244

أخبار فخ وخبر يحيي بن عبد الله وأخيه إدريس بن عبد الله (انتشار الحركة الزيدية في اليمن والمغرب والديلم)

محقق

د ماهر جرار

الناشر

دار الغرب الإسلامي

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٩٩٥ م

مكان النشر

بيروت

تصانيف

التاريخ
أنّك لقيط وأنّك تدّعي إلى غير أبيك، وأبوك الذي تدّعي أبوّته لم يصحّ له نسب في قريش، إنّما هو عبد لبني زمعة [١]، فأنت مدعّ إلى دعيّ وقد جاء في الأثر/عن الرسول: ﵌ «إنّ من ادّعى إلى غير أبيه أو (١) انتمى إلى غير مواليه فليتبؤا مقعده من النار» [٢]، فكيف ترى حالك وأنت مصرّ على الدّعوة بعد معرفتك بالأثر عن النبيّ ﵇، ثم جرأتك على الله واستخفافك بمحارمه وتخريق (٢) أمان وكدّه ووثّقه (٣)، جماعة من علماء المسلمين، فهب أن لا مراقبة عندك في رجاء ثواب ولا خوف عقاب، فهلاّ سترت على ما يخفي ضميرك ممّا قد أبديته من هتك سترك وإبداء عورتك، معاندة لله ولدينه، /وعداوة منك لله ولرسوله ولذريّة رسوله، ثم التفت إلى الرشيد فقال له: يا هارون اتّق الله وراقبه فإنّه قلّ ما ينفعك هذا وضرباؤه «يوم يعضّ الظالم على يديه ويقول الكافر يا وليتني لم أتّخذ فلانا خليلا» (اقتباس من الآيتين ٢٧ و٢٨ من سورة الفرقان) الآية يَوْمَ لا يَنْفَعُ اَلظّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اَللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ اَلدّارِ (غافر ٤٠/ ٥٢). فقال (٤) الرشيد لمن حضر (٥) من

(١) ص: و.
(٢) م: في تخريق؛ ص: بتخريق.
(٣) ص: قد وثقه ووكده.
(٤) ر: قال.
(٥) م ص: لمن حضره.
[١] لم أستطع التثبيت من هذا القول فيما بين يديّ من مصادر؛ وانظر في نسب أبي البختري: نسب قريش ٢٢٢ - ٢٢٣؛ وفي كتاب المصابيح (انظر ما يلي ص ٣١٣): «وما لهذا والفتيا إنّما كان أبو هذا طبّالا بالمدينة».
[٢] قارن بمصنف عبد الرزّاق ٩/ ٤٩ - ٥٢ (بألفاظ أخرى)؛ وفتح الباري ٦/ ٣٤٨، ١٢/ ٤٣؛ وفنسنك ١/ ٦.

1 / 250