بأن كثيرا من الصحابة فر من الزحف في غزوتي أحد وحنين والفرار من الزحف من أكبر الكبائر. وبأن الكثير منهم انفض عن رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - حين أقبلت العير من الشام يوم الجمعة كما قص الله تعالى ذلك بقوله: ﴿وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما﴾ الآية. وقد أخرج هذا مخرج الذم فلا أقل من أن يكون مفسقا. وبأن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - طلب في مرض موته دواة وقرطاسا ليكتب لهم كتابا لن يضلوا بعده فأبوا أن يأتوه بذلك حتى قال عمر - رضي الله تعالى عنه - عنه ما قال وكثر اللغط فقال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم -: «اخرجوا عني» فقد خالفوا أمره ﵊ والله تعالى يقول: ﴿وأطيعوا الله والرسول﴾ الآية. وبأن مسلما روى في صحيحه عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: أن رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - قال: «إذا فتحت عليكم خزائن فارس والروم أي قوم أنتم» فقال عبد الرحمن بن عوف: كما أمرنا الله تعالى، فقال رسول الله ﷺ: «كلا بل تتنافسون ثم تتدابرون ثم تتباغضون ثم تنطلقون إلى مساكن المهاجرين فتحملون بعضهم على رقاب بعض» فإن هذا صريح في وقوع التنافس والتدابر والتباغض فيما بين الصحابة وذلك ينافي العدالة.
وأجيب عن الأول بأن الفرار يوم أحد كان قبل
1 / 25