معلوماته هذه من الجواب رقم "5" الذي يذكر فيه عبدالقهار خبر هزيمة وريون عن تراغن وإنسحابه إلى سبها أو شباهة كما يسميها وهذا سياق القصة كما يوردها عبدالقهار، ".....أنه لما جاء الخبر بالليل أن عساكر وريون وغيره قد انهزمت من تراغن جائني الخبير بذلك، وهو عبد الله بن عبيدس الشباهي وكان لي صديقا مصافيا وخليلا مواتيا، فأيقظني من نومتي وأنا مريض بمرضي، وقد كنت مريضا قبل ذلك أربعة أيام، فذكر لي الخبير أن العساكر قد انهزمت وأن وريون وإبراهيم بن أسدين قد جاء كلاهما مهزومين وقد نزلا في بيت أبي الرؤوس. فقلت أكذلك الخبر ؟ قال : نعم. فقمت مبادرا واتكأت على رمحي فدخلت الدار التي فيها وريون وإبراهيم فوقفت عليهما وأخذت منهما تصحيح الخبر ....." (¬1) .
فهذا النص يذكر بوضوح أن وريون هو قائد هذه العساكر فهي عساكر وريون. ويذكر أيضا إبراهيم بن أسدين من كتب التاريخ والسير ذكرا لهذه المعركة، ومن ثم فنحن لا نعرف شيئا عن الطرف المنتصر ولا عما آل إليه أمر وريون وإبراهيم بعد هذه المعركة .
ولكننا نجد في الخطاب الآخر الذي وجهه عبد القادر إلى أبي يوسف وريون إشارة إلى قيامه على أمور الحكم ومراقبة القضاة وتعيينهم فهو يقول :" أعلم أن كتابك وصل إلي تذكر فيه أن أكون لك عينا على قاضي شباهة، وأن ما رأيت منه من خير أو شر أعلمتك بذلك في سر. وقلت : وخذ بحضك من الإسلام ولا تستغني عن أموره " (¬2) .
ولا تعرف عن هذا الكتاب هل كان قبل تلك الهزيمة أو بعدها إلا أن هذا النص يكشف عن مكانة وريون التي تصوره في مركز المسؤولية، يطلب من هذا الشيخ أن يوافيه بما يقيم به سيرة قاضي
صفحة ٢٠