فخ أنّه من شعاب مكة وأقدر أنّ أهل حضرموت كانوا ينزلونه أثناء الموسم. وكان في الحضارمة عدد كبير من شيعة آل البيت، ونزلت بطون منهم في مصر وتبؤوا عددا كبيرا من المناصب المهمة خاصة في القضاء [١]، وكانوا ممّن دعم ثورات الطالبيين فيها. كان اللقاء في الموسم لقاء تنظيميا، كما يصرّح أحد الدّعاة وهو عبد العزيز بن يحيى الكناني [٢] قال «فوافاه [يعني يحيى] سبعون رجلا من خيار أهل الأرض في ذلك الزمان وكان فيهم جماعة من أهل مكة»؛ وعبد العزيز نفسه كان مكيا واتفق رأيهم على توجيه الدعاة في الامصار فوجّه إلى أهل العراق ثلاثة وإلى أهل المغرب ثلاثة وفيهم أخوه إدريس [٣].
٩. إدريس بن عبد الله
انطلق إدريس من شعب الحضارمة بصحبة رجلين إلى مصر يحمل رسالة معه إلى أبي محمد الحضرمي من الشيعة كتبها إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى [٤]. ولم أستطع التعرّف على أبي محمد الحضرمي هذا وواضح أنّه من الحضارمة الذين كان لهم مركز مهم في مصر وممن كان ينظر إليه بين الحضارمة فيها. ولم يذكر أحمد بن سهل إلا اسم رجل واحد ممن خرج مع إدريس وهو اسحاق بن راشد مولاه، وأورد الخبر برواية المدائني [٥]، فيما تجمع المصادر أن اسمه كان راشدا. ويذكر أبو العباس
_________
[١] انظر مثلا تاريخ ابن عساكر ١٨/ ١٢.
[٢] هو على الأرجح من ينسب إليه كتاب «الحيدة» (-٢٤٠/ ٨٥٤) انظر؛ GAS ٧١٦/ ١: و M .JARRAR،OP .CIT .٢٩٢ - ٣٩٢.
[٣] أخبار فخ ١٦٣ - ١٦٤.
[٤] محدث، عدّه ابن المرتضى في الطبقة الخامسة من المعتزلة، أخذ عن الشافعي توفي سنة ١٨٤/ ٨٠٠، انظر دراساتي: «أربع رسائل زيدية مبكرة»، في: الكتاب التكريمي للدكتور إحسان عبّاس، تحرير إبراهيم السّعافين.
[٥] أخبار فخ ١٦٩.
1 / 58