أخبار الدولة العباسية
محقق
عبد العزيز الدوري، عبد الجبار المطلبي
الناشر
دار الطليعة
مكان النشر
بيروت
تصانيف
تكلم قلت من أفصح الناس، وإذا أفتى قلت من أعلم الناس [١] .
قال أبو عبيدة: أتى [٢] عمر بن أبي ربيعة لعبد الله بن عباس وهو في المسجد فقال [٣]: أمتع الله بك، إني قلت شعرا، فأحببت أن تعرفه لتشير عليّ فيه، قال: أنشدني، فأنشده:
تشطّ غدا دار جيراننا
فقال ابن عباس:
وللدّار بعد غد أبعد
فقال عمر: أسمعت أصلحك الله هذا الشعر من أحد؟ قال: لا ولكن كذا ينبغي أن يكون [٤] . قال: فإنّي كذا قلت، قال: فأنشدني، فأنشده حتى مرّ في الكلمة [٥] [٩ ب] كلّها، قال: أنت شاعر إذا شئت فقل.
وقال ابن عباس يوما: هل أحدث المغيريّ [٦] شيئا؟ فجاءه حتى أنشده:
أمن آل نعم أنت غاد فمبكر
حتى بلغ قوله:
رأت رجلا أما إذا الشمس عارضت ... فيضحى وأمّا بالعشي فيخصر
فقال له: أحسنت! أحسنت! فلما انصرف عمر، قال رجل من جلساء
_________
[١] انظر البلاذري أنساب الأشراف ص ٢١٦ (الرباط) .
[٢] في الأصل: (أبى) .
[٣] زيادة.
[٤] انظر الأغاني ج ١ ص ٧٣.
[٥] أي القصيدة.
[٦] أي عمر بن أبي ربيعة.
1 / 35