وأتاه غلامه يومًا بفرخ فقال: أنظروا إلى هذا الفرخ ما أشبهه بأمه، ثم قال: أمه ذكر أم أنثى؟ واعتل مرة فقيل له: كيف تجدك؟ فقال: الدنيا كلها محمومة.
وذكر محمد بن أحمد الترمذي قال: كنت عند الزجاج أعزيه بأمه وعنده الخلق من الرؤساء والكتاب، إذ أقبل ابن الجصاص فدخل ضاحكًا وهو يقول: الحمد لله قد سرني والله يا أبا إسحاق، فدهش الزجاج ومن حضر، وقيل له: يا هذا، كيف سرك ما غمه وغمنا؟ فقال: ويحك، بلغني أنه هو الذي مات، فلما صح عندي أنها هي التي ماتت سرني ذلك. فضحك الناس جميعًا.
وكتب ابن الجصاص إلى وكيل له يحمل إليه مائة من قطنًا فحملها، فلما حلجها خرج منها ربع الوزن، فكتب إلى الوكيل: لم يحصل من هذا القطن إلا خمسة وعشرون منًا فلا تزرع بعد هذا إلا قطنًا محلوجًا وشيئًا من الصوف أيضًا.
ودخل يومًا بستانًا فثار به المرار، فطلب بصلًا بخل ليطفىء المرار، ولم يكن عند البستاني فقال له: لم لم تزرع لنا بصلًا بخل.
وكان يومًا خلف الإمام فقال الإمام: " ولا الضالين "، فقال ابن الجصاص: أي لعمري.
وكان إذا سبح يقول: حسبي الله وحدي.
1 / 54