103

أخبار الدولة العباسية

محقق

عبد العزيز الدوري، عبد الجبار المطلبي

الناشر

دار الطليعة

مكان النشر

بيروت

تصانيف

استحقّ عندي أني أحقّ بها منكم لشرفي عليكم قديما وحديثا. قال ابن عبّاس: أفأنت أشرف أم من شرفت به؟ قال ابن الزبير: إنّ من شرفت به زادني شرفا إلى شرف قد كان لي قديما. قال ابن عبّاس: فالزيادة أشرف أم المزيد عليه؟ فأطرق طويلا ثم قال: بل الزيادة أشرف وأعرف من المزيد عليه. قال [٤٨ ب] ابن عباس: فالزيادة منّي أو منك؟ قال: بل منك ولم أبعد. قال: صدقت فأيّها كان أول؟ فتكلم ابن أخي [١] ابن الزبير وفيه بعض الزهو فقال: ابن عباس [٢] ! دعني من لسانك هذا الّذي تقلبه كيف شئت، والله لا تحبوننا يا بني هاشم. قال ابن عباس: صدقت يا بنيّ نحن أهل بيت نبيّ الله ﷺ لا نحب من أبغضه الله أبدا. فأخذ ابن الزبير نعله فعلا بها رأس ابن أخيه، وقال: ما أنت والكلام لا أمّ لك، تنازع ابن عباس! فقال: لن يستحقّ الضرب من صدق، وإنّما يستحقّه من مذق ومرق. قال ابن الزبير: يا ابن عبّاس! أما ينبغي لك أن تصفح عن كلمة إلّا أعددت لها جوابا. قال ابن عبّاس: إنّما الصفح عمّن أقرّ، فأمّا من هرّ فلا. قال ابن الزبير: فأين الفضل إذن؟ قال: عندنا أهل البيت، لا نصرفه عن أهله فنظلم، ولا نضعه في غير أهله فنندم. قال ابن الزبير: أولست من أهله؟ قال: بلى إن نبذت الحسد ولزمت الجدد [٣] . فانقضى حديثهم وقام القوم فافترقوا. أبو المنذر عن أبي مخنف والشرقي [٤] وعوانة وأبي [٥] مسكين قال: قال عبد

[١] الأصل: «ابن الزبير»، ويتضح من تتمة الخبر انه ابن أخي ابن الزبير. [٢] أي «يا ابن عباس» . وفي حاشية الأصل: «لعله: فقال ابن الزبير» . وهو خطأ. [٣] في الأصل: «الحدد» . [٤] يرد الاسم في المخطوط «الشرفي»، وهو الشرقي بن القطامي. [٥] في الأصل: «أبو» . والخبر في أنساب الأشراف ج ٣ ص ٢٦٨ (القاهرة) وق ١ ص ٥٤٥ (إسطنبول)، رواية عباس بن هشام بن الكلبي عن أبيه وجده وعن أبي مخنف وعوانه.

1 / 109