============================================================
و شغف بها أبو نواس حبا، وهام بها لبا، وقال فيها أشعار اكثيرة، وشكا وجده بحبها وهولا يعرفها، وطال سؤاله عنها، فلم يقع على خبر منها بعد اليوم الذى ر اها فيه . فقال : كما لا ينقص الأدب : كذلك لا يفترالطلب . وتناقل أهل البصرة شكايته من حسنها، وحسن شعره فيها ، وأ كثروا ذ كره في كل محفل ومجمع وكانت جنان تحب النساء، وتميل اليبن، فذكرته امراة لها وانشدتها بعض شعره
قالت جنان : والله لقد رأيته بالمربد ينشد الاشعار، وما زال يتيعنى نظره الى ان
غبت عنه. فتواعدن على ان يخرجن، ويعبنن به، ويمازحنه. خرجن يوما وابونواس على غفلة من ذلك حتى وافينه . فلما رآها كاد عقله يذهب، وتحير، وأقبل وآدبر فدنت منهن واحدة اليه ، وقالت : يافتى، أنت آبونواس؟ فقال لها : نعم انا المعنى من لاترثى لشكايقى . فقالت له : بالله أنت عاشق؟ قال : إى والله ! قالت : لمن؟
قال : لمن لا يعلم ما بي، ولا أعلم من هو . قالت : فاجعلنى رسولا اليه، فلعل الله
ان يمن على وعليك . قال : هى والله التى معك ، وآوما الى جنان . فانصرفت عنه الى جنان وهى تضحك، فأعلمتها ما دار بينها وبينه ، فأنكرت ذلك عليها، وقالت : بمثل هذا الكلب تطمعينه في، وانصرفت واتبعها حتى عرف منزها ومولاها
وسال عن اسمها فأخبروه عنها ، وانصرف ، وقل فيها قصيدته التى منها: تراءت لنا كالبدر وسط الكواكب
م لم يزل يشبب باسمها ويظهره؟ حتى عرف بها واشتهر أمره . وارسل اليها انتهرت رسوله وشتمته ، وقال فيها أشعارا كثيرة فى هذا المعنى قال أبو نواس : ثم سمعت بعد ذلك آنها للثقفيين، فعاشرتهم ونادمتهم حتى شهرت بذلك . ثم راسلتها بعد ذلك كله ، فجعلت تشتمنى وتشم رسلى دهرا فما قال فى سبها له قوله : ه 1 انى عنك سبك لى ، فسبى أليس جرى بفيك اسمى؟ فحسب!
صفحة ١٩٥