أخبار الدولة العباسية
محقق
عبد العزيز الدوري، عبد الجبار المطلبي
الناشر
دار الطليعة
مكان النشر
بيروت
تصانيف
خبر عبد الله يوم الخوارج
ويذكر أهل العلم [١] من غير وجه، أنّ عليّا ﵇، لمّا عزم الخوارج بالبيعة لعبد الله بن وهب الراسبي، وجّه إليهم عبد الله بن العباس ليناظرهم، فقال لهم: ما الّذي نقمتم على أمير المؤمنين؟ قالوا [٢]: كان للمؤمنين أميرا، فلما حكّم في دين الله، خرج من الإيمان، فليتب بعد إقراره بالكفر نعد له. فقال ابن عباس: لا ينبغي لمؤمن لم يشب إيمانه شكّ أن يقرّ على نفسه [بالكفر] [٣]، قالوا: إنّه [٤] حكّم، قال: إن الله [٥] أمرنا بالتحكيم في قتل صيد، فقال: يَحْكُمُ به ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ ٥: ٩٥ [٦]، فكيف في إمامة قد أشكلت على المسلمين؟ فقالوا: إنّه [٧] حكم عليه فلم يرض، فقال [٨]: إن الحكومة كالإمامة، ومتى [فسق الإمام] [٩] وجبت معصيته، وكذلك الحكمان لمّا خالفا نبذت أقاويلهما. فقال بعضهم لبعض: اجعلوا احتجاج قريش حجة عليهم [١٠]، فإن هذا من الذين قال الله ﵎ [فيهم] [١١]:
_________
[١] أورد المبرد هذا الخبر في الكامل ج ٣ ص ١٦٥.
[٢] في ن. م. «قد كان» .
[٣] زيادة من الكامل.
[٤] ن. م. «قد حكم» .
[٥] في ن. م. «إن الله ﷿ قد أمرنا» .
[٦] سورة المائدة، الآية ٩٥.
[٧] في الكامل «إنه قد» .
[٨] في الأصل: «وقالوا» والتصويب من الكامل.
[٩] زيادة من الكامل.
[١٠] في الكامل «لا تجعلوا احتجاج قريش حجة عليكم» وهو أدق.
[١١] «فيهم» زيادة من الكامل.
1 / 39