واجزوا العساكر إحسانا فقد ستروا عورتها وسبوا من جاء يسبيها 47...
وكم أياد لقاضى (***) الشرع قدمها لله والله في الأخرى يكافيها
فإنه صان عرض المسلمين رمى بسهمه وعناه ما يعنيها
والنفس لا يستوى من جاء يقتلها وآخر قام يحميها ويحميها
مشاهد صالح الأروام (****) تشهدها لنا وان سئلت عنها تؤديها
فهم وحكام مولانا الشريف لهم أعمال برعسى المولى يزكيها
وكلهم بذلوا في حال غيبتكم أرواحهم دونها واستقتلوا فيها
هم المحامون دون الدار لافئة نمك حرام (*) يكفيها معاصيها
جرى القضا عرفت أصحابها سقر وجنة المخلد قد باءت بأهليها
نهام الخلى عنك والمحزون خاطره بكى على الدار لما غاب حاميها
وقال الشيخ محمد سعيد بن محمد أمين سفر المدني رحمهما الله تعالى فلقد أجاد وأفاد:
على بلدة المختار يبكى ويندب ويشكى إلى الله العظيم ويرغب
ويحزن مما قد أتاها من البلا ويرهب مما حل فيها ويرعب
ويرثى لها مما عراها عدوها ويأنف من تلك الخطوب ويغضب
ووالله لو أن الجبال تصدعت لما راعها حقت بل الأمر أصعب
ففي مائة من بعد ألف وستة وخمسين أبد الجهر ما منه يعجب
بدت فتنة عمياء فيها فأدهشت أولى العقل واحتار الطبيب المجرب
تموج كموج البحر في ظلمة الدجى تظن شرابا وهي نار تلهب
وتخدع ذا اللب السليم بمكرها وتعبث بالحبر العليم وتلعب
وما جاء في الأسلام قطعا نظيرها ولا في قديم الدهر مذ كان يثرب
وإن كان قتل الشيخ أعظم فتنة وهتك يزيد للمحارم أغرب
صفحة ٤٧