على أن يطلق لهم ثمانى إطلاقات في كا سنة لكل نسمة ثمانية دنانير ، وعلى أن
يطلق الفضل فيهم يومهم ذاك ، ويكون قبضهم للفضل بحضرة الخليفة ، فاحضر المال ودفع إليهم
بحضة الحاكم الفضا ، وهو عشرون دينارا لكل واحد فدفع ذلك لعشرين رجلا من كل عرافة ،
وحسب بقية ما لكل عافة وسلم إلى عفائهم ، وأنفذ الكتاب فى باقيهم حتى أتوا على اخرهم ،
وأخذ أبو محمد الحسن بن عمار مصحفا فبدأ بنفسه وحلف يمينا غملت له على أن يصدقهم
ويصدق عنهم فيما يؤديه إليهم ويؤديه عنهم واستحلفهم بالمين لأمير المؤمنين ، وانصف الناس
شاكي .
وخلع على ألى الحسن يانس الخادم الصقلي(5) ، (0، د ، المتهلى كان بخلافة العزيز عل قصوره ،
وحمل على فرسين
فى يوم عيد الفطر فرش على سرير الذهب فى الإيوان مرتبة نسج(3) فضة ، وخرج الحاكم على
فرس أدهم بعمامة الجوهر وهو متقلد سيف وفى ركابه الأيمن حسين بن عبد الرحم الرائض .
وفى ركابه الأسر برجوان ، والناس قيام ، فقبلوا الأض ودعوا له ، فقال الحسن ابن عمار للقاضي
حمد بن النعمان : مولانا يأمرك بالخروج إلى المصل للصلاة بالناس وإقامة الدعوة لأمير المؤمنين.
فنهض قائما ، ولحقه برجوان فقلده : بسيف محلى بالذهب من سيوف أمير المؤمنين ، ومضى
فصلى وأقام الدعوة . وحضر إلى القصر فجىء بالسرير الذهب الكبير فصب بصدر الإيوان ، ومد
السماط الفضة وجلس الحاكم وحضر من له رسم فأكلوا وانصرفوا
وفي ثالثه خلع على الحسن بن عمار ، وقلد بسيف من سيوف العزيز ، وحمل على فرس بسرج
ولقب « بأمين الدولة » ، وقال له الحاكم : أنت أمينى على دولتى ورجالى ، وقاد بين يديه(5) ، وحمل
معه خسون ثوبا مر البز الرفيع ، وانصرف إلى داره في موكب عظم .
وأمر بكتابة سجل [ م: إنشاء ألى منصور بن سورين ببخطه ](7) ، ق أه القاضي محمد بن
النعمان بالحامع فى .0.،خامس شقال يتضمن وراثة الحاكم الملك بعد (4) أبيه ، ويعد الرعية بحسن
النظر لهم ، وأمر فيه باسقاط مكوس كانت في الساحا. . فتباشر الناس وكثر دعاؤهم
وتلع على القائد أي عبد الله الحسن ب: جوه القائد ، ورد إليه البيد «الانشاء ، فكان
يخلفه أبو منصور ب سوين ، وقيد بين يديه كثير من الخيل ، وحمل معه كثير من الثياب ، وحمل
على فرس بمركب . فاستكتب أمين الدولة أبا عبد الله الموصلى ، واستخلفه على أخذ رقاع الناس
وتوقيعاتهم.
وأقر عيسى بن نسطورس على ديوان الخناص ، وخلع على جماعة بعدة(3) ولايات
وقرىء سجل بالجامع قرأه القاضى محمد بن النعمان يتضمن ولاية ابن عمار وجلوسه للوساطة(2)
وتلقيبه « يأمين الدولة » ، فألزم سائر أهل الدولة بالترجل لابن عمار
وفي ثانى ذي القعدة تجمع الكتاميون عند المصلى ، فسير إليهم من قرر أمرهم عا سبع أعطية
في السنة ، وش 5 4 النفقة فيهم نحو الألف فرس بمراكسا .
وورد الخبر بالتباث الأمر فى الملة ، فسير أبو تمم سلمان بن جعفر بن فلاح في عسكر .
فسارت قافلة الحاج بالكسوة والصلات (.5 ، والنفقة على الرسم في نصف ذي القعدة
وركب الحاكم يوم الأضحى فصلى بالناس صلاة العيد ، وأصعد معه المنبر القاضى وبرجوان وابن
عتار وجماعة
[سنة سبع وثانين وثلاثائة ]
وفي المحرم سنة سبع وثمانين وثلاثمائة ضرب الحاكم عنق عيسى بن نسطورس
ووصل الحاج فى رابع عشر صفر ، فخلع على سكتكين التركى أمين الحاج ، وحمل على عدة
من الخيل .
وفي اخر ربيع الأول خرج(5) ابن عمار إلى سلمان بن فلاح م : القصر بخزانة المال ، على ثمانية
وستين بغلا عليها صناديق فيها أربعمائة ألف دينار وسبعمائة ألف درهم ، وستة «أربعين حملا عليها
السلاح ، وعشر جمازات تحما الدروع ، وست قباب بفرشها وأجلتها(4) ومناطقها وجميع
الاتها ، فيها قتان قرقولى مثقا وباقيها ديباج رومى ، وبين يديها ست جمازات بجنب بالة
الديباج الملون ، وثلاثون خمازة بأجلة وعشر أفراس ، وثلاث بغلات بمراكبها ، ومنديل يحمله خادم
فيه ثياب مشرف بها من نياب العزيز ، وسيف من سيوفه
فلما كان فى ثالث ربيع الآخر ركب الحاكم ومعه ابن عمار إلى قصور عين شمس ، فوادع ابن فلاح
وعاد إلى قصه
وسار ابن (5و) فلاح إلى البلاد الشامية ، في ثلاثة الاف من كتامة ، وسبعمائة فارس م
الغلمان وانضنم إليهم من العرب نحو ثمانية الاف فارس .
وفي النصف منه شق الحاك مدينة مصر بعد ما زينت له الاسواق زينة عظيمة ، وريدان يحمل
المظلة عن يمينه ، وابن عمار عن يساره ، وبرجوان وحده خلفه ، وسائر الناس بعده . فدخل
الصناعة
ورد الطائر بوقعة كانت بين منجوتكين التركى وبين ابن فلاح بال ملة (592) قتل فيها نحو
الألف من أصحاب منجوتكين وانهزم إلى ابن جراح ، ثم وردت الرؤوس والأسرى إلى القاهرة
فشهروا . ثم أن منجوتكين سار إلى ابن فلاح بدمشق طائعا فأكرمه وسيره إلى الحاكم فوصل فى
رجب فأنزل فى دار ولازم خذمة ابن عمار وترجل له وتمشى بين يديه
وتزايد أمر ابن عمار وبالغ ف تقريب كتامة وأكثر من العطاء لهم ، وقطع أكثر رسوم أولياء
الدولة من الأتراك وغيرهم ، وقطع أكثر ما كان في المطابخ ، وقطع أرزاق جماعة من أصحا
الراتب ، وحمل إلى سلمان بن فلاح جا رخا العزيز وامتعته ، وقدم الأحداث م المغاربة
وأخر الشيوخ ، فوقعت فتن بسبب ذلك ركبوا فسا (55 للحرب غير مرة والسعة بابن عمار
ونهبت دوره واسطبلاته وال الأمر إلى انفراد ابن عمار في دار بمصر . وكانت مدة نظره
أحد عشر شهرا غير خمسة أيام وأخرجت له رسومه ، وقام برجوان بالنظر فى التدبير من يوم
الجمعة من رمضان فأجرى الرسوم التى كان ابن عمار قد قطعها ، وأجرى لابن عمار ما كان
يجرى له ف أيام العزيز وهو نحو خمسمائة دينار كل شهر .
وصرف سلمان بن فلاح عن دمشق ، وسير جيش بن الصمصامة مكانه . وكانت ولاية ابن
فلاح لدمشق تسعة أشهر .
ومازال برجوان إلى أن زاد فى الحجر على الحاكم والاستبداد بالأمور بغير مشاورة ، فقتله فى
ليلة السابع والعشرين من ربيع الأخر سنة تسعين وثلاثمائة(595)
وأصبح الناس فنزل القائد الحسين بن جوهر وحده إلى القصر ، وأذن للناس فدخلوا إلى الحضة
وخر ج الحاكم على فرس فوقف فى صحن القصر ، وريدان عن يمينه وأخر عن يساره والناس قيام ،
فقال لهم : أن برجوان عندى استخدمته فنصح فأحسنت إليه ، ثم أساء في أشياء فقتلته ، والآن
فأنتم شيوخ دولتى ، وأشار إلى كتامة ، وأنتم عندى الآن أفضل (52و) ما كنتم فيه مما تقدم ، ثم التفت
إلى الأتراك وقال : أنتم تربية العزيز بالله ومقام الأولاد وما لكل أحد منكم عندى إلا ما يؤثره ويحبه
فكونوا على رسومكم ، فقبلوا الارض وانصفوا .
ولثلاث خلون من جمادى خلع على القائد حسين بن جوهر ثوب ديباج أحمر ، ومنديل أزرق
مذه ، وقلد سسف حليته ذهب ، وحمل على فرس بسرج ولجام ذهب ، وقيد بين يديه ثلاثة
أفراس بمراكبها ، وحمل بين يديه خمسون ثوبا صحاحا من كل نوع ، ورد إليه التوقيعات والنظر فى
أمور الناس وتدبير المملكة وانصاف المظلوم (596) . وخلع على الفهد وحمل على بغلة وقيد بين يديه
بغلة أخرى وحمل بين يديه عشرون ثوبا ليكون خليفة القائد على ما جرى سمه . فكان القائد يبكر
إلى القصر ومعه الرئيس فهد فينظران في الأمور وينهيان الأحوال إلى الحاك ، وسلك الأدب فى مباشته
ومنع أن يخاطب بسيدنا بأ يكون مكاتته ومخاطبته بالقائد . وتولى الحاكم النظر بنفسه ودخل إليه
الناس فى حوائجهم ، وأدخل إليه جماعة من كان يدخل إلى العزيز ، وأمروا بملازمة القصر وقت
جلوسه ودوام الجلوس بالعشايا (52ض) وتعين جماعة للحضور ، ثم صار السلام يخرج إليهم فينصرفون
ولا يحضر إليهم ، وركب مرارا إلى الصيد .
ومات جيش بن صمصامة، فحضر ابنه أبو عبد الله بتركة أبيه وثبت بما خلفه مفصلا، وفيه أن
معب ذلله لأمير المؤمنين الحاكم بأمر الله لا يستحق أحذ م ألاده منه دهما ، وكان مبلغ ذللك فى
لمائتى ألف دينار ما بين عين ومتاع ورحل . فخلع على ابنى جيش وقال لهما بحضرة اولياء الدولة
جوهها : وقد وقفت على وصية ابيكما ، رحمه الله ، فخذوه هنيئا مباركا فيه ، فانصرفا بجميع
التركة . وأخبراه بأمواله وذخائره .
صفحة غير معروفة