يأخذ بحضه من الإسلام - ونفهم من هذا أنه يطلب إليه المشاركة في تحمل أعباء الأمة ومسؤولياتها، وهذا ما جعل الشماخي يقدر أنه كان قائما بالأمر في فزان (¬1) .
وهناك العديد من الإشارات في أجوبة جناو بن فتى التي نستطيع أن نستنتج منها أن وريون كان على مكانة هامة من المسؤولية، فهو يوصي بالقيام لله بقسطه وعدله في بلاده وعباده، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإغاثة الملهوف والقيام للمظلوم (¬2) .
وفي ثمانية أسئلة (¬3) من الجواب رقم "3" في هذه المجموعة نجد السؤال يدور على مسائل تتصل بالسلطان وعلاقته برعيته وفي إثنين منها يشير وريون إلى نفسه صراحة .
ففي السؤال رقم (8) يقول :" وعن قوم سفاكين الدماء الحرام والأموال الحرام، فإذا انتهكوا ما حرم الله من ذلك هربوا إلى موضع لا يقدر عليه ويبقى من إخوانهم معنا لأنهم آمنون من سطوتنا فإذا أردنا القيام إلى القوم المفسدين خرجوا من غير علم منا إلى إخوانهم فيخبروهم بخروجنا إليهم فيبتعدوا ويدخلوا الوعر، فما ترى لنا ؟ الخ ....." .
وفي السؤال رقم (13) يسأل وريون الشيخ جناو بن فتى :" وما تقول - رحمك الله - في قوم من أهل الدعوة ولي عليهم الجبابرة وهم الحاكمون عليهم بما لا يخفي عليك من الجور وما لا تستطاع له صفة، هل ترى لسلطان المسلمين أن ينهض إلى أولئك الجبابرة ليزيلهم عنهم ويحول بينهم، أو يولي على أهل الدعوة ذلك إلى سلطان المسلمين أو لم يطلبوه ؟ .... " فهو هنا يسأل عن واجب سلطان المسلمين تجاه أهل الدعوة ممن وقعوا تحت سطوة الجبابرة، وهو وأن لم يشر إلى نفسه صراحة إلا أن جواب الشيخ جناو إليه يكشف عن أن المعني هو وريون نفسه. قال في جوابه :" أحب إلينا في ذلك السلامة لدينك، فإن السلامة لا يعدلها شيء .... الخ" .
صفحة ٢١